"الأوبئة" مطمئنة لمؤشرات كورونا.. وخبراء يبدون قلقهم

مواطن يتلقى تطعيما ضد كورونا-(تصوير: أمجد الطويل)
مواطن يتلقى تطعيما ضد كورونا-(تصوير: أمجد الطويل)

محمود الطراونة

عمان - أكد عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور بسام الحجاوي لـ”الغد”، أن المؤشرات الوبائية بالنسبة للإصابة بفيروس كورونا “جيدة”، وسط توقعات بارتفاع أرقام الإصابات.

اضافة اعلان


وقال الحجاوي، إن “الأمور مطمئنة، وتحتاج لمزيد من الإجراءات الاحترازية”، موضحا “ألا تغيير في الإجراءات المعمول بها الآن، ولا رجعة الى الخلف، بينما يسمح لنا الوضع الوبائي بالاستمرار”، موضحا أن أعداد الإصابات تزداد، بعد فتح القطاعات الاقتصادية والتعليمية، لكن التطعيم واجراءاته يساعدنا على المضي قدما.


واعتبر ان مقياس سوء الوضع الوبائي، يكمن في أوضاع المستشفيات وإشغال أسرتها، التي لم تتجاوز نسبة اشغالها في العناية الحثيثة الـ28 %، إلى جانب الكوادر الطبية والفنية في الجهاز الطبي الحكومي وجاهزيتها العالية، بينما تستقبل المستشفيات والمراكز الحكومية المواطنين في عملياتها اليومية كالمعتاد.


واعتبر ان وزارة الصحة، تقوم بجهد كبير أكان على صعيد التطعيم أو الفحوصات اليومية، او فحص المخالطين اللصيقين، مشددا على أن نظام الرصد نشط، ويستطيع اكتشاف الإصابات ولو بدون أعراض.


وتساءل خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، حول ماهية المطلوب عمله من الحكومة لمواجهة الوضع الوبائي في ظل الارتفاع المستمر في المؤشرات الوبائية، لافتا الى ان الارتفاع المنتظم في المؤشرات الوبائية مستمر، داعيا الى أخذ الحيطة والحذر والتحوط لهذا الموقف الحساس؛ فالوضع الوبائي مقلق؛ وخطر؛ وغامض ومثير للاهتمام.

وبين المعاني، ان الارتفاع في أعداد الإصابات مستمر؛ ويسجل يوميا أكثر من ألفي إصابة، وسيتضاعف إلى 4 آلاف فما فوق، أما الإصابات الاسبوعية، فتواصل الارتفاع، اذ وصلت إلى 13 ألفا في الأسبوع الوبائي الـ44، اذ سيتضاعف هذا العدد الأسابيع المقبلة.


ولفت الى ان نسبة الفحوصات الإيجابية، تشهد ارتفاعا اذ وصلت لأكثر من 6 % وتستمر في الزيادة لتصل إلى 7 % تقريبا، وهي مرشحة للزيادة في الأسابيع المقبلة.

وأوضح المعاني، ان الوضع الوبائي يجب أن يحظى بالأولوية عند الحكومة، للمحافظة على الأمن الصحي المجتمعي؛ فالوضع مقلق جدا، والارتفاع في جميع المؤشرات الوبائية وبدون استثناء.


وبين أن ارتفاع المؤشر الوبائي يؤثر على باقي المؤشرات الوبائية، ولا يجوز هنا بث رسائل تطمين مضللة للمواطنين والمؤسسات، وتركهم تحت وطأة خطر الإصابة بالفيروس، ويمكن اتخاذ إجراءات صحية ووقائية، لتلافي الوضع، والإصابة.

وشدد على انه لا مجال الآن لإلقاء اللوم على المواطن او الحكومة، والتساؤل حول من هو المتسبب بهذه الانتكاسة الوبائية الصحية؛ والتي كان يمكن تجنبها، لو كان هناك إدارة رشيدة، تشرف على الأوضاع الوبائية، وتتحكم في المشهد العام؛ وتحظى بقبول شعبي يقبل بإجراءاتها، وتنفذ حماية للمواطنين من الوباء.


وأضاف، إن المطلوب الآن وفي هذا الوقت بالذات، ان نكون على قدر المسؤولية، وتكاتف الجميع للمضي في طريق المحافظة على الوضع الوبائي، وحماية المواطنين والمجتمع من هذه الآفة، وهذا لن يتأتى الا بتكاتف الجميع، وتحمل مسؤولية جميع التفاصيل المتعلقة بالوضع الوبائي حكومة ومواطنا ومؤسسات حكومية وخاصة.

وبين أن المطلوب من الحكومة؛ إدارة المشهد الوبائي بمسؤولية وشفافية، وعدم إخفاء أي معلومة حتى لو كانت غير مريحة، عن المواطن، حتى يتنبه ويأخذ حذره، ويقوم بما يلزم لتجنب الوباء؛ وأن يجري تنسيق التصريحات الرسمية التي تتصف لغاية الآن بالتضارب، وتسريع وتيرة التطعيم في المحافظات، وفتح مراكز تطعيم جديدة، بخاصة في المناطق النائية، وان تستعمل المراكز الصحية الشاملة والأولية في هذه المناطق، ويشجع المواطنين المترددين على التطعيم ضد الفيروس.


استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، اشار الى ارتفاع نسب الإصابة بالفيروسات التنفسية كفيروسي الانفلونزا وH1N1، وارتفاع الاصابات بفيروس كورونا، في ظل الانتكاسة الوبائية التي تهددنا الآن.

واضاف الطراونة، ان المؤشرات الوبائية في ارتفاع، ونسب اشغال الأسرة في الشمال تشير إلى انتكاسة وبائية واضحة في هذا التوقيت من السنة، في ظل ارتفاع الإصابات بالانفلونزا الموسمية، وظهور الاصابات بـ H1N1 الموسمي في هذا الموسم.


ولفت الى ان ارتفاع الاصابات ينعكس سلباً على الوضع الوبائي، داعيا الى زيادة الوعي الصحي بأهمية الحصول على “لقاحي الإنفلونزا وكورونا”، وإرسال فرق تفتيشية إلى المدارس والجامعات، لمراقبة التزام الطلبة والهيئات التدريسية.

ونوه الطراونة بأهمية اللقاح، بخاصة للفئات ذات الاختطار العالي، والمحافظة على ديمومة العمل في المنشآت التعليمية، والتأكد من جاهزية القطاع الصحي والمستشفيات الميدانية، مطالبا بالتشدد في الاجراءات الاحترازية، او العودة للاجراءات المشددة، لحماية المواطنين من تفشي فيروس كورونا .

إقرأ المزيد :