الأولمبياد والعرب

كنا وما نزال نفرح كثيرا عندما يحقق أي عربي نتائج مبهرة في الألعاب الأولمبية وخصوصا إذا ما تمكن من الفوز ونيل الميدالية الذهبية، أو أي ميدالية، أو موقع متقدم. ولأن الأمور كانت صعبة أمام المشاركين العرب، فإن فوز أحدهم بميدالية ذهبية، كان يشعرنا بالفخر، وبالنصر. اضافة اعلان
ولكن للأسف، فإن الرياضيين العرب نادرا ما كانوا يحصلون على ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية. وكان السجل العربي الرياضي في هذه الالعاب منذ انطلاقتها مقصورا على ميداليات بسيطة، ومحدودة في الميداليات ذات اللون الذهبي. ولذلك، كان شعار العرب منذ القديم وما يزال: "يكفينا شرف المشاركة"، فهذا بحد ذاته إنجاز.
ولكن، هذه النغمة، وهذا الشعار، وهذا التبرير، لم يعد مقنعا للشباب العربي الذي أصبح يشاهد دولا، لا تملك الإمكانات العربية، تحقق ما عجز العرب مجتمعين على تحقيقه في الألعاب الأولمبية. واستطاعت دول "مغمورة" إن جاز التعبير، الفوز بميداليات في ألعاب رياضية مختلفة، فيما عجز العرب عن تحقيق طموح الشباب العربي.
وفي هذه الألعاب ايضا المقامة في البرازيل والتي بدأت قبل أيام، فإنه من غير المتوقع أن نشهد إنجازات كبيرة ، وإذا ما تحقق بعضها، فستكون إنجازات محدودة، بل محدودة جدا، ولا تتجاوز أصابع اليد الواحدة. بينما، ستحقق العديد من الدول التي كنا نستهين بها على مختلف الصعد، إنجازات لا يمكن للعرب تحقيقها، جراء الاهتمام وتنمية المواهب والتركيز على الأساسيات، وتعزيز الايجابيات، فيما نحن نتحدث كثيرا عن الرياضة وتنمية المواهب ولكن، عمليا لا نسير بهذه الطريق، وإنما نبحث عن السهل، والسهل جدا، لتحقيق ما لم نحققه بمجهودنا الرياضي.
العرب، لديهم المواهب، ولديهم الإمكانات، ولكن يغيب عنهم سلامة التوجهات وكيفية تحقيق الأهداف. فالإنجازات الرياضية كالإنجازات العلمية، لا تأتي بسهولة، وإنما بتعب وبجهد وبمثابرة وباستخدام الوسائل والإمكانات خير استخدام. ويبدو، من استعراض تجارب العرب الأولمبية، أن العرب لا يستخدمون إمكاناتهم المالية والشبابية ومواهبهم الرياضية خير استخدام. وأن هناك من المعيقات الرسمية العربية الكثير التي تمنع الرياضيين العرب من تحقيق آمالهم وطموحاتهم. ويبدو، أيضا، أن العراقيل بوجه الرياضيين العرب ليست موضوعية، وإنما ذاتية بالدرجة الاولى.
من المؤكد، أننا في هذه الألعاب سنكتفي بالمحاولة وسنبتعد عن الإنجازات، ولن يتمكن الرياضيون العرب من إسعاد الجماهير العربية التي تتابع الألعاب الأولمبية بكل شغف. ولكن إلى متى نقبل بدور المتفرجين؟