الإبراهيمي يحذر من اندلاع حرب أهلية في أفغانستان وانتقالها للخارج

الأخضر الإبراهيمي خلال حوار بتنسيق مع معهد الإعلام الأردني - (بترا)
الأخضر الإبراهيمي خلال حوار بتنسيق مع معهد الإعلام الأردني - (بترا)
إيمان الفارس عمان - حذّر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السابق في أفغانستان الأخضر الإبراهيمي، من مخاوف تفجّر الحرب الأهلية داخل أفغانستان وانتقالها للخارج، مؤكدا الدور الذي يقع على عاتق القوى العالمية العظمى في استقرار البلاد. ودعا الإبراهيمي، خلال حوار أجراه، بالتنسيق مع معهد الإعلام الأردني عن بعد، أمس، إلى ضرورة أن يكون تشارك العمل الدولي منصبا على الحوار بشأن دور كل من روسيا والولايات المتحدة والصين، عبر الضغط على الدول الأربع المجاورة لأفغانستان وذات التأثير الأكبر عليها، وهي الباكستان والصين وإيران والهند، رغم عدم وجود حدود للأخيرة معها، باتجاه سيناريو إرساء السلام والأمن في أفغانستان والمنطقة. وشدّد الدبلوماسي والأممي المخضرم، على ضرورة البحث مجددا في أزمة الوضع العالمي، التي تشوبها صراعات بين قوى عظمى وتؤثر على استقرار منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالتعايش بين العلمانيين والإسلاميين. وفي ظل استيلاء حركة طالبان على معظم الأسلحة التي كانت موجودة بحوزة الأفغان، بيّن الإبراهيمي أن الأسابيع القليلة المقبلة، ستكشف الشكوك حول إمكانيات منطقة أحمد شاه مسعود، شمال شرق أفغانستان، والتي يتصدى فيها نجله لحركة طالبان التي عادت إلى حكم أفغانستان مرة أخرى الشهر الحالي. وأشار الإبراهيمي، الذي تقلّد عدة مناصب في بلاده وفي الأمم المتحدة، إلى ضرورة الإحاطة جيدا ببعض المؤشرات والمعلومات التي أرجعت نجاح حركة طالبان "الباهر" هذه المرة، للباكستان، وذلك عبر تأييدها لـ"طالبان" ووضع استراتيجية "بمنتهى الذكاء" على حد وصفه. أما بخصوص الانسحاب الأميركي من أفغانستان عقب سيطرة "طالبان" على كابول، فقال الإبراهيمي إن الإدارة الأميركية "قوّضت جيشا مرتبطا بجيشها"، موضحا أن انسحاب الجيش الأميركي بدأ منذ أيام إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، واستمر في عهد الإدارة الأميركية السابقة لدونالد ترامب، حيث كان عددهم يتجاوز 100 ألف جندي أميركي، فيما وصل عددهم مؤخرا إلى 2500. وبيّن الإبراهيمي، الذي مثّل جبهة التحرير الوطني في جاكرتا عندما كان في الثانية والعشرين من عمره وعُين سفيرا للجزائر في المملكة المتحدة بين عامي 1971 و1979، ثم أصبح مساعدا للأمين العام لجامعة الدول العربية في الفترة 1984-1991، أن الجيش الأفغاني كان يعمل بطريقة أميركية، فيما تم "سحب البساط منهم بين يوم وليلة"، معتبرا أن ذلك هو "أحد أسباب انهيار الجيش الحاصل، وسط عدم قدرتهم على متابعة المواجهات وضياع البوصلة". ولفت إلى غموض العلاقة التي تجمع بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، واصفها إياها بأنها "غير مفهومة"، ومعتبرا أن أفغانستان أظهرت تساؤلات جديدة حول القوة الأميركية، مشيرا إلى أن ميزانية أميركا العسكرية تتجاوز ميزانية الدول الـ10 التي تصنف بعدها، بما فيها الصين وروسيا وإسرائيل. أما عن الصين، فوصف الإبراهيمي موقفها إزاء الحرب الأهلية في أفغانستان بـ"الحذر إلى أبعد الحدود، رغم المصالح المشتركة معها عبر إبرام اتفاقيات مع مختلف المناجم، وحاجتها لتأمين المواد الخام المتوفرة في أفغانستان". وبخصوص الولايات المتحدة، أوضح الإبراهيمي أنها "اتجهت لأفغانستان بعد تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) العام 2001"، عازيا هجوم القاعدة عليها "للانتقام والبحث عمن هاجموها داخليا وأشعلوا فيما بينها حربا أهلية". وأضاف أن "تسليم أسامة بن لادن كان مطلبا أساسيا للولايات المتحدة، وهو ما رفضته القاعدة كليا، وبعد 10 سنوات تمكنت الولايات المتحدة من قتله، معتبرة أنها حققت جزءا كبيرا من هدفها في أفغانستان". وأوضح أن سيطرة طالبان على كابول وباقي مدن أفغانستان خلال أيام، أحرج الولايات المتحدة التي كانت تتوقع صمود الحكومة لفترة قد تتجاوز 6 أشهر، منوها بأنه رغم أهمية حركة طالبان، إلا أنها "لم تهزم الولايات المتحدة عسكريا كما هو مشاع". وكشف الإبراهيمي، عضو مجلس الحكماء، عن اعتزامه الحديث حول قضية أفغانستان في مجلس الأمن في 7 أيلول (سبتمبر) المقبل، بالإضافة للحديث حول القضية الفلسطينية. واستعرض تغير المشهد الحاصل على وضع المرأة الحالي في أفغانستان، موضحا أنها تحوّلت من "حالة قرارات مستهجنة وغريبة من حيث منعها من الالتحاق بالمدارس وحتى المستشفيات، إلى حالة شبه طبيعية في الحياة، وسط ارتفاع عدد سكان البلاد من 20 إلى 40 مليون نسمة".اضافة اعلان