الإجابات النموذجية تثير قلق الطلبة.. و"التربية" تدلل على مصداقيتها بنشر أرقام الصفحات

Untitled-1
Untitled-1

منى ابوحمور

عمان- شكا العديد من أولياء الأمور والتربويين من الأبعاد النفسية لنشر الإجابات النموذجية بامتحان الثانوية العامة، إذ وجدوا أنها تسبب حالة من القلق والتوتر للطلبة، وتؤثر بشكل مباشر على أدائهم في الامتحان وشعورهم بالإحباط، خصوصا من أخفق في بعض الإجابات.

اضافة اعلان

غير أن مدير إدارة الامتحانات والاختبارات الدكتور نواف العجارمة نفى نشر الوزارة للإجابات النموذجية منذ بداية امتحانات الثانوية العامة، وأن ما تم نشره هو أرقام صفحات الدروس التي أخذت منها الأسئلة.
ويؤكد العجارمة أن توجه الوزارة لنشر أرقام صفحات الدروس دليل على المصداقية ولا يتسبب بأي نوع من التشتيت أو الإحباط للطلبة و"إنما يؤكد على التزام الوزارة بوعودها اتجاه طلبتها"، كما أنها توفر على الأهل عناء شراء الدوسيات ومقررات الأسئلة المقترحة وتكاليف الدروس الخصوصية التي ترهق كاهل الأهل.
ويشير العجارمة إلى أن الخطوة التي اتخذتها الوزارة بنشر مكان أرقام صفحات الدروس التي أخذت منها الأسئلة لا يوجد فيها تشتت ولا يمكن أن تتسبب في الإحباط للطالب، وإنما هي دليل على الشفافية والمصداقية ورفع معنويات الطلبة، وتأكيد أن جميع أسئلة الامتحانات من الكتاب المقرر.
من جهتها تجد التربوية ومديرة إحدى المدارس اعتدال ردايدة أن نشر الإجابات النموذجية أو الإشارة إلى مكانها في الكتاب قد يشوش على الطلبة ويسبب لهم الإحباط في حال لم تكن إجاباتهم صحيحة أو نموذجية.
وتقول إن الطالب بدلا من أن يركز في الامتحان الجديد ويلقي وراء ظهره الامتحان القديم، سيصيبه الإحباط وسيدخل بحالة من الاكتئاب التي ستلهيه عن الدراسة والتركيز وقد يكون سببا في تراجع أدائه في الامتحانات اللاحقة.
وتضيف ردايدة الأصل أن يكون نشر الإجابات موجها للمعلمين فقط، ليطلعوا طلاب الثانوية العامة للعام القادم عليها وليس ليصحح الطلبة لأنفسهم بعد انتهاء الامتحان.
هذه الإجراءات قد تكون محبطة للطلاب المقدمين للامتحان وتشتتهم من التركيز للامتحان القادم، وفق ردايدة، فضلا عن أن نشر هذه الإجابات قد يساهم في تعزيز موقف المدرسين الخصوصيين، خصوصا عندما يصادف سؤال أو أكثر في الامتحان قد توقعوها من قبل حتى يستقطبوا طلابا جددا.
وتشدد ردايدة على دور الأهل في توعية أبنائهم بالتركيز على الامتحان التالي، وعدم التفكير بما قدم الطالب سواء كان سلبا أو إيجابا، مؤكدة أن الأصل في الوزارة أن لا تنشر وإن نشرت على الأهالي أن لا يدخلوا بهذه المتاهة.
حالة من التوتر الكبير سيطرت على الطالبة حنين بعد انتهائها من امتحان الثانوية العامة ومراجعة الإجابات بعد أن رأت الإجابات النموذجية التي نشرتها وزارة التربية والتعليم على موقع التواصل الإجتماعي تويتر. وجود بعض الاخطاء في إجابات حنين بامتحان الرياضيات سبب لها صدمة نفسية وأشعرها بالإحباط، على يومين متتالين دفعها للشعور بأنها "تبذل جهدا ضائعا".
حال حنين حال الكثير من الطلبة الذين سبب لهم نشر الإجابات حالة من التوتر والقلق وكان سببا في التشتيت وقلة التركيز بالدراسة للامتحانات اللاحقة.
ليلى السيد والدة طالبة في الثانوية العامة تصف حالة الإحباط الكبيرة التي شعرت بها ابنتها بعد مراجعة الإجابات في مبحثي الرياضيات والفيزياء، جعلها تستسلم للقلق والخوف من باقي الامتحانات.
تقول "بعد أن شاهدت الإجابات النموذجية أصبحت تشعر بخوف وقلق من باقي الامتحانات".
في حين اعتبرت الطالبة في الثانوية العامة نانسي الفرع العلمي أن نشر الإجابات النموذجية، أمر إيجابي يساعدها في تقييم دراستها ومعرفة أدائها وتصويب وضعها الدراسي في الأماكن التي أخفقت فيها.
من جهته يبين المشرف التربوي الدكتور عايش نوايسه أن الاختبار المدرسي وبشكل خاص في الثانوية العامة يولد ضغوطا كبيرة على الأهل والطلبة، وعلى الأسرة والمؤسسات التربوية التعامل مع ذلك بحكمة للتخفيف من الضغوط على الطلبة وتهيئة الجو المناسب لهم لتقديم الاختبار بصورة مثالية.
نهج وزارة التربية والتعليم في هذا العام وفق نوايسه بنشر الإجابة النموذجية بعد الانتهاء من الاختبار مباشرة، يحمل تربويا آثارا سلبية على الطلبة سواء الذي قدم الاختبار بصورة مثالية مما يعزز لديه من حالة الثقة الزائدة بالنفس، وقد تنعكس سلبياً على أدائه في الاختبارات اللاحقة. وكذلك، الطالب الذي لم يؤد الاختبار بصورة جيدة، فإن نشر الإجابات سيشكل له عامل إحباط وسيؤدي إلى تعامله مع المواد الباقية بشكل سلبي، لذا كان على وزارة التربية والتعليم التعامل مع المنظور النفسي لعملية النشر وتجنب نشر الإجابات النموذجية في الأيام القادمة.