"الإداري" اسلام عباس يتناول مسيرته كلاعب.. ويستعد لقمة الأشقاء في جنين

figuur-i
figuur-i

أيمن أبو حجلة

عمان – عند الحديث عن أكثر لاعبي المنتخب الوطني لكرة السلة قتالية وإصرارا وإزعاجا للاعبي الخصوم، لا بد من التوقف عند اسلام عباس الذي مايزال يواصل علاقته مع الكرة البرتقالية، لكن هذه المرة من الجانب الإداري.اضافة اعلان
عباس كان من اللاعبين الذين تركوا بصمتهم على الملاعب الأردنية بعد جهد كبير ومتواصل، فهو الذي بدأ مشواره في الوحدات، قبل أن يبرز بشكل لافت مع الأرينا، وأمضى العديد من الفترات مع فرق أخرى أهمها التطبيقية، وكان إلى جانب شقيقه زيد، واحدا من الأعمدة الرئيسية في صفوف منتخب الوطن.
يتواجد عباس حاليا في فلسطين، حيث يشغل مقعدا في الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة، وهو الذي أكمل دراسته بعد اعتزاله اللعب نهائيا، فحصل على شهادة "الدكتوراة" من الجامعة الأردنية، علما بأنه محاضر حاليا في كلية العلوم الرياضية بالجامعة العربية.
وأكد عباس خلال مقابلة خاصة مع "الغد"، أنه يحن إلى أيام اللعب بكل تأكيد قائلا: "أشتاق لأجواء المباريات والجمهور بشكل عام، وأحاول قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء في ممارسة كرة السلة".
انطلاقة عباس في كرة السلة كانت في فريق عيبال الفسطيني، ثم سرعان ما انضم لكرة السلة الأردنية عبر الوحدات، ومضى قدما ليصبح من الأسماء المعروفة محليا وإقليميا.
ويتحدث عباس عن مسيرته السلوية بفخر قائلا: "إذا أردت تقييم مسيرتي سواء مع المنتخب الوطني أو الأندية التي لعبت لها سواء في الوحدات أو الأرينا أو التطبيقية، أشعر بالفخر من النتائج التي حققتها، ساهمت في تأهل المنتخب إلى كأس العالم 2010 (غاب عن النهائيات للإصابة)، ووصلت معه إلى نهائي بطولة آسيا العام 2011، وفزت معه بذهبية الدورة العربية في الإسكندرية، وعلى مستوى الأندية فزت مع زين ببطولة آسيا للأندية وبطولة العرب أندية".
وتابع: "لا بد لأي لاعب شارك في هذا الكم من البطولات وحصل على هذه الإنجازات وساهم في إسعاد الجماهير، أن يشعر بالفخر، وكما تعرف فإن المشاركة مع المنتخب الوطني على مدار 13 عاما ليست بالفترة القصيرة".
وتناول عباس بداياته في الملاعب المحلية بقوله: "البداية كانت مع نادي الوحدات وكان المدرب وقتها غيث النجار وحصلنا على المركز الثالث في الدوري، بعدها لعبت للأرينا لكن النقلة النوعية في مسيرتي، حدثت عندما انتقلت التطبيقية وحصلنا على بطولة الدوري وأحرزنا المركز الثالث في البطولة العربية بلبنان".
وأردف: "لعبت أيضا مع زين في كل مشاركاته الخارجية، ومنذ بداية مشاركتي في الدوري مع الوحدات تم اختياري في تشكيلات أفضل ٥ لاعبين في مراكزهم لأكثر من مرة، وبعدها تم استدعائي للمنتخب بقيادة المدرب حينها مراد بركات، ومنذ ذلك الحين لم أغب عنه".
يتناول اسلام بفخر وحسرة في الوقت ذاته، مشاركته مع "النشامى" في نهائيات كأس آسيا 2011، وفي تلك البطولة، خسر الفريق في المباراة النهائية أمام المنتخب الصيني المضيف بفارق نقطة واحدة، وعنها يقوم عباس: "بصراحة بطولة آسيا في 2011 الأكثر معزة على قلبي لأننا كنا قريبين للغاية من التأهل للأولمبياد وخسرنا من الصين بفارق نقطة، كان للبطولة تأثير كبير علينا، جميعنا أراد الوصول للأولمبياد لنحقق سابقة تاريخية بعد بلوغنا كأس العالم، وأغلب اللاعبين بعدها أنهى مسيرته".
انتقل عباس للعمل الإداري في كرة سلة، ما فتح عينيه على جوانب عديدة لم يدركها من قبل، فالعمل خلف الكواليس يحتاج لجهد كبير قبل لا يكون جليا أمام البعض، وعن ذلك قال: "هناك فرق كبير بين اللعب والإدارة، الجانب الإداري صعب جدا خصوصا فيما يتعلق بالتحديات التي نواجهها، كلاعب تجد كل شيء جاهزا أمامك، أشغل حاليا موقع رئيس لجنة المنتخبات كما أنني المسؤول عن التحضير للمباريات الدولية مثل تصفيات كأس آسيا، لم أشعر وأنا لاعب بجهد الإداريين الذين رافقونا مثل ينال الخص وابراهيم الشعراوي والبقية، أشكرهم جدا على جهودهم وأتمنى من كل اللاعبين الحاليين أن يشعروا بهذه الجهود عند خوض مباراة دولية سواء كانت بيتية أم خارجية لأن هاك أناسا يعملون لشهر كامل على أقل تقدير للتحضير لهذا الحدث".
وبمناسبة الحديث عن تصفيات كأس آسيا 2021، فإن عبّاس مسؤول عن التحضير للقمة التاريخية المرتقبة بين المنتخب الوطني والمنتخب الفلسطيني في جنين يوم السادس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
ويتصدر "الصقور" ترتيب المجموعة السادسة برصيد انتصارين من فوزين على سيريلانكا وكازاخستان، فيما حقق المنتخب الفلسطيني الفوز على سيريلانكا، مقابل خسارة أمام كازاخستان، علما بأن أول منتخبين يتأهلان عن المجموعة، فيما يخوض صاحب المركز الثالث ملحقا تأهيليا.
وعن التحضيرات للمباراة يقول عباس: "نحن في الاتحاد الفلسطيني كنا معنيين بتثبيت الملعب البيتي لفلسطين والحمد الله كل الجهود أثمرت وأصبحنا قادرين على اللعب أمام جماهيرنا، وخلال اجتماع للفيبا مؤخرا، ظهرت علامات الرضا عما قدمانه في الفترة الماضية، أتمنى أن يحالفنا الحظ، خصوصا وأن المباراتين أمام الأردن وكازاخستان ستقامان على ملعبنا البيتي، وهما المنافسان المباشران على بطاقتي التأهل، وان شاء الله سيقدم المنتخب الفلسطيني مستويات مميزة وسيتمتع بدعم الجماهير التي اعتقد أنها ستزحف خلفه".
اسلام من عائلة سلوية، شقيقة زيد كان رفيق دربه في المنتخب الوطني، وهو يعتقد أن قائد المنتخب في كأس العالم الأخيرة، يمكنه الاستمرار في ملاعب السلة لفترة أطول رغم تقدمه قليلا في السن، وقال: "زيد ليس مجرد شقيقي، قضينا معا وقتا طويلا سواء مع المنتخب أو على صعيد الأندية، وبقينا نلعب معا حتى العام 2013".
واستطرد: "للأمانة مايزال قادرا على العطاء لأنه يعتني بنفسه ويتدرب بجد، لكن كما تعرف فإن الإصابات أثرت عليه كثيرا، مسيرته مميزة للغاية وأشعر بالفخر لما حققه خصوصا خلال مشواره الطويل في الدوري الصيني، ولا تنسى أنه شارك في كأس العالم مرتين".
هاشم عباس اسم آخر يتوقع أن يكون له مستقبل مشرق في كرة السلة الأردنية، وتحدث عنه اسلام بقوله: "هاشم يقدم مستويات مميزة (في الولايات المتحدة)، صحيح أنه يلعب في مركز مختلف عن المركز الذي كنت أشغله أنا وزيد، لكني أعتقد أنه سيكون مستقبل كرة السلة الأردنية إلى جانب فريدي ابراهيم".
واعترف اسلام بأنه كان لاعبا شديدا الإزعاج تحت السلة بمرونته اللافتة، مبينا أن كثيرا من اللاعبين تجنبوا مواجهة ثنائية معه، لكن في الوقت ذاته، فإنه كان شديد الارتياح للعب بجانب جميع من رافقوه في مسيرته، وقال: "استمتعت باللعب مع أغلب زملائي بصراحة، ما كان يميزنا في الفرق المختلفة أننا كنا 12 لاعبا جاهزا لأي تحد، كنت أشعر بتناغم كبير مع وسام الصوص، وهناك أيضا انفر شوابسوقة وفادي السقا، ولا ننسى كذلك نضال الشريف، أما على صعيد المنافسين، فقد كنت أحبذ عدم مواجهة نجم المنتخب الإيراني حامد اهدادي".
وخصص عباس حديثا عن المنتخب الوطني بصورته الحالية، خصوصا مع وجود الكثير من العناصر الجديدة، وقال: "المنتخب جيد حاليا، والعناصر الموجودة ممتازة، لكنها تحتاج لمزيد من الوقت، عدالة النظام الحالي في التأهل إلى كأس العالم جعلت الأمور أسهل بالنسبة إليه، ففي السابق كانت بطولة آسيا مؤهلة للنهائيات العالمية وكانت الفرق تشارك فيها بأفضل عناصرها".
وختم: "الآن بوجود أحمد الدويري وفريدي ابراهيم، يتوجب على المدرب المقبل أن يبني حولهما فريقا ممتازا قادرا على السيطرة في الساحة الآسيوية تماما كما فعل جيلنا في فترة 5 أعوام كانت جميع النمتخبات خلالها تتجنب ملاقاتنا".