الإقبال على المطاعم السياحية.. لا مقارنة بصيف 2019

زبائن في أحد المطاعم السياحية بعمان - (أرشيفية)
زبائن في أحد المطاعم السياحية بعمان - (أرشيفية)

بشرى عودة

على الرغم من تحسن نشاط المطاعم السياحية خلال الصيف الحالي، إلا أن عاملين في القطاع أجمعوا على أن الأداء ما يزال "متواضعا" مقارنة بمستواه قبل جائحة كورونا في صيف العام 2019.

اضافة اعلان


ويؤكد عاملون أن المطاعم السياحية تعيش تحسنا ملحوظًا في ظل فترة الصيف مقارنة بالعام الماضي، تزامنًا مع عودة المغتربين وسط حركة سياحية نشطت القطاعات.


وأشاروا، في تصريحات لـ"الغد"، إلى أن هنالك جملة من التحديات التي تواجه المطاعم السياحية، تكبل نشاط القطاع، وفي مقدمتها قلة اليد العاملة المدربة والمهيأة وغلاء كلف التشغيل والمواد الأساسية الأولية.


وبدورها، أكدت مديرة جمعية المطاعم السياحية إليانا الجعنيني، أن واقع النشاط والحركة على المطاعم السياحية شهد تحسنًا محفوفًا بالتحديات.


وقالت "ما تزال الحركة هذا الصيف أقل من المرجو، والوضع لا يقارن بصيف 2019، وهذا الأمر لا يقتصر على المطاعم السياحية وحسب، بل على قطاعات السياحة بالمجمل، وذلك يعود إلى أسباب عدة، منها أن أغلب الأردنيين قد سافروا للخارج مباشرة بعد انتهاء المدارس".


ولفتت الجعنيني إلى بعض الأمور التي أثرت على الحركة، وكان انتهاء امتحانات التوجيهي بشكل متأخر من هذه العوامل، موضحة: "تأخر فترة امتحانات التوجيهي حتى نهاية شهر تموز (يوليو) قلل فترة الإجازة، بحيث يبدأ الفصل الدراسي في 30 آب (أغسطس)".


ودعت إلى تأخير بدء المدارس حتى بداية شهر أيلول (سبتمبر) من باب إنعاش الحركة قليلًا.


وفي حديثها عن واقع الإقبال العام على المطاعم السياحية خلال هذه الفترة الصيفية التي تشهد الاحتفالات والمهرجانات السياحية، أشارت الجعنيني إلى تحسن الحركة على المطاعم في ظل هذه الفترة، وقالت "إن الفعاليات المختلفة التي تستقطب روادا من الخارج وعودة المغتربين وفترة العطلة الصيفية جميعها أمور أسهمت في تنشيط الحركة، كما لوحظ وجود حركة إقبال من دول الجوار، جميع هذه العوامل من سياحة عربية ومحلية نشطت الحركة وزادت الإقبال على المطاعم السياحية".


ويشار إلى أن عدد المطاعم السياحية المحلية يصل إلى 1160 مطعمًا موزعة في أنحاء المملكة كافة باستثناء العقبة ومن جميع الفئات والتصنيفات.


وبينت الجعنيني أن فترة كورونا تسببت بكثير من الإغلاقات، بحيث وصل عدد الإغلاقات الرسمية حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021 إلى 25 مطعمًا، بينما خلال هذا العام وصلت الإغلاقات حتى اليوم إلى 6 مطاعم، وبالمقابل انضم الى الجمعية في العام 2021 ما يقارب الـ108 مطاعم، وهذا العام وصل عدد المطاعم الجديدة إلى 70 مطعمًا سياحيًا من مختلف الفئات والتصنيفات.


ومن جملة التحديات التي أشارت لها الجعنيني وأصحاب المطاعم السياحية التي يشهدها هذا القطاع، النقص في اليد العاملة الأردنية المدربة والمؤهلة.


وبينت أن فترة كورونا تسببت في هجرة اليد العاملة المؤهلة إلى قطاعات أخرى وبعضها الى دول الخليج، كما أن العديد من اليد العاملة الأجنبية قد عادت إلى بلادها، الأمر الذي وضعنا في مأزق مفاده أن القطاع يفتقر إلى اليد العاملة المؤهلة، وبالتالي سيؤثر هذا الأمر على مستوى الخدمة المقدمة ويضعف الصورة العامة للمطاعم السياحية والقطاع السياحي.


وأشارت الجعنيني إلى ضرورة التعاون مع وزارة العمل والخروج بخطة طويلة ومتوسطة الأمد، مع الجهات المسؤولة والمعنية تساعد على تدريب اليد العاملة وتجهيزها لسوق العمل.


صاحب مطعم سياحي في إربد غازي الزعبي، أكد أن الحركة السياحية لم تعد كسابق عهدها، متفقًا مع تصريح الجعنيني، قائلًا "الصيف عادةً يكون موسم الإقبال على المطاعم والحركة فيه تكون نشطة بشكل ملحوظ، وصحيح أن هناك تحسنا عن فترة كورونا، لكن ما تزال الحركة تتسم بالضعف مقارنة بفترة ما قبل كورونا".


ووصف الزعبي الإقبال على المطاعم السياحية في ظل عودة المغتربين والسياح، بقوله: "ما تزال الحركة ليست كسابق عهدها، ورغم عودة المغتربين ووجود السياح الذين حركوا الوضع قليلًا في المطاعم، إلا أن الزخم الذي اعتدناه في الأيام السابقة ما قبل كورونا لم نشهده مرة أخرى في هذه الفترة".


وفي حديث مع صاحب مطعم في جرش ياسر شعبان، أشار إلى أن الحركة جيدة بالمجمل، قائلًا: "بعد كورونا تحسن الحال وزادت الحركة، لكنها لم تكن قوية كسابق عهدها، فلم نشهد صيفا يشبه صيف 2019 حتى اليوم".


وأوضح شعبان أن المطاعم السياحية تعاني من نقص العمال المدربين والمؤهلين، متفقًا مع ما ذكرته الجعنيني، قائلًا "قبل كورونا كان يوجد ما يقارب 55 عاملا مدربا للعمل في المطاعم لدي، والآن يوجد 8 عمال، الأمر الذي أثر علينا كأصحاب عمل من ناحية إيجاد يد عاملة مدربة للعمل ومؤهلة في المطاعم السياحية".

اقرأ المزيد :