"الإنتلجنسيا" ندوة تدعو لتفعيل دور النخبة المثقفة في مجال السياسات

عزيزة علي

عمّان – دعا مختصون إلى تفعيل دور النخبة المثقفة في مجال السياسات، خاصة لما للنخبة من خلفية أكاديمية متميزة تؤهلها لتحمل مسؤولية مضاعفة في بناء الوطن ومؤسساته والحفاظ على مكتسباته من خلال دعم السياسات العامة، وبلورة الاستراتيجيات، ووضع الخطط والبناء عليها.اضافة اعلان
وتحدث في الحوارية التي نظمها منتدى الفكر العربي، بعنوان "دور المثقفين أو "الإنتلجنسيا" في الأردن نحو المئوية الثانية للدولة الأردنية"، عبر تقنية الاتصال المرئي؛ البروفيسور في علم الاجتماع والسياسات الاجتماعية د.مجد الدين خمش، بمشاركة الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د.محمد أبوحمور، وأستاذ التاريخ الحديث في الجامعة الأردنية ومدير عام مركز التوثيق الملكي الهاشمي الأردني د.مهند مبيضين، ونائب رئيس المجلس العربي للأكاديميين والكفاءات د. نادية أبو عودة.
وأشار خمش إلى أن مصطلح "الإنتلجنسيا" يُعبّر عن النخبة الثقافية في المجتمع، و"الإنتلجنسيا"، الأردنية تشمل المثقف الأردني النخبوي سواء أكان من العاملين في صناعات الإعلام أو في المهن الأكاديمية أو في منظمات الكتاب والأدباء والمؤسسات الفكرية والثقافية، إضافة إلى المواطن المثقف الفاعل المشارك في التغيير والتطوير سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مبينا أن "الإنتلجنسيا" تقوم على عقلنة القرار وحل مشاكل المجتمع ومتابعة قضاياه، وتفعيل دور الإدارات العامة ودعم إنجازها نحو بناء مئوية جديدة مزدهرة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
ونوه المحاضر لدور التعددية السكانية في الأردن في إثراء النسيج الوطني، والإنجاز الحضاري، وتحقيق عدالة التمثيل السياسي، إضافة إلى دور تعددية التيارات الثقافية السياسية في التطوير والتغيير الإيجابي، داعيا إلى الاهتمام بالتربية الوطنية لغرس حب الوطن والانتماء إليه، والإخلاص إلى مصالحه الحقيقية.
وتحدث د.مهند مبيضين عن تأثير النخب الأردنية المثقفة في السياسة، إذ ما يزال قليلا على الرغم من إسهامها الكبير، داعيا الى تفعيل دور النخب المثقفة، خاصة لما لها من خلفية أكاديمية متميزة تؤهلها لدعم السياسات العامة، وبلورة الإستراتيجيات ووضع الخطط والبناء عليها بما يتحقق من إنجازات، إضافة إلى عقلنة السياسات، مما يتطلب تطوير المسارات الديمقراطية والنهضوية بشكل سليم.
من جانبها اشارت د.نادية أبوعودة إلى استخدام الوسائل التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي في التواصل بين المثقفين والمجتمع وخاصة الجيل الجديد، من أجل تقديم مضمون فعال ومدروس، لما لدى هذه النخبة من نظرة شمولية وإيثار المصلحة العامة ومصلحة الوطن على المصالح الشخصية.
ودعَت أبو عودة إلى إجراء دراسة واقعية موجهة للمثقفين مبنية على استبانة دقيقة تهدف إلى التوصل للمعيقات التي تحد من دور الفئة المثقفة، من أجل الخروج بتوصيات وحلول ضمن الأطر التي تصبّ في مصلحة الوطن، إضافة إلى إجراء دراسة أخرى موجهة للطلاب وعامة الشعب من الذين يحضرون الندوات والمحاضرات عن بعد حول الجوانب الثقافية المستفادة من هذه الندوات والمحاضرات سواء أكانت منظمة من قبل مؤسسات ثقافية أو جامعات من أجل تحقيق تغذية راجعة تنمي هذه الأنشطة الثقافية بما يعود بالنفع على المهتمين بها.
وأشار د.محمد أبوحمّور في بداية الحوارية إلى إن قيادة الأردن منذ سنواته الأولى في عهد الإمارة كانت تعمل على رفع المستوى التعليمي والثقافي للشعب، لأنها أدركت أن التعليم هو الطريق الأمثل لبناء الوطن، خاصة مع محدودية موارده، مما يجعل الإنسان فيه هو الثروة وأساس التقدم والتنمية. ولذلك تركزت جهود الدولة الأردنية منذ بداياتها على نشر التعليم والثقافة من خلال بناء المدارس والجامعات والمؤسسات الثقافية، إضافة إلى رعاية المثقفين والكتاب والمبدعين.
ولفت إلى أن الأردن يتميز بأنه من أكثر الدول العربية في نسب المتعلمين من أبنائه، مما يعني أن مسؤولية المواطن المتعلّم والمثقف هي مسؤولية مضاعَفة في بناء الوطن ومؤسساته والحفاظ على مكتسباته. ويشمل هذا الدور مختلف القطاعات الحيوية، ويكون فاعلاً عن طريق الانخراط في المجتمع والتفاعل الحقيقي مع قضاياه وتطلعاته في مختلف ميادين التنمية والبناء الوطني.