الاتحادات الرياضية تراهن على مساعي "الكرة" لعودة النشاطات

يوسف نصار

عمان- تلوذ كافة الاتحادات الرياضية الوطنية بالصمت التام "باستثناء اتحاد كرة القدم"؛ ذلك منذ توقف عجلة النشاطات الرياضية المحلية بقرار "حكومي" عبر اللجنة الأولمبية الأردنية؛ وبفعل تفشي وباء فيروس كورونا المستجد؛ وهو "صمت" منطقي وطبيعي؛ نظرا لكون قرار تجميد برامج ونشاطات الحركة الرياضية؛ هو قرار يتعلق بالمصلحة الوطنية وصحة المواطنين؛ وهو خارج عن إرادة الهيئة الرياضية المسؤولة.اضافة اعلان
لا يعني "صمت" الاتحادات الرياضية عامة؛ عدم معاناتها من الظرف القائم المفروض عليها؛ ما يستدعى منها الشكوى وبصوت مرتفع؛ ولكن على ما يبدو وجدت الاتحادات الرياضية أن "صوت كرة القدم" هو كافيا ومعبرا ضمنيا عن أزمتها بصورة غير مباشرة؛ وهو يساعد على إيصال صوتها إلى الجهات المعنية؛ دون تكليف "مكتوب" بذلك؛ تحت مظلة اللجنة الأولمبية.
لا تملك الاتحادات الرياضية المحلية والأندية المنتسبة إليها "جرأة" اتحاد كرة القدم وأندية المحترفين الكروية؛ في التعبير عن مأزقها بشكل مباشر و"صوت مسموع"؛ وذلك لأسباب موضوعية؛ أبرزها أن حجم الضرر الذي يلحق بكرة القدم وأركانها يفوق حجمه بالنسبة للألعاب الرياضية الأخرى؛ حيث الانفاق المالي في مجال كرة القدم يعلو كثيرا عنه للألعاب الأخرى؛ وبالتالي فإن احتياجات كرة القدم المادية؛ لا تقارن مع ما تحتاجه الأندية والاتحادات المحلية التي ترعى العابا غير الكرة؛ وكذلك الأمر بالنسبة للفوارق في البنية التحتية "المنشآت"؛ وعدد الرياضيين الممارسين بشكل رسمي هنا وهناك؛ وفارق المساحة الزمنية لمسابقات كرة القدم عن غيرها من بقية الألعاب.
تجتهد الاتحادات الرياضية حسب إمكاناتها والظروف الضيقة المتوفرة لديها؛ من أجل محافظة لاعبيها وفرق أنديتنا ومنتخباتها الوطنية؛ على الحد الأدنى من "المستويات الفنية"؛ في ظل فترة التوقف الطويلة للتدريبات الجماعية التي تصل إلى شهرين؛ وذلك من خلال الاكتفاء بتدريبات اللياقة البدنية المنزلية؛ وبإشراف الأجهزة الفنية عن بعد؛ وعلى قاعدة أفضل الممكن والمتاح.
وفي هذا السياق؛ لعل اتحاد الشطرنج هو الأقل تضررا من توقيف النشاط الرياضي على الساحة المحلية؛ فهو يملك برنامجا مسبقا لبطولات شطرنجية "أونلاين"؛ تقام في الظروف الطبيعية بعيدا عن الأزمة الحالية؛ حيث نظم اتحاد الشطرنج مؤخرا البطولة المفتوحة "خليك في البيت للشطرنج الخاطف"؛ لمدة يوم واحد وبمشاركة عدد كبير من اللاعبين الأردنيين ولاعبين عرب مقيمين في المملكة؛ وهو بصدد تنظيم بطولة أخرى للفئة العمرية تحت 12 سنة.
وثمة العاب ممارستها تكون أقل تكلفة في العموم "كرة الطاولة؛ الريشة الطائرة؛ رفع الأثقال" على سبيل المثال لا الحصر؛ لكن نظام التباعد الاجتماعي الذي ما تزال تفرضه إجراءات مكافحة الكورونا؛ لا تسمح لمثل هذه الألعاب حتى بالتدريب الجماعي لفرقها؛ ناهيك عن اقامة مسابقاتها.
وربما فترة التوقف الإجباري؛ هي استراحة مفيدة في قناعات بعض الاتحادات الرياضية؛ وعلى قاعدة "رب ضارة نافعة"؛ إذ أسهمت المرحلة الحالية في "تجميد مشاكل تلك الاتحادات الداخلية" العابرة لكل الظروف؛ وهي مشاكل تتصل بمسابقاتها وبرامجها الفنية؛ التي تقام غالبا تحت ضغط شح الإمكانات المادية.
وإلى جانب نشاطاتها المحلية المرتقبة؛ تنتظر أغلبية الاتحادات الرياضية الوطنية؛ ومن ضمنها اتحاد كرة القدم؛ استحقاقات خارجية مهمة بعد عودة النشاط الرياضي في كل دول العالم؛ وهي استحقاقات تتطلب تحضيرات فنية على سوية عالية؛ وما يترتب على ذلك من أعباء مالية.