الاتفاق النووي المرحلي: ترحيب إيراني وتنديد إسرائيلي

صورة جماعية بين وزراء خارجية الدول الست الكبرى مع وزير خارجية إيران في لوزان بسويرا الخميس (ا ف ب)
صورة جماعية بين وزراء خارجية الدول الست الكبرى مع وزير خارجية إيران في لوزان بسويرا الخميس (ا ف ب)

اضافة اعلان

طهران - رحب حشد من المؤيدين بفريق المفاوضين الايرانيين لدى عودتهم الجمعة الى طهران بعد التوصل الى اتفاق اطار في لوزان مع الدول الست الكبرى حول البرنامج النووي، فيما نددت اسرائيل بهذا الاتفاق الذي وصفته بانه "خطير".

وغداة الاعلان الخميس في سويسرا عن "المعايير الرئيسية" لهذا الاتفاق الاطار التاريخي بعد مفاوضات شاقة استمرت 18 شهرا، سيترتب الان على ايران والدول الكبرى العمل على تسوية التفاصيل الفنية الصعبة بغية التوصل الى اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران/يونيو.

وبالرغم من هذا التوافق، الا ان الثقة لم تستتب بعد بين ايران والغربيين الذين حذروا من ان الالية برمتها يمكن وقفها في حال عدم تقيد طهران بالتزاماتها.

ورغم ذلك يبقى هذا الاتفاق الاطار انجازا اساسيا وسط ازمة مستمرة منذ 12 عاما مع الاسرة الدولية.

وبعد مفاوضات ماراتونية في سويسرا وخصوصا مع الولايات المتحدة في ظل انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لقي وزير الخارجية محمد جواد ظريف وفريقه من الخبراء استقبالا حارا في طهران من عشرات الشبان الذين رافقوا الموكب وهم يصفقون.

وردد الحشد "يحيا ظريف، يحيا عراقجي" في اشارة الى مساعد الوزير عباس عراقجي.

وحياهم ظريف وهو يبتسم، وفق مشاهد بثها التلفزيون.

وفي تصريحات مقتضبة شكر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الذي يحتفظ بكلمة الفصل في الملف النووي، على "دعمه الملفت".

ومن المتوقع ان يلقي الرئيس الايراني حسن روحاني كلمة بعد الظهر امام الصحافيين بعدما رحب منذ الخميس بالاتفاق.

واثار الاعلان عن الاتفاق المرحلي ليل الخميس مظاهر فرح في طهران حيث نزل السكان الى الشارع مطلقين العنان لابواقهم وراقصين على الارصفة وهم يرفعون شارات النصر ويلوحون بمناديل بيضاء.

وقال داود غفري "الان سيكون في وسعنا العيش بشكل طبيعي مثل سائر العالم" مبديا امله في رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد ايران منذ سنوات.

وقال سيد الله الله بدشتي المقرب من روحاني ان "الجمهور اثبت انه يدرك الفرق بين الخونة واولئك العاملين في خدمة" الامة، ملمحا الى بعض المسؤولين المحافظين الذين ينددون بالاتفاق معتبرين ان ايران قدمت تنازلات كبرى للغرب.

وبموجب الاتفاق الاطار وافقت ايران على خفض عدد اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم بنسبة الثلثين (من 19 الفا الى 6104) وعلى وقف عمليات تخصيب اليورانيوم لما لا يقل عن 15 عاما في موقع فوردو علما ان اليورانيوم المخصب بنسبة 90% يدخل في صنع القنبلة النووية.

وحول مسالة رفع العقوبات التي تعتبر نقطة بالغة الحساسية ينص الاتفاق على رفع العقوبات الاميركية والاوروبية فور تاكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على احترام ايران تعهداتها على ان يعاد فرضها اذا لم يطبق الاتفاق. اما العقوبات المفروضة بموجب قرارات من مجلس الامن الدولي، فترفع ما ان تحترم ايران كل النقاط الاساسية في الاتفاق.

ودون ان يحدد جدولا زمنيا لرفع العقوبات قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري "ان مسألة ما بين ستة اشهر وسنة تقريبا هي ما سيستغرقه الامر للبدء بالالتزام بكل الخطوات النووية الضرورية المطلوب اتخاذها وعندها نبدأ بمسألة الرفع التدريجي. ينبغي أن تتخذ تلك الخطوات أولا".

من جانبه قال ظريف أنه "عندما نطبق تدابيرنا لن تكون هناك عقوبات على جمهورية ايران الاسلامية" مضيفا ان "كل قرارات مجلس الامن الدولي ستلغى، كل العقوبات النووية الثانوية الأميركية وكذلك العقوبات الأوروبية سيتم الغاؤها".

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني ان "الاتحاد الاوروبي سيوقف العمل بكل العقوبات المالية والاقتصادية المتصلة بالبرنامج النووي" واضافت ان الولايات المتحدة كذلك "ستوقف تطبيق كل العقوبات المالية والاقتصادية .. بالتزامن مع تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تطبيق ايران لالتزاماتها الرئيسية في مجال النووي".

ولكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال الجمعة ان مسالة رفع العقوبات عن ايران "لم تتم تسويتها تماما بعد" موضحا ان "الايرانيين يريدون رفع كل العقوبات دفعة واحدة... لكننا نقول لهم يجب رفع العقوبات بالتدريج ووفق تطبيقكم لالتزاماتكم، واذا اخللتم بها من الواضح اننا سنعود الى الوضع السابق".

ولم ترد اي مؤشرات حول تاريخ استئناف المفاوضات من اجل الشروع في صياغة الاتفاق النهائي.

وقال روحاني الخميس ان "صياغة (الاتفاق النهائي) يجب ان تبدأ على الفور لتنجز بحلول 30 حزيران/يونيو".

وابدت روسيا استعدادها لتزويد ايران بالوقود الجديد للمفاعلات التي بنتها موسكو في ايران مشيرة الى انه "ما زال ينبغي توضيح نقاط كثيرة".

وتحدث اوباما الذي سيترتب عليه مواجهة الجمهوريين المشككين في الاتفاق في الكونغرس عن "تفاهم تاريخي" لكنه شدد على ان منشآت "ايران ستخضع للتفتيش اكثر من اي دولة اخرى في العالم"، محذرا من انه "اذا تحايلت ايران، سيعلم العالم، واذا لاحظنا اي امر مريب سنقوم بعمليات تفتيش".

غير ان الاتفاق لا يحظى بالاجماع في الاسرة الدولية وقد نددت به اسرائيل عدوة ايران اللدودة في المنطقة فيما اعربت السعودية عن املها في "اتفاق نهائي ملزم" مع ايران لتعزيز الامن الاقليمي.

وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء الاسرائيلية مارك ريغيف ان "الاتفاق الاطار خطوة (...) في غاية الخطورة. الهدف الوحيد" لايران هو حيازة القنبلة الذرية. (ا ف ب)