الاحتفاظ بالأسرار.. مهمة تصعب على الكثيرين!

تغريد السعايدة  

عمان - “لم يعد هنالك أسرار.. ما دام تكلم به من اؤتمن عليه” هكذا تقول العشرينية سارة عدنان، والتي تبين أن الكثير ممن حولنا ليس باستطاعتهم الاحتفاظ بالسر طويلا، مهما كانت سرية المعلومات.
وبناء على دراسة حديثة، فان 25 % من النساء اعترفن بأنهن “لا يستطعن حفظ السر إطلاقا مهما كان شخصيا وخطيرا”، ومنهن من لا يقمن بحفظ السر لأكثر من 38 ساعة، وعادة ما يبحن لأشخاص غير معنيين بالأمر.
بيد أن سارة تبين أن عدم الاحتفاظ بالأسرار لا يقتصر فقط على المرأة، بل على الرجال ايضا الذين “يستمتعون أحيانا” بافشاء الأسرار مع أصدقائهم ولا يحتفظون به طويلا. أما المرأة فـ “تبرر” بوحها بالأسرار، بأنه نوع من أنواع الفضفضة في حال تحدثت عن أسرارها الخاصة وليس بأسرار غيرها”.
غير أن براءة زياد تعتقد أن عدم احتفاظ بعض النساء بالسر، لأنهن بشكل عام يملن للتفاخر والبوح بما يملكنه أو بما يميزهن عن غيرهن، وتكون “الحجة” أن من ينقلون الأسرار، أناس لا يرتبطون بصاحب السر لا من قريب ولا من بعيد!.
ووجد باحثون في دراسة أخرى أنه وخلافا للافتراض أن المرأة لا يمكن أن تبقي سرا مخفيا، لوحظ أن الرجل أيضا أول من يقوم بنقل المعلومات السرية، وذلك بفضل وسائل الإعلام الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي ليتبادلوا الأسرار والنميمة سرا.
وأشارت الدراسة إلى أن الهاتف والإنترنت ساهما بشكل كبير في إفشاء الأسرار، أو من خلال الجلسات واللقاءات العائلية في المجتمعات الأقل انفتاحاً، اذ أن تلك الجلسات تساهم في نشر الأسرار والبوح بها بين الحضور سواء أكن نساء أو رجالا.
أما العشرينية وربة المنزل عهود فترى أن الإنسان يمكن أن يحتفظ للابد باسراره الخاصة كونها تخصه، فيحافظ عليها، في حين لا يستطيع أن يحتفظ باسرار غيره!
وتؤكد شاكر أن خوف الإنسان من أن يعلم أحد بمعلوماته الخاصة يجعله دائم الحفاظ على سريتها، خاصة إذا عاش تجربة كشف الأسرار مع أحد الأشخاص، بعد أن حدث بينهم أي نزاع أو مشاكل جعلت الطرف الآخر يكشف السر.
وفي الوقت ذاته تعتقد شاكر أن المرأة إذا ما قررت في نفسها أن تحتفظ بالسر، فان لديها قدرة عظيمة على ذلك، ويمكن أن تفوق الرجل في ذلك، والقول انها لا تحتفظ بالسر قد يكون نابعا من تجربة شخصية والاعتقاد السائد من أن المرأة “تتكلم أكثر من الرجل”.
ومن طريف الدراسات التي تحدثت عن مدى الاحتفاظ بالاسرار أن “البوح بالأسرار غالبا ما يرجع إلى أننا لا نجد الوقت الكافي لتخزينها أو كتمانها داخل أنفسنا، أو بسبب عدم قدرة الشخص نفسه على كتم الأسرار، وأن الأطفال هم الأكثر حفاظا على أسرارهم الخاصة لسنوات طويلة بينما يفشلون في حماية السر الذي نطلب منهم الحفاظ عليه.
الاستشارية التربوية والأسرية رولا خلف ترى أن هذه الصفة بحفظ الأسرار يجب أن يتربى ويتعلمها الشخص منذ نعومة أظفاره، إذ أن ذلك يعتمد على التنشئة والبيئة التي تحيط بالإنسان، وتعليم الأطفال على كتم الأسرار وعدم نقل أحاديث البيت إلى الخارج، وأن لا تقوم الأم أو الأب بكشف الأسرار أمام أطفالهم حتى لا يعتادوا على ذلك.
وتبين خلف أن الأم لديها دور في جعل أطفالها سواء البنات أو الأولاد أن يحافظوا على أسرار البيت، وتحثهم دائماً على عدم الحديث للاقارب أو حتى المعلمة في الصف، التي عادة ما يجد الطفل فيها وسيلة للبوح والحديث عن أسرار البيوت، وهنا أيضاً للمعلمة دور في ذلك من خلال ردعها للطفل ومنعه من الحديث عن أسرار بيته حتى يعتاد على ذلك.
الطالبة الجامعية نفحات عبد تعتقد أن المرأة بفطرتها تتكلم كثيراً، وقد يكون من الصعب أن تحتفظ ببعض الأسرار التي تُحكى لها، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود أخريات جديرات بالثقة وحفظ الأسرار. وهذا الامر يعود إلى طبيعة الشخص الذي لا يتحدث كثيراً بأي من المواضيع سواء الخاصة أو العامة. وعن نفسها، تقول عبد أنها من النوع الذي يحتفظ بالأسرار، إذ أن هناك أسرارا تحتفظ بها منذ سنوات طويلة، ولا يعلم بها أحد الا هي وصاحب القصة لأنها كانت مؤتمنة عليهم.
وتعود خلف لتؤكد أن هناك أشخاصا منذ نشأتهم وبطبيعتهم يتسمون بأنهم “كتومين”، ولا يتحدثون كثيراً، لذلك من الممكن لديهم أن يكونوا أشخاصا يحتفظون بالاسرار، الا انها تؤكد نظرية أن السيدات يتحدثن أكثر من الرجال، بسبب عدة عوامل، منها الوقت الكافي للسيدات للجلوس والحديث والبوح بالاسرار، ولدى السيدات الفضول لمعرفة الاخبار والمعلومات.
بيد أن البوح بالاسرار والحديث عنها غير مقبول إجتماعيا ودينياً وأخلاقياً، خاصة إذا كان كشف الاسرار يمكن أن يؤذي الآخرين، بحسب خلف، لذلك يجب أن تكون هناك ضوابط لدى الإنسان سواء كان رجلا أو إمرأة للحفاظ على السر، خاصة فيما يتعلق بأمور الناس الحساسة والمؤثرة.

اضافة اعلان

[email protected]