الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة

توالت الإدانات للممارسات العدوانية للاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى المبارك وفي الحرم القدسي خلال الأيام القليلة الماضية.اضافة اعلان
الاحتلال الذي كثف وصعد من ممارساته العدوانية، تجاه القدس و"الأقصى" والمقدسيين والشعب الفلسطيني، لم يلتفت إلى حملة الإدانات التي تلت هذه الممارسات، بل زاد من عدوانيته وممارساته التهويدية في القدس المحتلة ومسجدها وحرمها المباركين.
الاحتلال يعي، من خلال تجاربه مع ردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية الرسمية، أن أشد ردود الفعل ستحمل إدانة واستنكارا ورفضا لعدوانيته وإجراءاته وخطواته الاستيطانية والتهويدية.
كما يعي أنه، في هذه المرحلة بالتحديد، مع أن المراحل الأخرى لم تكن وردية للشعب الفلسطيني وقضيته، إلا أنه في هذه المرحلة، التي تفرض أميركا والاحتلال على العالم رؤيتهما السياسية بالنسبة لحل القضية الفلسطينية والتي (الرؤية الأميركة والإسرائيلية) تبتعد كليا عن الحل العادل وتصل إلى تصفية هذه القضية العادلة والمركزية للأمتين العربية والإسلامية، تعيش القضية وشعبها ومناصريها في الوطن العربي والعالم الإسلامي والدولي أصعب المراحل وأشدها خطورة.
ولذلك، لا يتوانى هذا الاحتلال الفاشي والمجرم عن استخدام كل أوراق قوته لفرض الأمر الواقع.. ويعي تماما أن القدس المحتلة عنوان القضية الفلسطينية، ولهذا يعمل بكل ما أوتي من قوة ومناصرين ومؤيدين عبر العالم من فرض رؤيته على حل القضية الفلسطينية، من خلال تهويد القدس، واستيطان الضفة الغربية، وتصفية كل الحقوق والمبادئ والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني.
لهذا كله، فإن الإدانة والاستنكار والرفض، رغم مصداقيتها، إلا أنها لا تحقق الهدف المنشود، وهو إلزام الاحتلال بمراعاة قوانين حقوق الإنسان والشرعية الدولية وقراراتها بخصوص القضية الفلسطينية.
فالاحتلال لن يتوقف عندها، ولن تجبره ردود الفعل هذه والمشابهة على التوقف عن ممارساته، أو إعادة النظر بها وبقراراته.
وهذا الواقع يفرض مقاربة فلسطينية وعربية وحتى دولية جديدة.. الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة.. وهذا ما يجب أن يحدث، وعلى الفلسطينيين والأردنيين وكل المناصرين للقضية الفلسطينية إعادة النظر بردود فعلهم، وبخطواتهم للتصدي للاحتلال وقراراته وإجراءاته.. يجب أن تكون هناك خطة للتصدي للاحتلال.. وهذه الخطة يجب أن تحمل في ثناياها عوامل قوتها.. يجب التصدي بحزم للاحتلال وخطواته، ليس من خلال الإدانة فقط، وإنما من خلال خطوات توجعه وتجبره على التراجع عن خطواته التي اتخذت مؤخرا، وتلزمه بالتوقف عن كل ممارساته العدوانية.. أوراق القوة يملكها الفلسطينيون والأردنيون وكل المناصرين للقضية الفلسطينية والواقفين مع الحق الفلسطيني والعربي في فلسطين.