الاحتلال نجاح مبهر

هآرتس

روغل ألفر  5/11/2018

السبب الأساسي الذي بسببه لن يعود الوسط- يسار إلى الحكم هو أن الرواية التي يبيعها للجمهور غير مقنعة. المشكلة الأساسية لزعماء سياسيين مثل إيهود باراك وبيني غانتس ويائير لبيد وتسيبي ليفني وموشيه يعلون هي أن الرواية التي يروونها تخسر امام رواية نتنياهو وورثته في اليمين. السطر الاخير بسيط: الاحتلال هو نجاح مبهر. ادعاء الوسط- اليسار ضد الاحتلال مرتبط بحسابات نفعية. حسب رأيهم هو من شأنه عزل إسرائيل وأن يستدعي مقاطعة وعقوبات دولية ويضر الطابع اليهودي للدولة ويفشل ديمقراطيتها. تبريراتهم ترتكز على ضرورة الفصل النابع من الواقع الديمغرافي.اضافة اعلان
ولكن الواقع يصفع وجوههم ويرفض الرواية التي نسجوها، وفي نفس الوقت يؤيد رواية نتنياهو. إسرائيل لم تصب بأي ضرر بسبب الاحتلال، بالعكس، هو يجلب لها فائدة اقتصادية على شكل قوة عمل رخيصة. احتجاج الفلسطينيين، بما في ذلك الارهاب، ينجح الجيش الإسرائيلي والشاباك في احتوائه واحباطه واجتثاثه. إسرائيل تحولت إلى بطلة العالم في الاحتلال، وهي متميزة في ذلك. مع تدفق الارهاب الذي يخرج إلى الخارج الإسرائيليون مستعدون للتعايش.
هناك عوامل ساهمت في تحطيم رواية الوسط – يسار وتبدد نبوءته الفظيعة بشأن نهاية الصهيونية والثمن السياسي الباهظ الذي ستدفعه إسرائيل بسبب الاحتلال. من بينها ايران، فالإمبريالية الايرانية هي الامر الافضل الذي حدث للاحتلال منذ كان شمعون بيرس في سبسطيا. العامل الثاني هو الإرهاب الإسلامي العالمي. الدعاية الإسرائيلية نجحت في تغطية الفرق بين هذا الإرهاب والإرهاب الفلسطيني.
وعامل آخر هو تاريخي. الدلائل تزداد على أنه في بندول الدورات التاريخية دخل العالم إلى عصر ظلامي من ضعف الديمقراطية وزيادة قوة القوميين المتطرفين والعنصريين والسلطويين وكارهي الاجانب والمحافظين والمتدينين والمناهضين للديمقراطية. ترامب في أميركا وبوتين في روسيا واردوغان في تركيا وأوربن في هنغاريا ودوتيرتا في الفلبين وبولسونارو في البرازيل وموربايتسكي في بولندا ومودي في الهند والزمرة في الصين وخروج من الاتحاد الأوروبي في بريطانيا وما شابه.
اليمين المتطرف يتعزز في ارجاء أوروبا – فرنسا، المانيا، ايطاليا، النمسا والسويد وغيرها. الانسحاب المتوقع لانغيلا ميركل يشير إلى غياب العهد الليبرالي والوحدة. ليبراليون يهود في إسرائيل يحذرون من أن انضمام نتنياهو إلى التوجه العالمي هذا من شأنه أن ينتقم من إسرائيل في اليوم الذي سيتغير فيه التوجه. هم ساذجون ويعانون من نوع من المسيحانية الليبرالية، التي تعزو للانسانية اولوية وسعي منهجي نحو عالم أفضل وأكثر عدلا. العهد الظلامي الحالي فقط في بدايته، ونهايته لا تظهر في الأفق.
الاحتلال بقي حيا في عهد الليبرالية العالمية، التي وصلت إلى قمتها في عهد اوباما، والآن هو مناسب للنظام العالمي الجديد كما تناسب القفازات اليد. الابرتهايد الذي تقوده إسرائيل في المناطق يعتبر شرعي. ديمقراطية لليهود فقط – هذا جيد. الاحتلال لم يعد نبتة غريبة في الغرب. حسب الاخلاق الحالية – القوي على حق، ومسموح له السلب والقمع واستغلال الضعيف. في الولايات المتحدة تتم تغذية تأييد الاحتلال أيضا من قبل الافنغلستية المسيحية المتطرفة والهائجة جدا. الإسرائيليون يشهدون بأن مكانة دولتهم في العالم تتعزز ولم تضعف. نتنياهو هو سوبر ستار، الله اليهودي – المسيحي يبارك الاحتلال.
من يأمل بأن يتغير ترامب من الافضل له توجيه غضبه إلى أوفيرا أسياغ، القدس هي عاصمة إسرائيل، لا توجد عاصمة لفلسطين، سواء شئتم أم لا، ومن لا يعجبه ذلك فليشرب من مياه بحر غزة.