الاحتلال يحول "الأقصى" إلى ساحة حرب والجهود الأردنية تقود لحل أزمة "باب الرحمة"

Untitled-1
Untitled-1
نادية سعد الدين عمان - حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، المسجد الأقصى المبارك إلى ساحة حرب، عبر انتشار واسع لعديد عناصرها في أرجاء المكان، وبأنحاء القدس المحتلة، مع الإبقاء عليه منطقة مغلقة عقب إزالة السلاسل والأقفال الحديدية عن بوابة مبنى "باب الرحمة"، نظير الصمود المقدسي والجهود الأردنية الكثيفة، على مختلف المستويات، التي تدخلت بقوة لحل الأزمة. فيما اندلعت المواجهات أثناء تصدي المصلين لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، حيث اعتدت قوات الاحتلال عليهم بالقوة العسكرية العاتية والضرب المبرح، كما نفذت حملة اعتقالات واسعة بين صفوفهم، تزامناً مع توفير الحماية المشددة لجماعات المستوطنين المتطرفين خلال اقتحامهم للمسجد، ودهمهم لمنطقة "باب الرحمة" في جولاتهم الاستفزازية، مما أبقى على أجواء التوتر والاحتقان الشديدين مسيطرة. وقد نصبت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية الحديدية عند الطرقات المؤدية لأبواب المسجد الأقصى، مثلما أطلقت عناصرها ودورياتها الأمنية والعسكرية المعززة في المنطقة، التي حولتها إلى "ثكنة عسكرية"، وذلك بعدما كانت قد أغلقت أبواب المسجد الأقصى، في الليلة الفائتة، أثناء تحطيم المصلين للسلاسل الحديدية والأقفال التي وضعتها سلطات الاحتلال "خلسة" على الباب الواقع على رأس الدرج الـمؤدي إلى مبنى باب الرحمة. وقال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، فراس الدبس، إن "قوات الاحتلال شرعت في إزالة السلاسل الحديدية والأقفال والبوابة الحديدية الخارجية "لباب الرحمة"، بالمسجد الأقصى المبارك، وأبقت المنطقة مغلقة." وأضافت الدبس إن "سلطات الاحتلال أفرجت عن المعتقلين شريطة الإبعاد عن المسجد الأقصى لفترات تتراوح بين الأسبوع إلى الأسبوعين". من جانبه، قال القائم بأعمال قاضي القضاة الفلسطيني، الشيخ واصف البكري، إن "شرطة الاحتلال قامت بإزالة السلاسل والأقفال عن الباب الخارجي لباب الرحمة"، مشيدا بالوقفة المشرفة للفلسطينيين الذين دافعوا عن باب الرحمة. وأَضاف الشيخ البكري أن "اتصالات مكثفة جرت خلال اليومين الماضيين أجراها جلالة الملك عبد الله الثاني وكافة السلطات الأردنية ووزارة الأوقاف ووزارة الخارجية والسفارة الأردنية ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة ومجلس الأوقاف الإٍسلامي، لحل أزمة باب الرحمة". وأوضح بأن "دفاع المقدسيين عن "باب الرحمة" يدل على الإنتماء الحقيقي للمسجد الأقصى والدين الإٍسلامي، مثلما يؤكد على الحس الوطني الغني"، مؤكداً أن "باب الرحمة جزء لا يتجزأ عن المسجد الأقصى، ولن تكون السيادة عليه إلا لدائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية تحت وصاية جلالة الملك عبدالله الثاني". وكانت وزارة الخارجية، على لسان الناطق الرسمي باسمها سفيان القضاة، قد نددت بإقدام قوات الاحتلال على إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك/ الحرم الشريف وقيامها بالاعتداء على عدد من المصلين. وطالبت "الخارجية الأردنية"، في بيان لها مساء أول أمس، سلطات الاحتلال "بإعادة فتح الأبواب فوراً واحترام حرمة المكان المقدس وعدم إعاقة دخول المصلين وسحب جميع المظاهر الأمنية في المسجد الأقصى المبارك واحترام مشاعر المسلمين". وأكدت أن "هذه الإجراءات تعد انتهاكا سافرا للوضع القائم التاريخي والقانوني، ولالتزامات الاحتلال الإسرائيلي كقوة قائمة بالاحتلال بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، محملة إياها "كامل المسؤولية عن سلامة المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف." وأوضحت أن "الوزارة تتابع هذا التطور الخطير من خلال عدة قنوات لإعادة فتح الأبواب وإعادة الهدوء للحرم الشريف"، لافتة إلى أن "الوزارة قدمت مذكرة احتجاج دبلوماسية لوزارة الخارجية الإسرائيلية عبرت فيها عن إدانة الحكومة للإجراءات الاسرائيلية المستفزة والمدانة بحق الحرم القدسي الشريف وطالبتها بوقف هذه الإجراءات فوراً." بدورها؛ قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن "سلطات الاحتلال تواصل استغلال الانحياز الأميركي الكامل لسياستها الاستعمارية في تنفيذ مخططات ومشاريع تهويدية للقدس المحتلة ومحيطها عامة، وللمسجد الأقصى المبارك وباحاته بشكل خاص". وأضافت الوزارة، في بيانها، أن "المخططات التي ينفذها الاحتلال تستهدف تكريس التقسيم الزماني للأقصى ريثما يتم تقسيمه مكانياً". وتوقفت عند اغلاق الاحتلال لمبنى باب الرحمة بالسلاسل الحديدية، وسط تصعيد اجراءاته ضد المواطنين المقدسيين والمصلين وحراس المسجد والأوقاف الاسلامية في القدس، في محاولة لإبعادهم عن المسجد الأقصى". وحذرت من تداعيات الصمت على اجراءات الاحتلال، معتبرة أن "تصعيد الاحتلال من عمليات تقسيم الأقصى تتحدى مصداقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، وتختبر قدرتها ورغبتها على تحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية في توفير الحماية للشعب الفلسطيني من انتهاكات الاحتلال وجرائمه المتواصلة". تزامن ذلك مع قيام آليات الاحتلال العدوانية بأعمال تجريف وهدم لمنشآت وأراضٍ فلسطينية في خربة "الرأس الأحمر" بمنطقة الأغوار الشمالية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك لأغراض استيطانية. وقالت الأنباء الفلسطينية إن "آليات الاحتلال شرعت بأعمال هدم لمساكن وحضائر أغنام تعود لمواطنين فلسطينيين، وذلك بعدما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة، وحاصرت المساكن والمنشآت الفلسطينية ومطالبة أصحابها بمغادرتها تمهيداً لهدمها". كما داهمت قوات الاحتلال عدة منازل في مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، وفتشت عدة منازل تعود ملكيتها لمواطنين فلسطينيين بعد اخراجهم من منازلهم واحتجازهم لعدة ساعات برفقة أطفالهم بالعراء في ظل البرد القارس. وقامت قوات الاحتلال بنصب الحواجز العسكرية وشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.اضافة اعلان