الاحتلال يحول القدس لثكنة عسكرية.. ودعوات للنفير العام لنصرة القدس و"الأقصى"

قوات الاحتلال تستبيح ساحات المسجد الأقصى أول من أمس - (ا ف ب)
قوات الاحتلال تستبيح ساحات المسجد الأقصى أول من أمس - (ا ف ب)
نادية سعد الدين عمان - دعت الفصائل الفلسطينية إلى النفير العام، يوم الجمعة المقبل، للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، ونصرة القدس المحتلة، التي تحولت، أمس، إلى ثكنة عسكرية وسط انتشار كثيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تأمين اقتحامات المستوطنين المتطرفين الواسعة للأقصى وتنفيذ جولاتهم الاستفزازية داخل باحاته. وتأتي الدعوة الفلسطينية على وقع تنفيذ مخطط إسرائيلي واسع لهدم منشآت سكنية وتجارية فلسطينية في بلدة العيسوية، ضمن سياق انتهاكات الاحتلال المتواصلة ضد مدينة القدس، والتي أدت إلى تطويقها "بأكثر من 29 مستوطنة، ولا يقل عن 28 نفقاً استيطانياً، وتنفيذ زهاء 104 حفريات أثرية في مواقع متنوعة، معظمها أسفل ومحيط المسجد الأقصى"، وفق المجلس الوطني الفلسطيني. وحثت حركة "حماس" كافة جماهير الشعب الفلسطيني "للمشاركة الواسعة في النفير العام نصرة للقدس والمسجد الأقصى، يوم الجمعة القادم، في كافة أماكن تواجده"، وذلك بالتزامن مع الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى، على يد اليهودي مايكل دنيس روهان العام 1969. وطالبت الحركة، أسوة بالقوى والفصائل الوطنية، "بجعل يوم الجمعة القادم يوم نفير وغضب ونصرة للقدس والأقصى". من جانبه، أكد المجلس الوطني الفلسطيني، أن "مسؤولية حماية المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات الإسلامية المسيحية وتوفير مقومات صمود المقدسيين، هي مسؤولية عربية وإسلامية بالدرجة الأولى، لمنع تكريس مخطط الاحتلال بالتقسيم الزماني والمكاني في المجسد الأقصى". وقال المجلس الوطني، في الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى، إن "مدينة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وأهلها الصامدين وعقاراتها ومنازلها وإرثها التاريخي والثقافي والديني ما تزال حتى اللحظة تتعرض لعدوان إسرائيلي ممنهج بهدف تفريغها من سكانها الفلسطينيين وصولا لتهويدها". وطالب "منظمة التعاون الإسلامي وبرلماناتها وكافة مؤسساتها، بالدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته وتوفير الدعم المادي والسياسي العاجل لمدينة القدس واستثمار كافة امكانياتها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية لوقف استمرار حرائق الاحتلال المستمرة في المدينة المقدسة". وأضاف أن "الشعب الفلسطيني بحاجة إلى خطوات عملية ودعم فعلي يمكنه من الصمود وحماية المسجد الأقصى وحقوق الأمتين العربية والإسلامية في مدينة القدس فهي في خطر حقيقي لا يمكن مواجهته بالمواقف الكلامية فقط وإنما بالأفعال". واستعرض الأخطار الحقيقية التي تواجه مدينة القدس والمقدسات؛ حيث "بلغ عدد المستوطنات أكثر من 29 والتي تشكل ثلاثة أطواق حول المدينة، فهي تطوق منطقة الحرم القدسي الشريف والبلدة القديمة والأحياء في القدس، والقرى الفلسطينية المحيطة بالمدينة". وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة التطهير العرقي من هدم العقارات، وإلغاء المؤسسات الفلسطينية، وطمس المعالم التاريخية، والاضطهاد والتمييز، وطرد المقدسيين، ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، وعبرنة الأسماء العربية في المدينة المقدسة". وأشار إلى أن "مدينة القدس تتعرض، أيضاً، لتغيير معالمها التاريخية والدينية فهناك 105 كنس يهودية في محاولة لتزييف التاريخ، إلى جانب ما لا يقل عن 28 نفقاً استيطانياً، إضافة إلى تنفيذ سلطات الاحتلال زهاء 104 حفريات أثرية في مواقع متنوعة، منها 22 حفرية فعالة، أبرزها 4 حفريات أسفل ومحيط المسجد الأقصى، وخمس حفريات في سلوان، وخمس حفريات في البلدة القديمة، وثماني حفريات في مواقع متفرقة من مدينة القدس." بدوره، قال رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، المطران عطا الله حنا، إن "المسجد الأقصى مستهدف ومستباح بشكل يومي من قبل المستوطنين المتطرفين الذين يقتحمونه وهدفهم التقسيم الزماني والمكاني". وأضاف حنا، في تصريح له، إن "أولئك الذين يقتحمون الأقصى ويستهدفونه هم ذاتهم الذين يستهدفون المقدسات والأوقاف المسيحية التي تُسرق عنوة في وضح النهار بهدف طمس معالم المدينة وتهميش الحضور الفلسطيني والنيل من الانتماء والجذور العميقة في تربة هذه المدينة المقدسة". وأكد أن "المقدسيين، المسيحيين والمسلمين، سيظلون يدافعون عن مدينتهم مهما اشتدت حدة نيران الحقد والعنصرية المستعرة والتي تهدف للنيل من هوية المدينة وطابعها وملامحها وتزوير تاريخها". وأضاف حنا، في ذكرى إحراق المسجد الأقصى، إن "النيران التي اشتعلت قبل خمسين عاماً ما تزال مشتعلة حتى اليوم، لاستهداف الفلسطينيين جميعاً واستهداف المقدسات والأوقاف، والإنسان الفلسطيني بهدف ترحيله من المدينة المقدسة، وإفراغها من أبنائها لكي يستولي المستوطنون المتطرفون عليها". وأكد أن "القدس ستبقى للفلسطينيين العرب، وستبقى مدينة السلام ومدينة التلاقي والمحبة والأخوة، ولن تتمكن نيران الحقد والعنصرية من تشويه طابع المدينة وتزوير تاريخها فالحق الفلسطيني أقوى من كل مؤامراتهم وحبائلهم ومشاريعهم المشبوهة". وكانت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة قد أخطرت، أمس، العديد من المواطنين في بلدة العيساوية بهدم منشآت سكنية وتجارية لهم، وذلك بحجة البناء دون تراخيص، علماً أن سلطات الاحتلال تمتنع عن توسيع مسطح البناء والمصادقة على الخرائط وطلبات الترخيص للفلسطينيين. من جهته، قال عضو لجنة المتابعة بالعيساوية، محمد أبو الحمص، إن "سلطات الاحتلال تواصل استهداف سكان قرية العيساوية منذ 3 أشهر، بحملات الضريبة والتفتيش والتنكيل بالسكان واقتحام المنازل والأحياء والاعتقالات العشوائية وإخطارات الهدم". واتهم أبو الحمص "بلدية الاحتلال بالتعمد بعدم توسيع الخارطة الهيكلية للقرية، مؤكداً أن "إهمال سلطات الاحتلال لطلبات الترخيص وتوسيع مسطحات البناء تسبب في البناء بدون تراخيص".اضافة اعلان