الاحتلال يخنق ضواحي شمال القدس بالمنشآت الترفيهية

منظر عام لمدينة القدس القديمة بما في ذلك منطقة الحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة - (ا ف ب)
منظر عام لمدينة القدس القديمة بما في ذلك منطقة الحرم القدسي الشريف وقبة الصخرة - (ا ف ب)

برهوم جرايسي

الناصرة - أقرت بلدية الاحتلال في نهاية الاسبوع، رسميا، مخطط اقامة ما يسمى "حديقة وطنية" على امتداد 750 دونما في شمال القدس المحتلة، والهدف منها محاصرة ضواحي شمال القدس وفصلها عن مركز المدينة، وهو مخطط قائم منذ أكثر من عام، ولكنه أقر نهائيا في اطار صفقة المشاريع الاستيطانية التي صادق عليها رئيس حكومة الاحتلال بالتزامن مع اقرار الدفعة الثانية من اطلاق سراح قدامى الأسرى الفلسطينيين، قبل اكثر من اسبوعين.اضافة اعلان
وقد بدأت سلطات الاحتلال في الاشهر الأخير بتجريف مئات الدونمات في منطقة جبل المشارف، في شمال القدس المحتلة، بمحاذاة حيي العيساوية والطور، وستمتد بشكل طولي، لتصل إلى شمال غربي المدينة، وتشكل حزاما جديدا لفصل القدس كليا عن شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت في الآونة الأخيرة، عن اعترافات لموظفة في سلطات الاحتلال، تقول إن الهدف من اقامة "حديقة محمية طبيعية" في شمال القدس المحتلة، هو محاصرة ضواحي واحياء مقدسية، ومنع توسعها، وهو النموذج الذي اتبعته الحركة الصهيونية وإسرائيل على مدى عشرات السنين لمحاصرة البلدات الفلسطينية في مناطق 1948 أيضا.
وحسب الصحيفة، فإن موظفة "سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية" التابعة لسلطات الاحتلال، كانت تشرح من على منصة وضعت في مكان التجريف وتقول لمستمعيها، إن  الهدف من مشروع "الحديقة" هو الحفاظ على كل هذه السفوح كأرض مفتوحة أساسا، من أجل وقف البناء كي لا تتسع المدينة اليها، وكي لا تتوسع البلدات (الأحياء العربية) نحوها". ولاحقا فصلت اهمية المكان فقالت: "هي أرض معيشية لكل أنواع الحيوانات وهي تخلق رواقا يترك لنا المشهد لكل الصعود إلى القدس. من ناحية تاريخية هذا هو طريق الحجاج"، وقد سجل أحد الحاضرين كلمتها، ونقلها لصحيفة "هآرتس".
ويؤكد مختصون أن الأراضي كلها تعود لملكية فلسطينيين، ومنها أراض عامة كانت تستعمل مراعي لأغنام، ولا توجد فيها اية آثار قديمة، إلا أن الاحتلال وعلى لسان أحد وزرائه، زعم أن في المنطقة "مكتشفات اثرية، نباتات نادرة وقيم تراثية موجودة فيها"، وهو ما ترفضه الحقائق على الأرض.
ويقول خبير الآثار يوني مزراحي من جمعية "عيمق شافيه" الإسرائيلية التي تعارض الاعلان عن "الحديقة"، "إن الحقائق على الارض تقول كل شيء، لو كان هناك شيء فما كان حاجة للسؤال. أحد لا يسأل لماذا نحتاج إلى حديقة وطنية في متسادا؟". صحيح أنه توجد هنا آثار ولكن الآثار توجد أيضا داخل موقف سيارات مجمع المالحة لتجاري ولم يعلن احد عن المُجمّع كحديقة وطنية. مريح للسلطات الاعلان عن الحديقة كي تمنع الانتقاد السياسي، ولكن هذه في نهاية المطاف هي حديقة سياسية".