الاحتلال يستعد لقمع ‘‘مسيرات العودة‘‘ الجمعة في ذكرى ‘‘الأرض‘‘

آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى يوم الأرض -( ارشيفية )
آلاف الفلسطينيين يحيون ذكرى يوم الأرض -( ارشيفية )

نادية سعد الدين

عمان- أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تعزيز اجراءاتها المشددة لقمع "مسيرات العودة" التي تنطلق في عموم فلسطين المحتلة، اعتباراً من يوم الجمعة المقبل، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين "ليوم الأرض"، وسط دعوات المستوطنين لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك وأداء الصلاة داخله.اضافة اعلان
ودعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى احتجاجات شعبية غاضبة في مختلف الأراضي المحتلة، ضد قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول "الاعتراف بالقدس عاصمة الكيان الإسرائيلي"، ونقل سفارة بلاده إليها عشية ذكرى "النكبة" في 15 أيار (مايو) المقبل.
فيما استكملت حركة "حماس"، بالتنسيق مع القوى الوطنية، ترتيبات تنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة في قطاع غزة، تتجه صوب السياج الحدودي الفاصل مع الكيان المحتل، عدا نصب الخيام الاحتجاجية بمحاذاته، مما قد يؤدي إلى "التصعيد الذي تخشاه قوات الاحتلال".
ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات الفلسطينية الغاضبة مدة ستة أسابيع متتالية، بحيث تستقر ذروتها مع ذكرى "يوم النكبة"، الذي سيشهد احياء سلطات الاحتلال لما يسمى "عيد الاستقلال"، المزعوم، تزامناً مع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، في حال تم نفاذه.
وكثفت قوات الاحتلال من تواجدها الأمني والعسكري لصد الاحتجاجات الشعبية العارمة، انطلاقاً من مدن وبلدات قطاع غزة نحو السياج الفاصل مع الكيان الإسرائيلي، تزامناً مع امتدادها في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وطبقاً للمواقع الإسرائيلية الالكترونية؛ فإن سلطات الاحتلال تخشى من تصعيد محتمل للأحداث القادمة بما يؤدي إلى تدهور أمني قد يجر إلى مواجهات عنيفة.
وقررت الحكومة الإسرائيلية، بحسبها، نشر كتيبة كاملة من جيش الاحتلال على طول الحدود مع قطاع غزة، وتجهيزها بعتاد زخم، إلى جانب وحدة عسكرية من لواء "جفعاتي"، وأخرى تابعة للواء المشاة، ووحدات القناصة، فيما ستتولى قوات سلاح الجو مهمة تفعيل الطائرات صغيرة الحجم لتصوير ومتابعة المسيرات ونقل الأحداث لغرفة العمليات.
ونصبت قوات الاحتلال الأسلاك الشائكة على طول حدود القطاع مع بقية أراضي فلسطين المحتلة، كما تقرر تزويدها بكميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات والمسيرات الفلسطينية، بدون وضع كوابح أمام استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين الفلسطينيين، واستهداف كل من يحاول "خرق الحدود"، بحسب مزاعمها.
بموازاة ذلك؛ فقد دعت ما يسمى اتحاد منظمات "الهيكل"، المزعوم، المستوطنين إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى المبارك، يوم الجمعة القادم، ومحاولة أداء الصلوات التلمودية المزعومة داخله، وذلك عشية ما يسمى عيد الفصح اليهودي، بدعوى تقديم القرابين في الأقصى. وقامت تلك المنظمات اليهودية المتطرفة بتعليق اللافتات على أبواب الأقصى، التي طالبوا فيها "المواطنين المسلمين المقدسيين" بإخلاء ما سموه "جبل الهيكل"، المزعوم، لصالح قيام "الشعب اليهودي بأداء فرضه الديني اليهودي وهو تضحية ضحية عيد الفصح "، بحسب ما جاء في اليافطة التي حملت صورة "الهيكل"، المزعوم، مكان المسجد الأقصى.
وكانت جماعات "الهيكل"، المزعوم، نظمت مؤخراً "طقوس وتدريب ذبح قرابين الفصح اليهودي" عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك، حيث لأول مرة تقام مثل تلك الطقوس على بعد عدة أمتار قليلة من المسجد الأقصى، بدعم وموافقة قوات الاحتلال.
ومن المرجح أن تتضاعف أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى يوم الجمعة المقبل، استجابة لدعوات المنظمات اليهودية المتطرفة، فيما تفتح قوات الاحتلال المجال واسعاً أمام مجموعات كبيرة ومتتالية للمستوطنين باقتحام الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، بما قد يسفر عن اندلاع مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين. وفي الأثناء؛ اقتحمت قوات الاحتلال عدة مناطق في الأراضي المحتلة، في سياق تعزيزاتها الأمنية المشددة، مما أسفر عن وقوع الاعتقالات والاصابات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين أثناء تصديهم للعدوان الإسرائيلي.