الاحتلال يستغل "كورونا" لضمّ الأغوار وتهويد القدس

figuur-i
figuur-i

نادية سعد الدين

عمان - تستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انشغال العالم في مواجهة وباء فيروس "كورونا" للإمعان في سياسات الاستيطان والتهويد لتنفيذ مخطط ضمّ الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات في القدس الشرقية وبعض مناطق الضفة الغربية المحتلة، بعيداً عن المساءلة الدولية.اضافة اعلان
ولم تمنع أزمة تفشي "كورونا" داخل الكيان الإسرائيلي، التي أفضت حتى الآن إلى 95 وفاة وأكثر من 10 آلاف إصابة، من استمرار سلطات الاحتلال في انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، وتحويل مدينة القدس المحتلة بالأمس إلى ثكنة عسكرية مغلقة، وشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبالرغم من الخلاف الحاد داخل الحكومة الإسرائيلية حول أحقية الإشراف على مكافحة أزمة "كورونا"، لاسيما بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود، ووزير جيشه نفتالي بينيت، رئيس تحالف "يمينا"، ما قد يؤثر سلباً على معسكر اليمين الإسرائيلي، إلا أن ثمة توافق جمعي على المضي قدماً في مخطط الضم وتهويد القدس المحتلة.
وفي هذا السياق؛ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، صالح رأفت، إن "نتنياهو يسعى لتشكيل حكومة طوارئ إسرائيلية يتصدر أحد بنودها الرئيسة قيام سلطات الاحتلال بضم الأغوار وشمال البحر الميت ومعظم المناطق المسماة "ج"، وفق اتفاق "أوسلو".
وأضاف رأفت، في تصريح له، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل جائحة (كوفيد 19) من أجل استكمال خطواتها بتهويد القدس المحتلة، وتوسيع المستعمرات الاستيطانية، وضمها لدولة الاحتلال، وضم الأغوار، وشمال البحر الميت، ومواصلة انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني".
وأوضح أنه "بضم سلطات الاحتلال لهذه المناطق، فإنها تصادر بذلك معظم الضفة الغربية، وتمنع إقامة دولة فلسطينية، تضم قطاع غزة والضفة الغربية على حدود الرابع من حزيران (يونيو) بعاصمتها القدس المحتلة".
وطالب رأفت "بتدخل دولي من أجل إلزام سلطات الاحتلال بوقف كل السياسات والعمليات التي تستهدف ضم الأراضي الفلسطينية، وإجبارها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع العربي- الإسرائيلي".
وأكد أن "القيادة الفلسطينية، تتابع العمل مع المؤسسات الدولية والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا الاتحادية، والعديد من الدول في العالم من أجل ممارسة الضغط على سلطات الاحتلال؛ لوقف إجراءاتها الهادفة لضم أراضي فلسطينية إليها، والتي ستجر المنطقة إلى انفجار شامل".
كما جدد رأفت مطالبته "بتدخل دولي عاجل للإفراج عن الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال، في ظل المأساة المقلقة من وضعهم فيها، لاسيما سجن (عوفر) حيث لم تجرِ سلطات الاحتلال أي فحص للأسرى، وخاصة بعد المخالطات التي حدثت مع الأسير الذي أفرج عنه مؤخراً، وهو مصاب بفيروس "كورونا" وأيضاً المصابين من شرطة سجون الاحتلال، مما قد ينذر بوضع كارثي في ظل عدم السماح بإدخال مواد التعقيم والكمامات الطبية من أجل الوقاية من هذه الوباء".
من جانبه، حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، من "الآثار التدميرية لخطة سلطات الاحتلال الإسرائيلي للضّم، واستمرارها في ممارسة سياسات التوسع والاستيطان".
وشدد عريقات على "أهمية مواجهة إجراءات السلطات الإسرائيلية، التي تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي، والتي تهدد وتقوض فرص تحقيق السلام العادل، الهادف إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، بعاصمتها القدس المحتلة، على حدود الرابع من حزيران للعام 1967."
وكان عريقات قد بحث مؤخراً مع مسؤولين عرب وأوروبيين مخاطر المخطط الإسرائيلي للضم، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وتأثيرها على أمن واستقرار المنطقة.
وبالمثل؛ قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا إن"سلطات الاحتلال الإسرائيلي تستغل الانشغال بوباء "الكورونا" لكي تفرض وقائع جديدة على الأرض."
وأضاف حنا، في تصريح له، إن "سلطات الاحتلال تستغل انهماك الجميع "بالكورونا" وتعمل جاهدة عبر أذرعها لتمرير مشاريعها الاستيطانية وسياساتها العنصرية الاقصائية التي تستهدف مدينة القدس بشكل خاص، والأرض الفلسطينية كلها بشكل عام."
ولفت إلى أن "هذه فرصة ذهبية للاحتلال لكي يمرر بعضاً من مشاريعه في المدينة، مما يتطلب مزيدًا من الوعي واليقظة والمسؤولية لمجابهة مخططاته وحماية القدس وصون هويتها والدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
ويسود التوتر مدينة القدس المحتلة إثر اقتحام قوات الاحتلال، أمس، عدة أحياء فيها وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز والصوت والرصاص الحي والمعدني، مما أسفر عن مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين، أدت إلى وقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوفهم.
يأتي ذلك في ظل الجهود الفلسطينية لمجابهة "كورونا"، الذي طال 266 إصابة في فلسطين، بينما ارتفعت حالات التعافي منه إلى 45 حالة، بينها 9 حالات في قطاع غزة، مقابل وفاة حالتين، وسط تأكيد القيادة الفلسطينية أهمية التعاون الدولي والعربي المشترك؛ لمنع انتشار "كورونا"، وحشد الدعم المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"؛ لتمكينها من استمرار تقديم خدماتها للاجئين، في هذه الظروف الصعبة، التي فرضت تحديات إضافية على الوكالة.