الاحتلال يشعل حربا "بالأقصى".. ودعوات فلسطينية لتكثيف الاحتشاد بالمسجد

نادية سعد الدين

عمان- يؤدي تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك إلى إشعال حرب لاهوادة فيها، وذلك بنشر المزيد من عناصره بمحيط المسجد والبلدة القديمة في القدس المحتلة، والسماح للمستوطنين المتطرفين باقتحام باحاته لإحياء "الأعياد اليهودية" غدا، ما يُنذر بتُفجر الأوضاع إذا نفذت الجماعات المتطرفة تهديدها "بنفخ البوق" في الأقصى، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف الاحتشاد للدفاع عنه.اضافة اعلان
ومن شأن إجراءات حكومة الاحتلال التي اتخذتها تحت ذريعة إحياء "الأعياد اليهودية" المزعومة، أن يُشعل الأوضاع في المسجد الأقصى، وذلك عند السماح للمتطرفين "بنفخ البوق" في المسجد وأداء الشعائر والطقوس الدينية التوراتية المزعومة، وإصدار قرارات إبعاد وملاحقة المصلين وتوفير الحماية للمعتدين.
ووفق مخططات الاحتلال؛ تسعى ما يسمى "جماعات الهيكل"، المزعوم، غدا وبعد غد، إلى نفخ البوق عدة مرات في المسجد الأقصى المبارك، لإحياء ما يسمى "رأس السنة العبرية" المزعومة، بما يشكل "نفخا على جمر ونار حريق كبير سيشتعل في كل المنطقة بفعل الممارسات العنصرية"، وفق القوى والفصائل الفلسطينية.
وطبقا لمخطط الجماعات المتطرفة؛ تشهد الفترة القادمة انطلاق موجة عاتية من عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى من تنفيذ الاقتحامات و"النفخ في البوق" والرقص وأداء الطقوس التلمودية المزعومة واستباحة المسجد، سعياً لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.
وتواصلت الدعوات الفلسطينية إلى الحشد الواسع وشد الرحال للمسجد الأقصى، لإحباط مخططات الاحتلال الاستيطانية والتصدي لاقتحامات المستوطنين والانتهاكات التي يعتزمون القيام بها خلال "الأعياد" اليهودية المزعومة خلال اليومين القادمين.
ودعت حركة "حماس" إلى ردع محاولات الاحتلال كسر الخطوط الحمراء بالمسجد الأقصى، عبر مخططاته لتنفيذ أحد أكبر المخططات لاقتحامه خلال الأيام القادمة.
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال والنفير والرباط في المسجد الأقصى، دفاعا عن المدينة ضد مخططات التهويد والتدنيس وخاصة في فترة الأعياد المزعومة.
من جانبه؛ حذّر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، الحكومة الإسرائيلية من السماح للمستوطنين وعصابات "أمناء جبل الهيكل" باقتحام واسع للمسجد الأقصى في السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري، بالتزامن مع ما يسمى "رأس السنه العبرية".
واعتبر فتوح، في تصريح له أمس، أن السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى "لعب بالنار"، وجر المنطقة إلى التصعيد، وتحويل الصراع لصراع ديني.
وحمل فتوح الجانب الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التصعيد المحتمل، داعيا أبناء الشعب الفلسطيني لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، والرباط فيه، والتصدي لاقتحامات العصابات المتطرفة التي تحميها حكومة الاحتلال، وتهدف لتطبيق مخططات التقسيم الزماني والمكاني على أرض الواقع .
وأضاف أن "الدعوات المتطرفة لاقتحام الأقصى سوف تكون عواقبها كارثية على المنطقة"، محملا الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الدعوات.
وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيدافعون عن أرضهم ومقدساتهم، مهما بلغت التضحيات.
وبالمثل؛ قال وزير شؤون القدس، فادي الهدمي، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم انتخاباتها وأعيادها غطاء للتصعيد ضد المقدسيين والمقدسات والهوية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف الهدمي، في تصريح أمس، أن القدس المحتلة تشهد واحدة من أبشع الدعايات الانتخابية حيث تحول طرد المقدسيين من مدينتهم وانتهاك حرمة المقدسات وحتى القبور وسيلة لاستقطاب أصوات اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وأشار إلى أن "حكومة الاحتلال تصعد من ممارساتها وانتهاكاتها البشعة ضد المقدسيين، تارة تحت ستار الانتخابات الإسرائيلية وتارة أخرى تحت ستار الأعياد اليهودية".
وشدد على أن "قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلي عدم تجريم نفخ البوق في مقبرة باب الرحمة الإسلامية في المدينة بمثابة انتهاك لحرمة الموتى في القبور ومشاعر المقدسيين فضلا عن كونه انتهاكا فظا للقانون الدولي".
واعتبر أن "توظيف الأعياد اليهودية من أجل المزيد من الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى من خلال الاقتحامات وأداء الطقوس التلمودية هو محاولة مكشوفة لشطب الوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد الأقصى".
وأدان الهدمي إقدام شرطة الاحتلال على منع المصلين من الدخول الى المسجد الأقصى، خلال فترة اقتحام عضو الكنيست اليميني الإسرائيلي المتطرف "ايتمار بن غفير".
وأوضح أن جماعات اليمين الإسرائيلي المتطرف تسارع الخطوات لإشعال حرب دينية من خلال تصعيدها بالمسجد الأقصى، والاعتداء على المقابر الإسلامية، بالتوازي مع الاستمرار بالحفريات في منطقة القبور الأموية ومحاولة تهويدها.
وأكد أن المقدسيين متمسكون بمدينتهم وثابتون فيها ويرفضون تغيير هويتها العربية الفلسطينية، داعياً الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى دعم صمودهم وتعزيز ثباتهم في أرضهم.
وفي الأثناء؛ ما يزال التوتر والاحتقان الشديدين يغلبان على مدينة نابلس، بالضفة الغربية، بعدما تمكن الفلسطينيون من التصدّي لاقتحام قوات الاحتلال ومداهمة المنازل وتنفيذ الاعتقالات، مما أدى إلى مواجهات عنيفة.
وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" الفلسطينية، أمس، تصديها لاقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم بلاطة، مضيفة أن "المقاومين الفلسطينيين تصدوا لاقتحام قوات الاحتلال، واستهدفوها بوابل من زخات الرصاص والعبوات محلية الصنع شديدة الانفجار، التي أوقعت بجيش العدو إصابات أكيدة"، بحسب ما ورد في بيانها.
وفي القدس المحتلة، تواصلت المواجهات العنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة الطور لليوم الثاني على التوالي، حيث ألقوا خلالها وابلا من الزجاجات الحارقة والمفرقعات النارية صوب مركبات جيش الاحتلال، الذين ألقوا قنابل الغاز والصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط لاستهداف الفلسطينيين.
في غضون ذلك؛ يشرع 30 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، تنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام، رفضا لاستمرار اعتقالهم الاداري.
وقال المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، حسن عبد ربه، إن الاضراب جاء احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، وعمليات تجديد الاعتقال التي تتم أكثر من مرة دون تحديد سقف زمني لذلك، خاصة في أوساط الأسرى المحررين.
وكان المعتقلون الإداريون قد وجهوا رسالة قبل عدة أيام، أكدوا فيها أن مواجهة الاعتقال الإداري مستمرة، وأن ممارسات إدارة سجون الاحتلال "لم يعد يحكمها الهوس الأمنيّ كمحرك فعليّ لدى أجهزة الاحتلال، بل باتت انتقامًا من ماضيهم، بحسبهم.
ويواصل الاحتلال في تصعيده من عمليات الاعتقال الإداري، واتساع دائرة الاستهداف، حيث تجاوز عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال 760 معتقلا إداريا، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن ومرضى، علما أنّ 80 % من المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضوا سنوات في سجون الاحتلال، وجل عمليات الاعتقال التي تعرضوا لها كانت اعتقالات إدارية.