الاحتلال يغلق الأراضي الفلسطينية ويقيم 890 وحدة استيطانية جديدة

متظاهر فلسطيني يحاول إعاقة تقدم جرافة إسرائيلية ضخمة بإلقاء الدهان على نافذتها للحد من رؤيتها للطريق - (ا ف ب)
متظاهر فلسطيني يحاول إعاقة تقدم جرافة إسرائيلية ضخمة بإلقاء الدهان على نافذتها للحد من رؤيتها للطريق - (ا ف ب)

نادية سعد الدين

عمان- في يوم دامٍ آخر؛ استشهد، أمس، ثلاثة فلسطينييّن، من بينهم فتاة، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما سقط عشرات الجرحى خلال مواجهات عنيفة طالت الأراضي المحتلة، التي شهدت حصاراً وإغلاقاً عسكرياً محكمين.اضافة اعلان
وأعدمت قوات الاحتلال الشابيّن أحمد جحاجحة (21 عاماً) وحكمت حمدان (20 عاماً)، بطلقات نارية مباشرة، خلال اقتحامها الواسع لمخيم "قلنديا" للاجئين الفلسطينيين، في مدينة القدس المحتلة، معززّة بآليات عسكرية وطائرات مروحية كثيفة.
واندلعت مواجهات عنيفة واشتباكات داميّة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، في المخيم، وسط مداهمة، الأخيرة، منازل المواطنين والاعتداء عليهم واعتقال العديد منهم، بذريعة "البحث عن مطلوبين".
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله "باستشهاد الشابيّن الفلسطينيّين عقب إطلاق النار عليهما مباشرة من قبل قوات الاحتلال، التي قامت باختطاف جثمانيّهما ونقلهما إلى جهة مجهولة، بعد منع سيارات الإسعاف من دخول المخيم لعلاجهما".
ولفتت إلى "إصابة أربعة شبان آخرين برصاص قوات الاحتلال الحيّ، أحدهم في منطقة البطن، أُدخل على إثرها إلى غرفة العمليات في أحد المشافي الفلسطينية"، بينما "اعتقلت عدداً من الشبان، خلال اقتحام المخيم من عدة محاور، وداهمت منازل الشهداء، وبعض المحال التجارية، وحطمّت محتوياتها".
وقد زعم بيان صادر عن جيش الاحتلال، نشر في المواقع الإسرائيلية الإلكترونية، أن "قواته قتلت شابيْن فلسطينييْن في مخيم "قلنديا" بعد محاولتهما تنفيذ عمليات دهس وإطلاق نار تستهدف جنوداً إسرائيليين"، وفق قوله.
وادعى أن الحدث وقع " خلال عملية قامت بها القوات لاعتقال مطلوبين والتفتيش عن وسائل قتالية في المخيم"، فيما "أصيب ثلاثة جنود بجروح إثر تعرضهم لإطلاق النار "عن طريق الخطأ" من قِبل جنود آخرين، وتم نقلهم إلى أحد المشافي لتلقيّ العلاج".
غير أن "المركز الفلسطيني للإعلام" أوضح، نقلاً عن شهود عيّان، بأن "أربعة جنود إسرائيليين أصيبوا خلال عمليتي دهس وإطلاق نار في مخيم "قلنديا"، حيث تم نقلهم إلى المشفى للعلاج، فيما أطلقت قوات الاحتلال النار ضدّ شاب فلسطيني داخل سيارة عند مدخل المخيم واعتقلت آخر".
في حين، استشهدت الفتاة الفلسطينية سماح عبد المؤمن عبدالله (18 عاماً)، من مدينة نابلس، متأثرة بجراح أصيبت بها، قبل أقل من شهر، نتيجة تعرّضها لنيران الاحتلال عند حاجز "حوارة" العسكريّ الإسرائيلي، جنوب المدينة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن "الفتاة استشهدت نتيجة إصابتها برصاص الاحتلال في منطقة الرأس، أثناء مرورها عند الحاجز، تزامناً مع إطلاق النار على الشاب علاء الحشاش (16 عاماً)، والذي استشهد فوراً، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن تستهدف جنودا إسرائيليين".
فيما أصيب الشاب الفلسطيني محمد أبو عقل (20 عاماً) بثلاث طلقات ناريّة، اثنتان في منطقة البطن وواحدة في القدم، من قبل قوات الاحتلال أثناء رعيّه الغنم، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تم نقله للمشفى لتلقي العلاج.
صاحب ذلك قيام قوات الاحتلال، المتمركزة في المواقع والمركبات العسكرية شرق بلدة جباليا شمال قطاع غزة، بفتح نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المزارعين ومنازل المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة، تزامناً مع "تحركات غير اعتيادية" داخل الشريط الحدودي، وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع "بدون طيار".
كما فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قوارب الصيد الفلسطينية، المبحرّة في عرض بحر شمال القطاع، دون وقوع إصابات.
مشاهد جرائم الاحتلال
وبذلك؛ تكون جرائم الاحتلال قد أجهزت على "125 شهيداً فلسطينياً، بينهم 25 طفلا وطفلة و6 سيدات، وزهاء 14 ألفاً و740 مصاباً، بينهم 4695 بالرصاص الحي والمعدني، وذلك منذ مطلع تشرين الأول (أكتوبر) الماضي"، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأضافت، في بيان أمس، أن هناك "105 شهداء في الضفة الغربية، و19 شهيداً في قطاع غزة، وشهيد من النقب الفلسطيني المحتل".
وأشارت إلى أنه "من بين الشهداء 25 طفلا، وأصيب 562 آخرون، بينهم 333 بالرصاص الحي، و149 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و53 بالرضوض والكسور نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، فيما أصيب البقية بقنابل الغاز بشكل مباشر أو نتيجة الاختناق".
واستكملت قوات الاحتلال انتهاكاتها ضدّ الشعب الفلسطيني، من خلال اقتحام حيّ عين مصباح، وسط مدينة رام الله، واعتقال ثلاثة من الشبان الفلسطينيين، قبل اندحارها من المنطقة.
كما شنّت حملة اعتقالات واسعة في مختلف المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، طالت عشرات المواطنين الفلسطينيين، بينهم طلبة جامعيون وأسرى محرّرون.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم "الدهيشة" في بيت لحم، ما أسفر عن إصابة 64 مواطناً واعتقال أربعة آخرين.
وأفادت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" بأن "طواقمها تعاملت مع 64 حالة، حيث أُصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص الحي، وسبع إصابات بالرصاص المطاطي، و54 إصابة نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. 
وفي رام الله، شنّت قوات الاحتلال حملة دهم لمنازل عدد من طلبة "جامعة بيرزيت"، أسفرت عن اعتقال كثير منهم، أسوة بما حدث في قرية اللبن الغربية الواقعة غرب رام الله؛ وفي نابلس، حيث اعتقلت عدداً من طلبة "جامعة النجاح" ومن مخيم "عسكر" للاجئين.
ودهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل الأسرى المحررين في قرية عورتا، وقامت باستجوابهم وتهديدهم بالتصفية في حال مشاركتهم في الانتفاضة الحالية، كما اعتقلت عدداً من المواطنين وداهمت منازلهم في مدينة الخليل.
هدم منازل وتشريد عائلات
وبالمثل؛ شهدت القدس المحتلة قيام قوات الاحتلال بحملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من المواطنين، فيما هدمت آلياتها العدوانية منزل عائلة فلسطينية في حي "الشيخ جرّاح"، بحجة بنائه دون ترخيص، وذلك بعد تشريد خمسة أطفال مع والدتهم الذين شاهدوا ركام بيتهم أمام أعينهم.
ووفق المعطيات الفلسطينية؛ فقد هدمت آليات الاحتلال، هذا العام، ما يزيد عن 40 منشأة سكنية وتجارية في القدس المحتلة، وشرّدت عشرات العائلات، كما قامت بتسليم عشرات الإخطارات بهدم المنازل في مختلف مناطق المدينة المحتلة.
فيما هدمت، خلال العام 2014، نحو مائة منشأة سكنية وتجارية بخلاف المقابر، في محاولة لتهجير المقدسيين من المدينة وإفراغها وإحلال المستوطنين مكانهم، وطمس هويتها العربية الإسلامية.
وبموازاة ذلك؛ أطبقت قوات الاحتلال الحصار المفروض على بلدة يعبد، الواقعة في محيط مدينة جنين، منذ عدة أشهر، في ظل تعزيزات عسكرية وأمنية واسعة.
وقد أقدم المستوطنون على إغلاق الشارع الرئيس الواصل بين مدينتي جنين وطولكرم، واعتراض طريق المركبات الفلسطينية ورشقها بالحجارة، ومضايقة المزارعين الفلسطينيين في المنطقة، وسط إطلاق هتافات عنصرية تنادي بـ "الموت
للعرب".
ونصبت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً عند مدخل البلدة الشرقي، ممّا تسبب بإعاقة حركة المواطنين وخاصة الموظفين وطلبة الجامعات، كما أغلقت حاجز "الجلمة" العسكري أمام حركة العمال والتجار والمواطنين ومنعتهم من دخول جنين بحجج أمنية.
بينما شهدت مدينة طمرة، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إضراباً عاماً احتجاجًا ضدّ هدم سلطات الاحتلال منزل أحد مواطنيها أول أمس، معلنة عن وقفة احتجاجية، اليوم، في الناصرة.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت بلدة حمرا بمدينة طمرة، وشرعت بهدم منزل أحد مواطنيها، بينما أطلقت خلالها قنابل الغاز المسيلة للدموع تجاه المواطنين الذين تجمهروا لمنع الهدم، واعتدت عليهم واعتقلت شابًا، وهدمت المنزل، بحجة أنه مقام على أراضي تابعة لما تسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل".
بينما واصل المستوطنون المتطرفون اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال، وتنفيذ جولات استفزازية في باحاته، في ظل تصدي الفلسطينيون لعدوانهم.
وسادت حالة من التوتّر الشديد عقب منع قوات الاحتلال لموظّفي الإعمار التابعين لدائرة الأوقاف الإسلامية، من استكمال عملهم لإصلاح عطل في تمديدات المياه داخل المسجد، حيث علت أصوات التكبير في المكان بسبب تدخّل الاحتلال وعرقلته لأعمال الصيانة والإعمار.
تزامن ذلك؛ مع قرار سلطات الاحتلال بإقامة 891 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو" في القدس المحتلة، والتي سبق المصادقة عليها قبل 3 سنوات بمساحة أقل، قبيل توسيع رقعة مخططها لاحقاً.