الاحتلال يقتحم مصلى باب الرحمة ويسرق قواطع خشبيّة... والمستوطنون يستبيحون باحات الأقصى

نادية سعد الدين

عمان - اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، مصلى باب الرحمة، في الجهة الشرقية من المسجد الأقصى المبارك، واستولت على قواطع خشبيّة، برفقة عشرات المستوطنين المتطرفين الذين استباحوا باحات المسجد ونفذوا جولات استفزازية داخله.اضافة اعلان
وقمعت قوات الاحتلال احتجاجات المصلين ضدّ تدنيس عناصرها للمصلى، وهددت عدداً من الشبان الفلسطينيين المتواجدين في المكان بالاعتقال، ومنعتهم من تصوير ما جرى، بعد التدقيق في هواتفهم الخلوية، وفق الأنباء الفلسطينية.
وشرعت قوات الاحتلال بتصوير المصلى من الداخل، تزامناً مع توفير الحماية الأمنية والعسكرية المشددّة لاقتحامات المستوطنين الواسعة للمسجد، استجابة لدعوة ما يسمى اتحاد منظمات "الهيكل"، المزعوم، لإحياء الأعياد اليهودية.
ويخشى الفلسطينيون، وفق "الأنباء الفلسطينية"، من أن "تكون إجراءات الاحتلال في منطقة "باب الرحمة" مقدمة للفصل المكاني داخل الأقصى، وتخصيص مكان للمستوطنين اليهود للصلاة داخله، أسوة بما حدث في المسجد الإبراهيمي الشريف، بمدينة الخليل، والذي تم تقسيمه بين المسلمين والمستوطنين".
وتشهد مدينة القدس المحتلة، منذ منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي، حالة من التوتر والاحتقان الشديدين، بعدما تمكن المصلّون الفلسطينيون من فتح مصلى "باب الرحمة" بالمسجد الأقصى، والذي كان مغلقًا منذ العام 2003 بقرار إسرائيلي، بذريعة وجود مؤسسة غير قانونية فيه.
وقد ازداد أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى خلال فترة احتفائهم بما يسمى عيد "الغفران" اليهودي، حيث من المتوقع وصول الآلاف منهم إلى المسجد خلال الأيام القادمة تزامناً مع احتفاء الاحتلال بما يسمى "عيد العرش" أو "المظلة" (سكوت) اليهودي.
وكثفت قوات الاحتلال ومنظمات "الهيكل"، المزعوم، الاستعدادات اللازمة لتأمين الحماية الأمنية للمستوطنين لتنفيذ عمليات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى، تزامناً مع استهداف مسؤولي دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس الأقصى من خلال استدعائهم للتحقيق أو إبعادهم عن المسجد لفترات متفاوتة.
ولاتتوقف انتهاكات الاحتلال ضدّ المقدسات الدينية على المسجد الأقصى، إذ أفادت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، بأن "قوات الاحتلال أغلقت المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، منذ بداية العام الحالي 7 أيام بشكل كامل، ومنعت رفع الأذان 443 وقتاً".
وأضافت الأوقاف، في بيان لها، أن "الاحتلال اعتدى على المسجد الإبراهيمي من خلال استحداث تغيير أو تهويد بأكثر من 21 مرة."
وقال وكيل وزارة الأوقاف، بسام أبو الرب، إن "الاحتلال لا يدخر جهدًا في ممارسة سياسته التهويدية اليومية بحق الإبراهيمي، وإجراءاته التعسفية على المصلين، وسكان البلدة القديمة".
وأوضح أن "الإبراهيمي شهد أحداثًا واعتداءات من قبل الاحتلال منذ بداية 2019، وحتى نهاية شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، أبرزها اقتحام الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزراء للحرم، إضافة لمطالبات وزيرة القضاء الإسرائيلية السابقة أييلت شاكيد، ببناء حي يهودي جديد في مدينة الخليل".
ونوه إلى اعتداءات الاحتلال المتواترة بحق المسجد والمتمثلة في مواصلة حصاره، والتدخل بشؤونه، والقيام باستحداثات تهويدية، من بينها قطع شجرة زيتون معمرة من ساحاته، فيما رفع المستوطنون أعلام الاحتلال على جدران المسجد، وأضرموا النار بالشمع المجاور لجهته الشرقية وما نتج عنه من تشوهات، وتصاعد الدخان في جميع أروقته".
وبيّن "القيام بأعمال حفريات أمام وقف البديري عند بوابة المسجد الرئيسية، وعمل تمديدات خط مياه، وإدخالها للقسم المحتل من الإبراهيمي، فيما نصب المستوطنون منصات في ساحاته، ورفعوا الأعلام الإسرائيلية واعتلوا سطحه".
وأفاد بأن "الاحتلال مارس سياسته التعسفية والتهويدية ضد الحرم للسيطرة عليه، عبر تغيير وتركيب أقفال جديدة لغرفة العنبر، وإغلاق الأبواب المؤدية إلى حديقته وساحاته الخارجية، وتركيب خزانة خاصة بشبكة الإنذار خلف الباب الأخضر".
من جانبها؛ دعت حركة "حماس"، المجتمع الدولي إلى ضرورة التدخل للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، إن "الأمة مطالبة بالوقوف سداً منيعاً في وجه تطاول المستوطنين والمتطرفين، واقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك في القدس، والمسجد الإبراهيمي في الخليل، في عيد "الغفران" اليهودي".
وأضاف أبو رمزوق، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إن "الشعب الفلسطيني قادر على التصدي لكل محاولات التغيير، كما حدث مع هبة باب الرحمة، ومن قبلها انتفاضة الأقصى".
بدوره، استنكر عضو المكتب السياسي لحماس، ماهر عبيد، "تصاعد ظاهرة اتخاذ الأعياد اليهودية ذريعة لاقتحام جماعات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة". وأكد عبيد أن الدعوات لاقتحام الأقصى "تندرج في إطار خطة ممنهجة لتهويد المسجد، وخلق واقع جديد يقوم على فرض التقسيم الزماني والمكاني"، مؤكداً أنه "أمر يرفضه الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية".
ودعا الأمة العربية والإسلامية إلى رفض هذا العدوان "الصهيوني"، وإسناد المرابطين بكل الأشكال الممكنة.
وكانت جماعات يهودية متشددة، قد دعت مناصريها من المستوطنين المتطرفين إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة ما يسمى "عيد الغفران" الذي انتهى مساء أول أمس .