الاحتلال يهدد غزة.. ويعلن مخططا استيطانيا في أراضي القدس

فلسطينيون يشيعون في نابلس أمس جثماني الشهيدين محمد أبو كشك ومحمد حرز الله اللذين قضيا برصاص الاحتلال.-(وكالات)
فلسطينيون يشيعون في نابلس أمس جثماني الشهيدين محمد أبو كشك ومحمد حرز الله اللذين قضيا برصاص الاحتلال.-(وكالات)

نادية سعد الدين

عمان- سيطرت حالة من الهلع والذعر الشديدين على المستوطنين في المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة بالقدس المحتلة، عقب تفجير مزدوج بالمدينة، دفع بعضهم للاختباء في الملاجئ خشية عمليات فلسطينية مشابهة، مقابل تصعيد آخرين لاعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وزيادة وتيرة اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسط تصدي المصلين لحمايته والدعوة للاحتشاد به اليوم للدفاع عنه.اضافة اعلان
وبات هاجس "الأجسام المشبوهة" مصدر قلق وخوف حاد لدى الإسرائيليين، ومُسوغاً مُعتبراً لبلاغات لم تتوقف عند شرطة الاحتلال منذ وقوع "عملية القدس" المزدوجة، خشية تكرارها، بالرغم من الانتشار الكثيف لقوات الاحتلال في أنحاء مدينة القدس المحتلة، وتطويقها أمنياً، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية مُغلقة.
ووقع الانفجار الأول في محطة حافلات على أحد مداخل القدس الغربية الرئيسية، فيما وقع الثاني بعد نحو 20 دقيقة في حي راموت في القدس الغربية، عبر عبوات ناسفة تفجر عن بعد، وأديا الى وفاة اسرائيلي وإصابة 15 آخرين اثنان منهم إصاباتهما بالغة.
وقد توالت نشرات التوعية التي تبثها سلطات الاحتلال لدعوة الإسرائيليين لليقظة والتحسب من وجود أي "جسم مشبوه" أو "حدث غير عادي" في القدس المحتلة، وبقية أنحاء الضفة الغربية، ما ينم عن حجم الإرباك والقلق الكبيرين الذي يعتري المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إزاء فشلها في كشف "عملية القدس" مُسبقاً وإحباطها لاحقاً.
فيما سارعت حكومة الاحتلال للرد على "الصفعة" المزدوجة التي تلقتها بإشهار مخطط استيطاني ضخم، يقضي بهدم 37 منشأة سكنية وتجارية وصناعية فلسطينية في المرحلة، من أصل 200 مهددة بنفس المصير، في "حي وادي الجوز"، شمال شرقي البلدة القديمة بالقدس المحتلة، في إطار سياسة تهويد المدينة والسيطرة عليها.
المشروع الاستيطاني الضخم، الذي أعلنه الاحتلال عقب "عملية القدس"، سيقام على أنقاض الحي المقدسي المُهدد بمصادرة ألفي دونم من أراضيه المملوكة للفلسطينيين، بهدف عزل الأحياء العربية في القدس عن بعضها، والسيطرة على تلك القريبة من أسوار البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، بما يسهل إحكام السيطرة على المسجد.
ولم يكن قطاع غزة، أيضاً، بعيداً عن التفاتة حكومة الاحتلال لتصدير أزمتها الداخلية، للتغطية على انتقاد أصوات المعارضة الإسرائيلية لسوء أداء مؤسستها الأمنية والعسكرية تجاه العملية الفلسطينية النوعية، كما وصفتها، وذلك من خلال التوعد بالهجوم على غزة.
وقد لا تنتظر سلطات الاحتلال كثيراً لتنفيذ تهديدها عند استمرار الموجة الحالية من تنفيذ العمليات الفلسطينية بالضفة الغربية، في ظل توصية من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية للمستوى السياسي بعدم الاكتفاء بالرد على إطلاق الصواريخ من غزة فقط، بل أيضاً التخطيط لشن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
بيد أن الفصائل الفلسطينية في غزة متيقظة وتتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة في ظل التصعيد الإسرائيلي المتوقع، بعد "عملية القدس"، وعدم استبعاد لجوء الاحتلال لشن حرب واسعة ضد القطاع.
وأكدت حركة "الجهاد الإسلامي" جاهزية الفصائل الفلسطينية للدفاع عن الوطن المُحتل، والتصدي لجرائم العدو واستباحة المدن الفلسطينية وعدم السماح باستمرارها، بمواصلة مسيرة النضال وضرب العدو وتحطيم منظومته الأمنية.
وشددت "الجهاد الإسلامي" على مضي الشعب الفلسطيني في خيار المقاومة، والاستمرار في مواجهة الاحتلال حتى دحره من الأرض الفلسطينية المحتلة، داعية إلى تعزيز صمود الشعب الفلسطيني واحتضان مقاتليه ضد عدوان الاحتلال.
وأكد القيادي في الحركة، محمد شلح، أن غزة عصية على الكسر وقادرة على الصمود في وجه الاحتلال، بعدما واجهته خلال المعارك والمواجهات السابقة ولقنته دروساً كثيرة.
وأشار إلى أن الاحتلال يدرك تماماً أن مشروع غزة والضفة لا يتجزأ، لكنه يلوح بالعصا على جهة غزة، لأنه يريد إيصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي، بأنه سيبطش ويضرب بيد من حديد كل من ينفذ عمليات فلسطينية موجعة في قلب كيان الاحتلال والمدن الفلسطينية المحتلة.
وقال إن عملية القدس تعد مساراً نوعياً، واختراقاً جديداً لمنظومة أمن الاحتلال الهشة، ووضعت العدو الصهيوني في مزيد من الصدمات، مما يؤكد أن المقاومة الفلسطينية في تطور مستمر.
وفي الأثناء؛ واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضد الشعب الفلسطيني؛ إذ شيعت جماهير فلسطينية غفيرة، أمس في نابلس، جثماني الشهيدين محمد حرز الله (30 عاماً) الذي ارتقى متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال، في شهر تموز (يوليو) الماضي، ومحمد كشك (22 عاماً) الذي ارتقى متأثراً بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال قبل يومين، وسط هتافات منددة بجرائم الاحتلال.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بعد مداهمة المنازل الفلسطينية وتخريب محتوياتها، مثلما شددت الخناق بحق جنين بفرض إغلاق شامل على المدينة ومخيمها، وإغلاق حاجزي الجلمة وسالم العسكريين، ومنع حركة ألأفراد والبضائع والسلع، "حتى إشعار آخر"، وفق موقع إذاعة جيش الاحتلال.
وفي نفس الوقت؛ وفرت قوات الاحتلال الحماية ألأمنية المشددة لاقتحام المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، وسط دعوات فلسطينية للحشد الواسع في الأقصى، والمشاركة في حملة "الفجر العظيم" اليوم، للتصدي لاقتحامات المستوطنين.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية مزعومة، فيما واصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين للمسجد، واحتجزت هويات بعضهم عن أبوابه.