الادلاء السياحيون.. قول على قول

الاهتمام الذي تبديه الحكومة باوضاع الدلالة السياحية وقرار شمول الادلاء بالدعم الحكومي قرار يبعث على الطمأنينة والامل فهم الاشخاص الذين يتولون تقديم الاردن لزواره ويقفون على عتبة ركن من اركان الاقتصاد فالسياحة كانت تسهم في ما يزيد على 13 % من الناتج القومي الاجمالي وكانت مرشحة الى المزيد. الاردنيون ومعهم العالم على موعد مع انفراج قريب والامل يتعاظم يوما بعد يوم وهم يتابعون اخبار تسلم بلدان العالم للدفعة الاولى من اللقاح الذي سيخفض معدلات الاصابة ويقلل من اعداد الضحايا الذي فاق توقعات كل المتشائمين. في هذه الايام ونحن نستعد لاستقبال العام الجديد والامل الجديد بالعودة الى الحياة الطبيعية التي يتفاعل فيها الناس بلا مخاوف او قيود نحتاج الى مراجعة عميقة لمواردنا واستثمار افضل للمتاح منها والحد من كل ما يمكن ان يعوق مسيرتنا نحو الاستثمار الافضل للموارد وتخليص مؤسساتنا من كل الممارسات التي علقت بها خلال العقود والسنوات الاخيرة. في موضوع السياحة التي شكلت وتشكل احد اعظم مواردنا هناك تحديات ومشكلات تتعلق بالادلاء والخدمات وتجار التحف والكثير ممن يعملون في خدمة هذا القطاع. بالرغم من مستوى المعرفة ومهارات اللغة التي يتمتع بها الادلاء الا ان بعضهم يحتاج الى مزيد من التدريب والكثير من التدقيق والرقابة وهم يؤدون هذه المهنة الرفيعة. الاماكن والمواقع والمعالم تحتاج الى قصص تحكي نشأتها وتاريخها وما طرأ عليها من تغيرات واحداث فالبلاد الاردنية ليست اكواما من الحجارة او بيوتا مهدمة وخرابا فقط بل هي ارض تفاعل معها الانسان عبر السنين وترك بصماته على وجهها وملامحها ولكل ذلك قصص وروايات ينبغي ان يعيها الدليل ويرويها بحرص وامانة فهو ينوب عن الامة في استقبال ضيوفها وهو الراوي او الناطق باسم ماضيها وحاضرها. لهذه الاسباب ينبغي ان يدرك الجميع ان الرحلات التي يتخذها الزوار بصحبة الادلاء تحدث على ايقاع القصص والروايات التفصيلية المدروسة التي تحكي قصة المكان وانها تحتاج الى مهارات انسانية وقدرات اتصالية تسعف الدليل على تقديم رسالة مؤثرة في السائح وخلق انطباع ايجابي عن المكان واهله. الجانب الذي ينبغي ان لا تغفله الاجراءات والمساعي الحكومية والاهلية لتطوير السياحة يتعلق باساءة بعض الادلاء والعاملين على خدمة السياح للمهنة من خلال عقد صفقات وشراكات مع بعض المطاعم ومحلات التحف واقناع الضيوف بالتسوق من اماكن ومعارض بعينها مقابل نسب مئوية تصل الى 200 % من السعر الفعلي للتحف. الاشهر والاسابيع القادمة تحمل معها فرصا جديدة واحلاما جديدة. نجاح او اخفاق اي شعب في العودة الى الاوضاع الطبيعية مرهون بالقدرة على استثمار الفرص وتذليل العقبات التي حدت من القدرة على التنافس وتعظيم عوائد الموارد. في الاردن ومهما ادلهمت الاوضاع وتعاظمت الخطوب يوجد الكثير من الفرص لنهضة اقتصادية منتظرة. دون التشخيص الدقيق للواقع ومجابهة المشكلات بحلول دقيقة واجراءات صارمة فقد نبقى نجدد الشكوى ونلوم الظروف وندخل في دوامة اختلاط الاسباب وتبدد المسؤولية.اضافة اعلان