الاستحواذ المصرفي في ظل الجيل الخامس

تجربة الاستحواذ الجريئة التي قام بها كابيتال بنك على فروع بنك عودة في الأردن والتي تبلغ 14 فرعاً، وفروعه الخمسة في العراق، عملت على رفع إجمالي عدد فروع كابيتال بنك في الأردن إلى 28 فرعاً، والمصرف الأهلي العراقي إلى 18 فرعاً. وعملت على زيادة حقوق المساهمين لمجموعة كابيتال بنك لتقارب 400 مليون دينار ورفع قيمة أصول المجموعة لتبلغ 3.6 مليار دينار. كابيتال بنك الذي كان يحتل الترتيب الثامن والتاسع والعاشر من حيث حقوق الملكية والموجودات والودائع على التوالي بين البنوك التجارية في الأردن، نقلته عملية الاستحواذ الى الترتيب الخامس في المؤشرين الأخيرين وإلى الترتيب السادس في المؤشر الأول دون الحاجة لرفع رأسماله. لا شك بأنها عملية مصرفية ذكية وناجحة بامتياز. وفي ظل الثورة التكنولوجية الرابعة وقرب دخول العالم في تطبيق التكنولوجيا اللاسلكية من الجيل الخامس 5G، أصبحت العديد من الخدمات المصرفية الأساسية تقدم بسهولة ويسر عبر شبكة الانترنت ومن خلال أجهزة الهواتف الذكية، بعضها دون تدخل من العميل وبعضها الآخر دون تدخل من البنك. وأصبح بمقدور العميل إدارة أمواله عبر شاشة جهازه الخلوي الخاص به دون الحاجة لمراجعة البنك أو الجهة الحكومية أو الخاصة المعنية. ومن العمليات السهلة مثلا؛ أصبحت تطبيقات البنك تقوم بتذكير العميل بفواتيره المستحقة من خلال رسالة تظهر على شاشة جهاز تلفونه الذكي، وما عليه إلا الموافقة على تنفيذ تلك العملية في أي مكان أو زمان دون جهد يذكر. كما أصبح بإمكان العميل فتح حساب بنكي أو الحصول على قرض بثوان محدودة في أي مكان وفي أي زمان. الدراسات والمسوحات والتجارب العالمية ما تزال تشير الى أن نسبة لا بأس بها من العملاء، حتى في الدول المتقدمة، تفضل الحصول على العديد من الخدمات المصرفية والمالية وجهاً لوجه من موظفي البنك. ومع ذلك بدأنا نرى أن إدارات البنوك أصبحت تطور وتحسن من خدماتها الاستشارية وتلغي من الخدمات الأساسية للبنوك وفروعها، كفتح الحساب والحصول على قروض وبطاقة ائتمان وغيرها من الخدمات الأساسية. وبدأت بتحويل المساحات المتوفرة داخل فروعها وإداراتها لتقديم خدمات استشارية وتوفير خدمات شخصية بحتة لعملاء البنك على مدار الساعة. كل ذلك لا يمنع من القيام بعمليات الاستحواذ والاندماج بين البنوك الصغيرة لأن هذه العمليات ستعمل على تحقيق العديد من المزايا وأهمها؛ تعزيز مركز البنوك التنافسي، وتوسيع انتشارها المحلي والإقليمي، وزيادة حصتها السوقية، وزيادة حجم وحصة أرباحها من كعكة الأرباح في السوق، ودعم المركز المالي وتحقيق الملاءة المصرفية وكفاية رأس المال وتقوية متانة المؤشرات المالية وزيادة حقوق المساهمين، ورفع قدرة البنك على مواجهة الأزمات والصدمات الخارجية المفاجئة. علاوة على زيادة شهرة وسمعة البنك المستحوِذ ورفع مستوى الثقة فيه، وتحسين الترتيب الائتماني له وتحقيق ميزة وفورات الحجم، ما يؤدي الى تخفيض متوسط التكلفة التشغيلية للبنك. وهذه فرصة للبنك لتكبير حجمه وتواجده في السوق بدلا من فتح فروع جديدة واكتساب عملاء جدد. وهذا يمكن البنك من تحقيق قفزة نمو في عملياته كافة، علاوة على الاستفادة من الخبرات المصرفية للبنك الذي تم الاستحواذ عليه. ومن جانب الجهات الرقابية فإنه يسهل عليها عملية الرقابة والتفتيش.اضافة اعلان