"الاستدانة".. عبء جديد يضاعف التزامات العائلات في ظل "كورونا"

Untitled-1
Untitled-1
ديمة محبوبة عمان- الظروف الصعبة والتزامات الحياة غير المنتهية للعائلات، تضطر العديد منهم للاقتراض، خصوصا مع ظروف جائحة "كورونا"، التي جعلت الأمور المالية من سيئ إلى أسوأ، ما يعني تراكم الديون، وبالتالي الحياة الاقتصادية أصعب من قبل. يقول علي محمد "أنا موظف في شركة للعلاقات العامة لجأت لشراء سيارة خاصة مؤخرا، ولأن تكاليفها غير متوفرة بالراتب الشهري المثقل بالالتزامات العائلية، ومنها الأقساط المدرسية لطفلي، وعليه اضطررت للاقتراض من أحد البنوك، ما زاد من قيمة الدفعات المطلوبة شهريا". ويضيف "بعد أن اقترضت من البنك قررت مؤسستي أن تقتطع من راتبي 50 %، وهو ما جعلني غير قادر على دفع أقساط السيارة، ولا حتى الإيفاء بالالتزامات المطلوبة مني، وبالتالي أصبحت أستدين من الأقارب والأشقاء، وتراكمت الأقساط والديون معا". الحياة مع القروض والديون وزخمها تجعل الحياة صعبة جدا. ويؤكد خبراء أن كثرة التزامات الفرد أو العائلة وغلاء المعيشة والاقتطاع من الرواتب جميعها ظروف تجبر المواطن على الاقتراض، وزيادة دينه بشكل دوري. الخبير في الشأن الاقتصادي حسام عايش، يتفق على أن التزامات الحياة وغلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة، خصوصا في الظروف العالمية الأخيرة، جعلت حتى المؤسسات الكبيرة متضررة بشكل كبير، والموظفين أكثر عرضة لغياب الأمان الوظيفي، والاستقرار المالي. ووفق عايش، اختلفت حياة الأفراد بسبب جائحة كورونا وتناقصت الرواتب، وهنالك من فقد عمله، فقد تغيرت حياة الفرد نفسه وعائلته، وخصوصا بوجود الأطفال، رغم محاولات الأهالي بتغير سير الحياة وتوافقها مع الظروف الحالية. وفي أي جلسة، يبين عايش أن الجميع يتحدث عن كثرة الالتزامات وكثرة الديون، مبينا أن هناك بعض الخطوات التي يجب على الفرد اتباعها بشكل حقيقي من الممكن أن تضمن تقليل الدين وانتهاءه مع توفر الدخل بكل تأكيد. وينصح العائلات بجمع الديون المتراكمة والحالية كاملة ووضعها على ورقة بشكل صريح؛ إذ عندما يعرف الشخص بما عليه يجعل تفكيره أكثر وعيا من عدم الاعتراف بما عليه شهريا. ويذكر عايش أنه قبل أحداث "كورونا" كان هناك أفراد يعملون بأكثر من مهنة، وهذا وقت العمل الإضافي لمن يستطيع، فالبحث عن مصدر دخل جديد واجب على العائلات لتلافي الضغط المالي الموجود، ولسداد الديون بأسرع وقت. ولا ضير، حسب عايش، من وضع ميزانية وخطة حياة تحاول الأسر أن تلتزم بها، والعمل على نقص المصاريف عما قبل واستخدام البدائل لسداد سريع، والخروج من حلقة الدين بشكل كامل. ويوضح ضرورة فهم دورة الديون؛ حيث يجب فهم أسباب الدين الموجود كخطوة أولى من أجل معرفة كيفية الخروج منه، ومعرفة كيفية الحصول على المال ودراسة الطرق المختلفة التي يمكن أن تساعد على الحصول عليه. وينصح عايش بالتدرب على العيش في حدود الإمكانيات القليلة، في محاولة لتخفيف الشعور بالتوتر إزاء الديون. ويشدد على أهمية التوقف عن زيادة التراكم في المزيد من الديون من خلال تغيير عادات الإنفاق، بوضع خطة محددة، والابتعاد عن تراكم الدين؛ إذ هنالك من يلجأ لفتح دين جديد، وينبغي العمل على تصفية الموجود، والقضاء على الديون القديمة والعالقة منذ زمن بعيد؛ بهدف الشعور بالتحفيز لسداد الديون الجديدة. وعند التفكير بالدين مجددا، على الشخص أن يفكر بعواقب هذه الخطوة، ومدى سوء الوضع الذي تضعه فيه والدوامة التي لا تنتهي؛ إذ إن هناك قروضا عائلية ميسرة أو اجتماعية بما يسمى "الجمعية"، وهي قرض دوار ميسر وبلا فوائد، ينتهي بشكل أسرع من القروض الأخرى.اضافة اعلان