الاستراحات على الطريق الصحراوي: ملاذ العابرين ومصدر رزق لآخرين

حلا أبوتايه

عمان- على جانبي الطريق الصحراوي باتجاه جنوب المملكة، تتوزع العديد من الاستراحات التي تبيع المشروبات والأطعمة للعابرين والمسافرين المتجهين إلى المحافظات الجنوبية عدا عن سكان المنطقة.اضافة اعلان
ويعبر سطام محمد الطريق الصحراوي كل فترة وأخرى، كلما أراد زيارة والدته التي تقطن في محافظة معان؛ حيث يستغرق الطريق من عمان 4 ساعات.
وأثناء الطريق يقف محمد كل ساعة للاستراحة قليلا ولشراء بعض المأكولات الخفيفة والمشروبات الباردة، مشيرا إلى ان أسعار الاستراحات التي تبيع الأطعمة على الطريق الصحراوي أعلى من السعر الفعلي بنسبة قليلة.
ويقول صاحب استراحة على طريق القطرانة، عاكف الرواجفة، إن "دخل عائلتي يعتمد على عابري الخط الصحراوي والسياح؛ ذهابا وإيابا، اما سكان المنطقة فيبتاعون القليل من المشتريات".
ويشير الرواجفة إلى أن أسعار المنتجات في الاستراحات أعلى بنسبة قليلة عن أسعارها في السوق، وذلك لكونها أسعارا سياحية.
ويلفت إلى أن الحافلات التي تقف أمام استراحته تحمل عشرات السياح الذين يشترون من استراحته المشروبات والمأكولات، مشيرا إلى أن من زبائنه كذلك مواطنون يعبرون الطريق الصحراوي لزيارة عائلاتهم أو أداء الواجبات الاجتماعية.
ويقول أحد الباعة في استراحة على طريق الحسينية، أبو عناد، إن دخل الاستراحة لا يعتمد على سكان المنطقة، وإنما على المجموعات السياحية أو سكان العاصمة والذين لديهم أقرباء يعيشون في محافظات الجنوب.
ويشير إلى أن الاستراحة تستقبل يوميا ما لا يقل عن 100 شخص من سياح أجانب وسياح محليين أو ممن يعبرون الطريق الصحراوي لزيارة محبيهم.
وبين أبو عناد أن الأعياد والعطلات هي من أكثر الأيام التي تشهد الاستراحات خلالها طلبا كبيرا، نظرا لكثرة المسافرين على الخط الصحراوي خلال تلك الفترة.
يشار إلى أن الطريق الصحراوي يعج بعشرات الاستراحات التي تقدم لمرتاديها الأطعمة والأشربة في الوقت الذي تعتبر فيه السياحة الصحراوية شكلا من أشكال السياحة في المملكة؛ إذ تزخر المناطق الصحراوية بالعديد من المناطق السياحية وعلى رأسها البترا ووادي رم والعقبة أو ما يسمى بالمثلث الذهبي.
ويرى الخبير الاقتصادي، الدكتور
عبد الخرابشة، أن الاستراحات المنتشرة على طول الطريق الصحراوي تسهم في خدمة المسافرين على هذا الطريق من سياح أردنيين وأجانب.
ويشير الخرابشة إلى أن تلك الاستراحات تعتمد في دخلها على السياح والمسافرين، بالاضافة إلى سكان المجتمع المحلي.
ويبين الخرابشة أن الاستراحات تنتشر على الخط السريع في معظم دول العالم، داعيا إلى ضرورة الاهتمام بتلك الاستراحات لتكون على مستوى عال من النظافة.
ويشير إلى وجود أكواخ منتشرة على طول الخط الصحراوي تبيع بعض الأشربة، وتعتبر شكلا من أشكال اقتصاد الظل ولا تدخل حساباتها في الناتج المحلي الإجمالي.
ويؤكد الخرابشة ضرورة مراقبة تلك الأكواخ، لافتا إلى أن بعض العاملين بها يقومون بتصرفات تسيء إلى سمعة الأردن السياحية.
ويدعو الخرابشة إلى إضفاء الصبغة السياحية على الاستراحات من خلال عرض منتجات تراثية تجذب السياح وتشجعهم على الشراء.