الاستيطان وحسابات نتنياهو

حينما يتعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعدم تفكيك أية مستوطنة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بموجب أي "خطة سلام"، فذلك، لايدخل فقط ضمن حساباته الانتخابية، وانما أيضا ضمن قناعاته، وخططه التي يطبقها على الأرض.اضافة اعلان
تعهد نتنياهو قبل عدة أيام، أمام حشد من المستوطنين في مستوطنة ريفافا في الضفة الغربية المحتلة، بعدم تفكيك المستوطنات، وجاء هذا التعهد، ضمن حملة الأخير الانتخابية، حيث يسعى للحصول على أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست المبكرة والتي تجري في 17 أيلول المقبل.
نعم، نتنياهو يعرف كيف يحصل على أصوات المستوطنين، ولكنه، أيضا، لا يرى في تعهده، "دعاية انتخابية" يمكن نسيانها بعد الفوز، بل قناعة يعمل عليها باستمرار، وكان همه طوال سنوات توليه رئاسة حكومة الاحتلال تعزيز المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فهو لا يعتبرهما أراضي محتلة، وانما جزء أساسي من "أرض إسرائيل"، وهو لذلك لا يتوقف لتوسيعها، وبناء مستوطنات وبيوت استيطانية جديدة، ويرفض كليا، تفكيكها، أو حتى التفكير بذلك.
بحسب، حركة "السلام الآن" الإسرائيلية ، فان حكومة نتنياهو، منذ العام 2009، شيدت عشرين ألف منزل جديد للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. وهذا بحد ذاته رسالة تنسف من خلالها "حل الدولتين" الذي تبنته الأمم المتحدة، والذي تجد فيه العديد من الدول، "حلا عادلا للسلام"
فنتنياهو، بحملته الانتخابية السابقة، تعهد بضم المستوطنات إلى "إسرائيل"، وهو بحملته الانتخابية الحالية، يؤكد على ذلك، وهو يقول للجميع، وخصوصا للدول التي تؤيد "حل الدولتين"، لاتحلموا بذلك، فهذا الحل لن يرى النور أبدا.. وعليكم البحث عن حل آخر يضمن مصادرة إسرائيل لكل الأراضي الفلسطينية وضمها لها.
طبعا، فالاحزاب الإسرائيلية المختلفة، تتفق ببرامجها السياسية حول "شرعية المستوطنات"، وعدم التنازل عنها بالمستقبل، ولكن كل طرف منها، يحاول في حملاته الانتخابية التشكيك بمواقف الطرف الأخر، ليكسب أصواتا أكثر، ولكنها جميعها متفقة على ذلك، وتعمل جميعها على تعزيز الاستيطان.
كما أن تعهد نتنياهو، لا يختلف عن مضمون "صفقة القرن" الأميركية التي بحسب ما صرح القائمون عليها، ترفض حل الدولتين، وتتحدث فقط عن تحسين الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين.
ويذكر، بهذا السياق، أن الإدارة الأميركية الحالية، أعترفت بـ"شرعية المستوطنات"، وهي لا تتعامل معها، كـعقبة بوجه السلام، بل على العكس تعتبرها، "تحقق السلام".
من هنا فإن على الشعب العربي الفلسطيني، عدم توقع أي شيء جيد من الإدارة الأميركية، أو من أي حكومة إسرائيلية، فحل الدولتين بالنسبة لهاتين الجهتين انتهى، ولا تفكير فيه.