الاضطرابات السياسية في الدول العربية توجه بوصلة السياحة التعليمية إلى الأردن

طلاب في الجامعة الأردنية - (أرشيفية)
طلاب في الجامعة الأردنية - (أرشيفية)

هبة العيساوي

عمان- "رب ضارة نافعة"، حكمة قد تنطبق فعلا على واقع السياحة التعليمية في الأردن التي نمت بشكل ملحوظ في السنوات الثلاث الأخيرة وسط ما يجري في المنطقة من توترات سياسية.

اضافة اعلان

فقد غيرت الثورات العربية بوصلة السياحة في المنطقة، وخاصة في السياحة التعليمية، لتصبح المملكة نقطة ارتكاز محوري في هذا النوع المهم من السياحة والتي ترفد الأردن بالعملات الصعبة.
وتنبع أهمية السياحة التعليمية، بحسب خبراء في القطاع، من قدرتها على إطالة مدة إقامة السائح لفترة أطول من أنواع السياحة الأخرى، مما يترتب عليه إنفاق متواصل على مجالات متعددة تشمل الإقامة والنقل والطعام ووسائل الترفيه والرسوم الدراسية والنفقات الجامعية، ليكون العائد الاقتصادي على الدولة كبير جدا.
وتقول عزيزة الجابر (سعودية الجنسية)، وهي طالبة في إحدى الجامعات الأردنية الخاصة، إن والدها كان يخطط لها بأن تدرس في جامعة القاهرة في مصر كسائر إخوانها، ولكن حين تخرجت في منتصف العام 2011 كانت مصر تعاني من أعمال شغب عنيفة بعد إسقاط حكم الرئيس مبارك.
وتضيف الجابر (عشرون عاما)، "رفض والدي أن أدرس في القاهرة خوفا من تعرضي لأي مكروه لذلك قررنا أن نبحث عن بديل جيد، وسمعة التعليم في الأردن ممتازة".
لم تنكر الجابر أن عائلتها كانت تفكر في جامعات لبنان كبديل ولكن الخوف من تطور الوضع في سورية جعلهم يستبعدونها من القائمة.
وتشير إلى أن المجتمع الأردني في العادات والتقاليد قريب من المجتمع السعودي، لذلك لم تشعر بفجوة كبيرة في تعاملها مع زميلاتها سواء في السكن أو الجامعة.
وحول تكاليف الإقامة في المملكة، تقول الجابر، بأن هناك فرقا كبيرا بالطبع من ناحية الأسعار، سواء السكن أو البنزين أو أسعار المواد الغذائية، مشيرة إلى أن "كل ذلك لا يهم مقابل أن يحصل الشخص على شهادة تعليمية جيدة ومعترف بها في كافة أنحاء العالم".
يشار إلى أن كل جامعة أردنية توفر مكتبا خاصا بشؤون الطلبة الوافدين، ويعتبر هذا المكتب بيتا للطالب الوافد؛ حيث يستشعر المكتب اهتمامات الطلبة الوافدين واحتياجاتهم الخاصة، فيعمل على تلبيتها، وتسهيلها، وإلى ذلك يضع المكتب على رأس أولوياته إدماجهم في البيئة الجامعية، وإشراكهم في الحياة الاجتماعية، والرقي ببيئة تعليمية ذات ثقافات وحضارات متنوعة.
بدوره، يقول رئيس قسم الإدارة السياحية والتسويق في جامعة الشرق الأوسط، الدكتور إبراهيم بظاظو، إن معدل إنفاق الطالب الوافد 6 أضعاف نصيب الفرد الأردني من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يجعل من الاستثمار الوطني في هذا الاتجاه استثمارا ناجحا.
ويضيف بظاظو أن القيمة المضافة للسياحة التعليمية تصل إلى نحو 60 % كاستثمار ناجح.
ويشير إلى أن الجامعات الأردنية تعتبر من أهم الجامعات على المستوى الإقليمي، لما تمتلكه من قدرات هائلة مكنتها من متابعة التطور الهائل في شتى ميادين الحياة المعرفية والعلمية، لافتا إلى أنه خلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسوب التعليمي في الأردن وظهر مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم محتوى للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة.
ويرى بظاظو أن الأردن مؤهل فعليا لقيادة المنطقة في مجال السياحة التعليمية لما يتمتع به من موقع جغرافي متوسط بين دول المنطقة، وتمتعه بالأمن والاستقرار.
وارتفع عدد الطلبة الوافدين إلى المملكة بغرض الدراسة في الجامعات الأردنية الحكومية منها والخاصة في العام الماضي إلى 30.686 ألف طالب مقارنة مع 29.028 ألف طالب في العام السابق، أي بنسبة ارتفاع 5.7 %.
ويتوزع عدد الطلبة الوافدين، بحسب احصاءات وزارة التعليم العالي المنشورة على الموقع الإلكتروني، بين طلبة درجة البكالوريوس والدرجات العليا.

[email protected]