"الاعارة" تحتاج لعقود رسمية و"صفقات الإنتقال" تفتح ابواب التساؤلات

"الاعارة" تحتاج لعقود رسمية و"صفقات الإنتقال" تفتح ابواب التساؤلات
"الاعارة" تحتاج لعقود رسمية و"صفقات الإنتقال" تفتح ابواب التساؤلات

قضايا ومشاهد رياضية

 

     تيسير محمود العميري

  عمان- انتهت قبل ايام المدة التي حددها اتحاد كرة القدم للأندية الممتازة كي تجري تغييرات في صفوفها، بحيث تتمكن من ضم لاعبين محترفين او محليين بشكل دائم او على سبيل الإعارة، قبل انطلاق مباريات مرحلة الإياب من بطولة الدوري الممتاز.

اضافة اعلان

وقد عمل اتحاد الكرة خلال السنوات الست الماضية على تعديل تدريجي لتعليماته التي تنظم عمل المسابقات المحلية، وما كان ممنوعا كالإعارة اصبح مسموحا وفق ضوابط معينة، قد تخلق اشكاليات في وقت لاحق، ليس على صعيد إهمال ايلاء الشباب جانبا اكبر من الإهتمام بدلا من الهرولة نحو الإستعارة فحسب، وانما "قانونية" الإعارة طالما ان الهواية هي التي تحكم عمل اتحاد الكرة في ظل غياب تطبيق الإحتراف.

  وبصراحة ماذا لو قام ناد معين بإستعارة لاعب من ناد آخر ومن ثم رفض إعادة اللاعب الى ناديه الأصيل، وهل ثمة عقود رسمية تنظم العمل ويكون الإتحاد مسؤول عنها بشكل مباشر، ام أن الأمر يقتصر فقط على "اتفاق جانبي" موثق على الورق ويعفي الإتحاد نفسه من أي مسؤولية كونه لا يتدخل في الأمر؟.

  من هنا وكما تسابقت الأندية على تنظيم عقود مع لاعبيها خوفا مما جرى بعد سفر مؤيد ابو كشك ومحمد حلاوة الى مصر بحثا عن فرصة احتراف هناك، فهي تتسابق اليوم على الإستعارة وفق صفقات مالية او تبادل للاعبين لعلها تنشد الحل لمشكلتها.

من يقرر مستوى اللاعبين

  وكشفت الإعارة في الآونة الأخيرة مشكلة كبيرة تعيشها معظم الأندية ان لم تكن كلها، فمن يقرر حاجة النادي لهذا اللاعب او ذاك؟، هل هو المدرب الأقدر فنيا على معرفة مستوى اللاعب وحاجة الفريق له، لكنها قد يتنازل عن أحقيته بتقرير مصير اللاعب حفاظا على "لقمة عيشه"، ام هو رئيس النادي الذي يتفرد بقرارات يقرأ عنها اعضاء مجلس الإدارة في اليوم التالي في الصحف، فيسارع الناطق الإعلامي الى نفي الخبر، ثم يكتشف في اليوم التالي انه وبعض أعضاء مجلس الإدارة "آخر من يعلم" فيعود لنفي النفي!.

  دعونا نتبصر بعض الشيء بصفقات الإعارة والتحرير التي تمت او التي لم تتم، فالجزيرة تخلى عن الحارس محمد حلاوة لمصلحة الفيصلي، مع أن الجزيرة "قاتل" للحصول على اللاعب من شباب الحسين، وشباب الأردن اراد التخلي عن مصطفى شحادة ورأفت جلال لمصلحة الوحدات، مقابل استغناء الوحدات عن المدافع احمد البنا ودفع مبلغ مالي آخر لإتمام الإعارة، والطريف ان شباب الأردن حصل على اللاعبين من نادي الوحدات مقابل مبلغ مالي، وكلا الناديين ترك علامات حيرة عند المتابعين فماذا يعني استقطاب لاعب كرأفت جلال من الجزيرة ومصطفى شحادة من البقعة ثم تحريرهما لمصلحة شباب الأردن، وإبداء الرغبة بإستردادهما مجددا ففي أي الحالات كان قرار الوحدات وشباب الأردن صائبا.

  والرمثا .. حدث ولا حرج .. فريق غريق على وشك وداع الدرجة الممتازة نحو "المظاليم"، ما لم يتم تعويض انتكاسات مرحلة الذهاب في الدوري، يتخلى عن ابرز لاعبيه لمصلحة اندية اخرى، ويسعى في ذات الوقت لإستعارة لاعبين من اندية اخرى لعله يفلح في "انقاذ ما يمكن انقاذه"، والبقعة الطامح باللقب تخلى عن ثلاثة لاعبين مقابل لاعب واحد من اليرموك، والأيام المقبلة ستكشف ان كان القرار صائبا ام لا.

  وعند الحديث عن المحترفين تطول قائمة "المقالب" التي "شربتها" بعض الأندية، لأن من تعاقد مع اللاعب ليس خبيرا فنيا يُدرك جيدا مستوى اللاعب وحاجة الفريق لمركزه، الى جانب ثبوت "رشاوى" حملت شكل "السمسرة" في بعض الأندية تم الإعلان عنها رسميا في وقت سابق، وكانت النتيجة إهدار لأموال طائلة دفعتها اندية للاعبين يفترض انهم محترفين ليتفاجئ الجمهور انهم غير ذلك على الإطلاق.

حق ولكن..

  الإستعارة او شراء اللاعبين "حق" اكتسبته الأندية نتيجة تعديل اللوائح الإتحادية، ومن يملك المال يستطيع الشراء ولعل الجزيرة يشكل مثالا حيا لذلك، فقد نجح في استقطاب نحو عشرة لاعبين مؤخرا كثير منهم على سبيل الإستعارة، وهو بذلك سيستفيد من قدرات اللاعبين المهارية في تحقيق مركز طموح طالما انه لا يستطيع في المرحلة الحالية المنافسة على لقب الدوري، كما انه سيفيد الأندية ولاعبيها الذين تم استعارتهم.

وطالما أن الأندية تمتلك هذه الأموال الطائلة التي تظهر فجأة، فلماذا لا تتوجه الكرة الأردنية الى احتراف حقيقي متدرج، وتصبح العلاقة بين اللاعب وناديه قائمة على عقد محدد الأجل وواضح القيمة، بحيث تصبح الساحة الكروية المحلية اشبه بـ"السوق المفتوح"، ويستفيد الطرفان (اللاعب والنادي) من عائدات صفة الإحتراف، لا سيما وقد ازيلت المفاهيم السابقة التي كانت تعتقد بأن نجوم الكرة سيتجمعون في ناديي الفيصلي والوحدات، بعد ان اثبتت التجارب على ارض الواقع بأن اللاعب يبحث عن مصلحته ومدى الإستفادة المالية، ويقبل باللعب مع شباب الأردن والبقعة والجزيرة وغيرها من الأندية، التي ستمتلك قدرة تنافسية طالما اختارت الأفضل من اللاعبين واحسنت الإستثمار والترويج لنفسها كما فعلت ادارة نادي الجزيرة من خلال الشراكة مع "موارد".

التأمين على اللاعبين

  يُسجل لنادي الوحدات انه لم يتخل يوما عن مساعدة نجومه لا سيما المصابين منهم، كما يسجل لإتحاد الكرة متابعته المستمرة لنجوم المنتخب، ولكن ثمة تساؤل فرض نفسه قبل نحو شهرين، فأصبح "مشروع" انتقال نجم الوحدات رأفت علي الى شباب الأردن حديث الشارع الرياضي، ووضع الوحداتية كجمهور ايديهم على قلوبهم خشية انتقال هذا اللاعب المميز مهاريا، الى أن جاءت الإصابة في لقاء البقعة لتسكت الحديث عن صفقة الإنتقال، وينشغل نفر من جمهور الوحدات بمتابعة تفاصيل إصابة اللاعب المحبوب.

  ترى لو كانت الإصابة شديدة لا سمح الله .. ماذا سيكون مصير هذا اللاعب الذي لم يبخل بالعطاء للمنتخب والوحدات معا.

بإختصار .. اللاعب يبقى محط الأنظار والمتابعة طالما بقي نجما في الملاعب، وغير ذلك فإن بريقه سيتلاشى يوما بعد يوم، مما يطرح تساؤلا حول مدى الحاجة الى تأمين اللاعبين وتعويضهم ماديا جراء الإصابة.