الاعتداء على قيم الرياضة

تصرف غريب وغير أخلاقي ذلك الذي صدر عن أحد رؤساء الأندية التونسية العريقة ذات الشعبية الكبيرة، عندما قام هذا الرئيس بِعَضّ الحكم المساعد في مباراة فريقه النادي الصفاقسي الذي يرأسه مع فريق النجم الساحلي، ولم يكتف بذلك بل أقدم على عمل أكثر بشاعة عندما قام بفعل مناف للآداب العامة بطريقة فجة وغير مسبوقة في عالم الكرة بالإضافة لسب وشتم طاقم الحكام والتحكيم.اضافة اعلان
لو فعلها لاعب جاهل أو إداري أرعن ربما كان الذنب أخف، لكن أن يفعلها رئيس النادي فهو أمر مستهجن نظرا لأهمية ومسؤولية رئيس أي نادٍ، لأنه القائد والمرشد والنموذج الذي ينظر إليه كل من ينتمون للنادي.
قرار الاتحاد التونسي لكرة القدم القاضي بحرمانه مدى الحياة من ممارسة أي نشاط يتعلق بلعبة كرة القدم بالإضافة لتغريمه 15 ألف دولار، متوازن ويتناسب مع التصرف المشين الذي اقترفه فأعطى صورة مسيئة جدا لشخصية رئيس النادي.
ليس هذا أول رئيس ناد عربي تصدر منه تصرفات بعيدة عن المثل والقيم والأهداف النبيلة للرياضة، بل تابعنا ونتابع بعض التصرفات المرفوضة التي تصدر عن بعض هؤلاء الرؤساء الذين يفرضون تصرفاتهم غير المناسبة على أنديتهم.
المفروض في الهيئات العامة التي تنتخب رؤساء الأندية أن تدقق كثيرا عند انتخاب رؤسائها بحيث يكونون من المشهود لهم بالأخلاق العالية والتصرفات اللائقة والسمعة والسيرة الطيبة التي تحترم قيم المجتمع الفاضلة وتلتزم بالأنظمة والقوانين الرياضية النبيلة.
لقد ربح الفريق الصفاقسي نتيجة المباراة، لكنه بسبب رئيس ناديه خسر الكثير من رصيده المعنوي؛ حيث سيبقى هذا التصرف النادر جزءا من مسيرة النادي الذي يملك شعبية كبيرة وتقاسم الكثير من البطولات الكروية خلال السنوات الطويلة الماضية.
لا شك أن هناك مشاكل وأخطاء تحكيمية كثيرة حتى على المستويين الدولي والقاري لا يجوز علاجها بالقوة والاعتداء على حكام اللعبة، فهم بشر يصيبون ويخطئون فهناك من اللوائح والقوانين والإجراءات ما يعالج هذه الأخطاء التي نتمنى أن تتلاشى أو تقل.
اللعبة الشعبية الأولى في العالم تحتاج إلى رؤساء أندية على مستوى اللعبة لأن الأندية هي عصب تقدمها في كل مجالاتها.