"الاغتراب في الثقافة العربية".. إصدار جديد للدكتور حليم بركات

الغلاف - (من المصدر)
الغلاف - (من المصدر)
عزيزة علي عمان- صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية، كتاب بعنوان "الاغتراب في الثقافة العربية: متاهات الإنسان بين الحلم والواقع"، للدكتور حليم بركات، يتناول فيه ظاهرة الاغتراب، مركزا بصورة خاصة على المجتمع العربي. جاء الكتاب في عشرة فصول، يتناول الأول أهداف البحث وأبعاده، فيما يتحدث الفصل الثاني عن معاني الاغتراب ونظرياته، فيما يتحدث الفصل الثالث عن إعادة تحديد مفهوم الاغتراب في ضوء التجارب العربية: عملية لا مجموعة من المعاني المتباينة، ويتناول الفصل الرابع مصادر الاغتراب السلوكية: الانسحاب، أو الرضوخ، أو التمرد أو الثورة، والفصل السادس يتحدث عن الاغتراب السياسي، والسابع عن الاغتراب في العائلة. بينما يتحدث الفصل الثامن عن الاغتراب من الدين، ويتحدث الفصل التاسع عن تطبيقات في تجارب الاغتراب: أولا: رواية الغربة والمنفى، رواية غربة الذات بين المدينة المحاصرة والمدينة الملونة، والخضوع، واللامواجهة والمجابهة والتمرد الفردي والتغيير الثورة، فيما يتحدث الفصل العاشر عن التحول الثوري في تجاوز الاغتراب بدءا من تنشيط المجتمع المدني. بداية، يقول المؤلف إنه تناول في هذا الكتاب ظاهرة الاغتراب، مبينا أن هذا المصطلح يركز على مواضيع مشتركة بين العلوم الاجتماعية والنفسية والإنسانية والفلسفة والأدب، وبخاصة في زمن الحداثة وما بعدها، ومع هذا ظل غامضا لأسباب عديدة منها تنوع تحديداته والنظريات التي يرتكز إليها؟ لذلك كان من الضروري أن يبحث بمنهج تحليلي نقدي طبيعة العلاقات السائدة بين الإنسان والمؤسسات والأنظمة السياسية والأوضاع الاجتماعية العامة السائدة في المجتمع العربي المعاصر بشكل خاص انطلاقا من الاهتمام بسؤال عام يتناول مدى سلطوية الأنظمة والمؤسسات، وما يتصل بها من نزوع نحو الاستغلال والتناقض والرفض من ناحية، أو المصالحة والمساومة والانسجام وخضوع الشعب لمشيئة القوى المسيطرة في المجتمع من ناحية أخرى. ويتساءل بركات الى أي حد تسهم الأنظمة والمؤسسات السائدة في إفقار الإنسان وقهره وتهميشه، وكيف تتعمق هذه الفجوات الواسعة بين الحلم والواقع المصيري؟ وما هي، بالتالي، سبل التغيير التي يمكن من خلالها تجاوز حالة الاغتراب الذاتي والاجتماعي، بحيث يتمكن الإنسان من أن يحقق تطلعاته الى نفسه والمجتمع والإنسانية، مبينا أن هذا التساؤل القصد منه القيام بمهة تحليل واقع المجتمع العربي السائد. يقول بركات إنه في فصول كتابه، أظهر حالة الاغتراب التي تتصل بمشكلات التفكك الاجتماعي والثقافي والسياسي، وتدهور القيم، والتبعية، والطبقية، والطائفية والفئوية، مبينا أن الاغتراب هو الشعور بالغربة في وطنك وليس في موطن آخر. وحاول أن يسلط الضوء على مفهوم الاغتراب في الثقافة الغربية والعربية، ثم بحث تعامل الناس مع ظاهرة الاغتراب: فمنهم من ينسحب ومنهم من يرضخ ومنهم من يثور. ثم بدأ بتحليل الأسباب النفسية لرضوخ وتقبل الناس للاغتراب. ويشير الى وجود أوضاع متشابكة تحيل الإنسان العربي إلى كائن مغترب عن نفسه ومجتمعه ومؤسساته، ما يجعله يساوم ويتكيف مع واقعه الأليم بدلا من العمل على تغييره بنفسه من خلال المشاركة الفاعلة في سبيل تحقيق النهضة.اضافة اعلان