الامتحانات الإلكترونية تشفع لمخيم الزعتري بالتنعم بالكهرباء طوال النهار

محطة الطاقة الشمسية التي تغذي مخيم الزعتري بالتيار الكهربائي-(ارشيفية)
محطة الطاقة الشمسية التي تغذي مخيم الزعتري بالتيار الكهربائي-(ارشيفية)

حسين الزيود

المفرق - يبدي لاجئون سوريون في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحافظة المفرق، ارتياحا ورضى واسعا اتجاه الآلية الجديدة التي تطبقها حاليا مفوضية اللاجئين في إيصال التيار الكهربائي إلى وحداتهم السكنية طوال النهار، والتي جاءت لتمكين الطلاب في المخيم من متابعة دروسهم من خلال القنوات التلفزيونية وعقد الامتحانات.
وبحسب الآلية الجديدة تم ايصال الكهرباء الى كرفانات المخيم 13،5 ساعة، مقارنة مع قرابة 10 ساعات سابقا قبل الكورونا ودراسة الطلاب في المنازل.
ويحبذ اللاجئون، الآلية الجديدة لكونها تتفق كذلك مع الظروف الجوية، حيث تشتد درجات الحرارة ارتفاعا ما يتطلب توفير التيار الكهربائي، الذي يمكنهم من استخدام وسائل التكييف التي يتفاوت توافرها من أسرة إلى أخرى، بالاعتماد على المراوح والمكيفات، فضلا عن كون التيار الكهربائي، الذي يبدأ في مرحلته الأولى، من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى الساعة العاشرة ليلا يساعد في تخطي فترة النهار الذي ترتفع فيه درجات الحرارة أكثر من فترات المساء غالبا، فيما تغطي كذلك فترة الإفطار وما يلزمها من تحضيرات.
وتغطي المرحلة الثانية التي تمتد لساعة واحدة، تبدأ عند الساعة الثالثة صباحا وتنتهي عند الساعة الرابعة صباحا وبما يغطي فترة السحو، بحسب لاجئين.
ووفقا لهذه الآلية الجديدة، يطالب لاجئون في المخيم، مفوضية اللاجئين، بضرورة الإبقاء على هذه الآلية لإيصال التيار الكهربائي إلى مساكنهم بعد انتهاء شهر رمضان، خصوصا وأن هذه الآلية تتواءم مع فصل الصيف الذي يشهد حالة من ارتفاع درجات الحرارة.
ويطالب محمد الحريري، أحد قاطني المخيم، مفوضية اللاجئين بالاستمرار في إيصال التيار الكهربائي، وفقا لما هو معمول به حاليا، مبديا تخوفه من تراجع المفوضية عن الآلية الحالية باعتبارها جاءت لتمكين طلبة المدارس في المخيم من متابعة القنوات التلفزيونية للدراسة وعقد الامتحانات، لافتا إلى أن الآلية الحالية لإيصال الكهرباء للمخيم جاءت متوافقة مع شهر رمضان وطقوسه وموجة اشتداد الحر وبما يمكنهم من استخدام وسائل التكييف المتاحة لدى اللاجئين بالمخيم.
ويبين الحريري، أن أسرته تتكون من 15 فردا، وبالتالي فإن استخدام المروحة لغايات تمكينهم من التعايش قدر الإمكان مع ارتفاع درجات الحرارة، تعد الوسيلة «الممكنة والأنسب»، لتكفيهم شدة وكسر حدة الحر وارتفاع درجات الحرارة.
ويثمن جهود الدولة الأردنية التي عملت على تقديم الكثير من تهيئة الظروف الحياتية في المخيم من جهة توفير كافة مقومات الحياة.
وينوه الحريري من جهة ثانية، إلى أن وباء كورونا سيطر على مجريات الحياة وتغيير أنماط العيش في شهر رمضان، موضحا أن كافة الأسر التي تعيش في المخيم تتبع وبدرجة عالية تعليمات الجهات الصحية، من حيث وقف كافة إجراءات التجمع البشري والتباعد الاجتماعي لمنع فيروس كورونا من الانتشار، وبالتالي فإن التقيد بتلك الإجراءات، ألغى طقوس الولائم والسهرات التي كانت تتم خلال أشهر رمضان الماضية.
ويؤكد محمد انور الحراكي، أحد لاجئي المخيم، أن المخيم بات بيئة صالحة للعيش بعد توفير مختلف متطلبات الحياة، من حيث توفر المراكز الصحية والمستشفيات والأسواق، مبديا ارتياحا وقبولا كغيره من قاطني المخيم لآلية المفوضية الجديدة بإيصال الكهرباء، وفق مرحلتين تغطيان احتياجات الطلاب لوسائل التقنية الحديثة التي تستلزم وصول الكهرباء، وما رافقها من تهوين حدة موجة الحر السائدة حاليا، وما قد يتبعها لاحقا خلال فصل الصيف، إذ أن هذه الآلية متوافقة مع تلطيف الحر، خصوصا وأن الطبيعة المعدنية التي تتكون منها الكرفانات تساعد على ارتفاع درجات الحرارة وتزيد من صعوبة العيش، غير أن توفر الكهرباء وإمكانية استخدام وسائل التكييف تساعد في تلطيف الأجواء وكسر حدة موجة الحر.
ويضيف الحراكي أن، زيادة ساعات إيصال الكهرباء، أتاحت إمكانية الاستعداد لفترة الإفطار وما يرافقها من تحضير وجبات الطعام والعصائر وغير ذلك، في ظل دخول تغيرات فرضت واقعا جديدا للحياة على اللاجئين، بعد ظهور فيروس كورونا وما رافقه من ضرورة الحذر والتقيد بالتعليمات الصحية التي بدورها فرضت إلغاء مراسم اعتادها السوريون كغيرهم من الشعوب العربية تتمثل بإقامة الولائم الجماعية للأرحام والأقارب والسهرات.
ويشيد اللاجئ أحمد القسيم، بمجهودات الدولة الأردنية ومفوضية اللاجئين والمنظمات الدولية العاملة في المخيم، والتي وفرت خلالها كافة احتياجات اللاجئين، مبينا أن ارتفاع درجة الحرارة حاليا جاء متسقا مع قرار المفوضية بتوفير الكهرباء، إبتداء من الساعة الحادية عشرة صباحا لتمكين طلبة المدارس من متابعة دروسهم بعد الإجراءات التي فرضتها أزمة كورونا، وبالتالي فإن استخدام وسائل التكييف متاحة صباحا عند بدء ارتفاع درجات الحرارة.
ويدعو القسيم، مفوضية اللاجئين، إلى ضرورة الإبقاء على هذه الطريقة في إيصال الكهرباء، وبما يتفق مع فصل الصيف وإمكانية ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي ضرورة استخدام وسائل التكييف، لافتا إلى أن رمضان الحالي جاء مختلفا عن غيره لتزامنه مع انتشار فيروس كورونا، الذي فرض التزامات جديدة أجبرته على وقف كافة أشكال الولائم والسهرات، خصوصا وأن لديه أصدقاء لم يتزاور معهم منذ شهرين بسبب تغيير أنماط الحياة لمكافحة المرض.
من جهته، يؤكد مسؤول العلاقات الخارجية في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين محمد الطاهر، أن المفوضية اعتمدت الآلية الحالية لإيصال التيار الكهربائي لمساكن اللاجئين في المخيم لتمكين طلبة المدارس من متابعة دروسهم باستعمال وسائل التقنية المطلوبة ومن خلال مرحلتين تمتدان من الساعة الحادية عشرة صباحا وحتى الساعة العاشرة ليلا، فيما تكون المرحلة الثانية من الساعة الثالثة صباحا وحتى الساعة الرابعة صباحا، مشيرا إلى أن، المفوضية وجدت هذه الآلية تتواءم مع شهر رمضان وموجة الحر السائدة حاليا.
ويوضح الطاهر، أن الآلية الحالية تغطي فترة الإفطار وفترة السحور، إضافة إلى دورها في تلطيف ظروف الطقس خلال موجة الحر الحالية، منوها أن المفوضية ستنظر في طلب اللاجئين باستمرار إيصال التيار الكهربائي خلال الصيف بهذه الطريقة بعد دراسة قيمة الإنفاق والفاتورة الشهرية لانارة المخيم.
ويشير إلى أن أزمة كورونا فرضت واقعا جديدا من نظام الحياة، بعد أن أظهر اللاجئون تقيدا كبيرا بإجراءات وزارة الصحة من حيث منع التجمع والتباعد الاجتماعي، لافتا إلى أن تلك الإجراءات ألغت حقيقة إقامة الولائم الجماعية وأدت إلى إختفاء بائعي العصائر من الطرقات بشكل واضح وكبير.
ويقطن مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرابة 78 ألف لاجئ ضمن 12 قاطعا، فيما يتوزعون على 26 ألف كرفان.

اضافة اعلان