الامتحانات النهائية.. عائلات "تتأهب" استعدادا لحصد "ثمار" التعلم عن بعد

ديمة محبوبة

عمان– بعد أشهر لم تكن سهلة؛ ينتظر الطلبة والأهالي حصاد التعلم عن بعد للعام الدراسي الحالي، إذ تسود اليوم حالة من التأهب استعدادا لاجتياز الامتحانات النهائية عبر المنصات الإلكترونية، والتي تأتي في ظل استمرار جائحة "كورونا".اضافة اعلان
ويتعاون الأهالي والطلبة على مراجعة ما تم دراسته خلال هذا العام في كافة المناهج والمباحث، استعدادا للانطلاق نحو الامتحانات الإلكترونية، التي تأتي بعد فصل شابه الكثير من الصعوبات.
تسنيم خليل، وهي أم لطفلين في المرحلة الدراسية الأساسية، حاولت خلال الفصلين الدراسيين الماضيين أن تتابع أطفالها دراسيا بقدر المستطاع، من خلال المنصة التعليمية الخاصة بمدرستهم، وعلى الرغم من الجهد المضاعف عليها خلال الفترة الماضية، إلا أنها ترى في الامتحانات فرصة لإنهاء هذا العام المتعب، وأخذ استراحة طويلة من التدريس مع بداية العطلة الصيفية.
وتبين تسنيم أن الدراسة عن بعد لمدة عامين، والإرهاق الذي شعر به الأهالي، والمسؤولية المضاعفة التي شعر بها الطالب، جعل العطلة الصيفية مطلبا وفسحة للراحة وتفريغ النفس من الضغوطات وقلق الدراسة، مبينة أنها اضطرت لتقديم استقالتها من عملها لتكون بجانب طفليها، فهما في مرحلة التأسيس، ويحتاجان لمتابعة مستمرة، ومراجعة الدروس أولا بأول، فالتعلم عن بعد ألقى بآثاره السلبية، في ظل عدم وجود تفاعل صفي حقيقي لدى الطالب.
وتأمل مع نهاية العام الدراسي، أن تحصل على نتاج ثمرها كما اجتهدت مع أبنائها.
وفي تصريح سابق للناطق باسم وزارة التربية والتعليم، عبد الغفور القرعان، أشار إلى أن العلامات ستكون مقسمة إلى أربعة تقييمات، إذ سيرصد للتقييم الرابع 25 % من علامة المبحث وسيجري إلكترونيا عن بعد عبر المنصة، وحسب الموعد المقرر له في التقويم المدرسي ووفق جدول تنظمه الوزارة.
وحول طلبة الصف الأول الأساسي، قال القرعان "التعديلات نصت على أن يتولى المعلم إجراء التقييمات الأربعة لهم بالشكل الذي يراه مناسبا وعلى اعتماد علامة تقييم المعلم، في حال خضوع الطالب لتقييمين في المدة التقييمية الواحدة، أحدهما إلكتروني والآخر من قبل المعلم".
أما التقييم الرابع للصفوف من الرابع الأساسي ولغاية الثاني عشر "فسيجري إلكترونيا عن بعد عبر المنصة وحسب الموعد المقرر له في التقويم المدرسي وفق جدول تنظمه الوزارة، ويشمل قياس الكفايات التي تضمنها المنهاج وسيخصص له 40 % من علامة المبحث".
الاختصاصي التربوي د. محمد أبو السعود يؤكد أن الأهالي والطلاب وقع على عاتقهم أعباء مضاعفة وإرباكا كبيرا، منذ أن بدأت جائحة "كورونا"، خصوصا في متابعة عملية التعليم عن بعد عبر المنصات الخاصة بالتدريس.
ويضيف أبو السعود إلى أن عملية التقييم من خلال الامتحانات كانت عملية معقدة، وتحمل الأهالي حمل كبير، ومسؤولية وشعور بالتقصير اتجاه أبنائهم مع عدم حصولهم على الفرصة الكاملة بالمشاركة والتواصل المباشر. كذلك، شعور غياب العدالة مع لجوء عدد من الآباء لمساعدة أبنائهم خلال الامتحانات وحصولهم على معدلات عالية، مقابل من تحمل المسؤولية كاملة بأن يعتمد الإبن على نفسه، من دون تلقين أو مساعدة.
أم عون تبين أن الأمهات العاملات تضررن من كل المنظومة التعليمية الواقعة في هذه الفترة مع الأبناء، إذ أن العمل لا يرحم بمتطلباته، وكذلك الأسرة ومسؤولياتها التي لا تستطيع الأم التقاعس فيها، وزيادة الضغط في موسم الامتحانات يقع على عاتقها.
وتخشى أم عون على إبنها في المرحلة الأساسية، من تراجعه دراسيا، فالضغوطات كبيرة على الأهل وعلى الطلبة الذين يختبرون عالما جديدا في التعليم على المنصات، وهو ما أوجد صعوبة التواصل مع المعلم في شرح نقاط معينة بشكل أوضح، أو إعادة التركيز على دروس معينة، فليس جميع الطلاب على سوية واحدة من الفهم والتفكير والقدرة على الحفظ، بحسب رأيها.
وتؤكد "أنها تكون أغلب الوقت بجانب إبنها وهو يقدم الامتحانات الشهرية، وذلك لا يخلو من بعض المساعدات البسيطة كقراءة السؤال وأحيانا شرح بسيط عنه"، لافتة إلى أنها لا تلجأ لمساعدته بشكل كامل كما يفعل الكثير من الأهالي، ففي ذلك ظلما كبيرا سيدفع ثمنه الطالب لاحقا حينما يعود التعليم الوجاهي، وستظهر نقاط ضعفه.
ويبين التربوي أبو السعود أهمية الاستعداد المبكر للامتحان، وذلك من خلال تنظيم الوقت المتاح، وهو مسؤولية الوزارة، وبما يتناسب مع الآباء العاملين وأوقات تواجدهم في البيت، كما يجب على الأهل تقوية الجوانب الإيجابية في المرحلة الحالية للطالب، وتعزيز قدرته باعتماده على نفسه عندما يقدم الامتحان حتى يكون هذا الأمر بمثابة فرصة حقيقية بالتعرف على قدرات الأبناء.