الانتخابات المصرية: "ابتلاع" منافسي السيسي

رئيس أركان الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان
رئيس أركان الجيش المصري السابق الفريق سامي عنان

عمان-الغد- بدأت الانتخابات الرئاسية في مصر، والتي من المتوقع اجراؤها بين 26-28  اذار(مارس) المقبل تدخل مرحلة جديدة من الاطاحة بمرشحيها المنافسين للرئيس السيسي ، بدءا من رئيس الوزراء السابق احمد شفيق ومرورا بآخرين وانتهاء برئيس الأركان السابق سامي عنان الذي أعلنت النيابة العسكرية اعتقاله والتحقيق معه.اضافة اعلان
أمس وفي بيان له، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أن عنان لم ينه خدمته العسكرية حتى الآن، متهماً إياه بمحاولة إحداث وقيعة بين الجيش وقيادته إضافة إلى اتهامه بارتكاب جريمة التزوير، ليتم إدراجه بقاعدة بيانات الناخبين، في وقت تحدثت فيه بعض الأنباء، عن اعتقال عنان وبدء التحقيق معه بالفعل.
وفي وقت سابق، أعادت الإمارات العربية المتحدة أحمد شفيق إلى بلاده بعد أن أعلن عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، نافية أن يكون تسفير إلى القاهرة له علاقة بالانتخابات، في حين بقي بعيدا عن الأنظار إلى أن خرج الى الشارع المصري ببيان يعلن فيه تراجعه عن الترشح معتبرا أنه في هذه الفترة لا يستطيع أن ينجز أو يقدم جديدا.
 فيما أرجع العديد من المحللين قرار الفريق شفيق بالانسحاب من انتخابات الرئاسة لم يكن قرارا اختياريا، وإنما كان مضطرا عليه.
في وقت لاحق امس، اعلنت الصفحة الرسمية لحملة سامي عنان، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، اقتياد الفريق من جانب ممثلي جهات التحقيق لاستجوابه بشأن ما نُسب إليه من اتهامات.
كما أعلنت الحملة الانتخابية وقف نشاطها، بعد بيان القوات المسلحة.
وعقب البيان العسكري بشأن عنان، ظهر الارتباك على حملة المرشح الرئاسي خالد علي، وترددت أنباء غير مؤكدة تفيد بتفكيره في الانسحاب من سباق الرئاسة، قبل التقدم بأوراق ترشحه للهيئة الوطنية للانتخابات.
في هذه الأثناء، تبدو الانتخابات الرئاسية في اجواء تخلو من المنافسة الحقيقة، حيث لم يصمد واحد من المرشحين لغاية الآن من دون أن تحدث معه مواقف تعيده الى الانسحاب مثل الفريق شفيق أو تذهب به الى التحقيق مثل الفريق عنان وفق محللين.
الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بدأ أمس بإجراءات الكشف الطبي بعد إعلانه الترشح لفترة ثانية، استعدادًا للتقدم بأوراق ترشحه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، يبدو الأكثر حظوة بالمقعد الرئاسي والعودة إليه لولاية ثانية وفق كثير من المحللين.
السيسي الذي يحظى بدعم واسع لدى الشارع المصري، دعا الناخبين للخروج إلى صناديق الاقتراع ليظهروا للعالم حجم المشاركة في الانتخابات، مضيفا ‬"أتعهد لكم بأن تكون الانتخابات الرئاسية القادمة عنواناً للحرية والشفافية، وأن تتسم بتكافؤ الفرص بين المرشحين".
وعودا إلى الفريق عنان يرى الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء محمود زاهر في حديث لنقطة حوار، إن البيان الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يمثل في أساسه الدولة المصرية وليس المجلس العسكري فقط. غير أن زاهر يضيف أن كل تحفظات المؤسسة العسكرية على ترشح عنان، هي تحفظات ترتبط بالمفاهيم العسكرية، التي يتشربها العسكريون ويرتضون بها طالما اختاروا الانضواء تحت لواء تلك المؤسسة، وهي مفاهيم ترتبط بالأمن القومي وتحرص على عدم الإضرار به.
أصوات أخرى تقرأ المشهد السياسي ترى ان ترشح عنان حقيقة وليس تمثيلية، وان وجوده
قد يحول ما يمكن أن نطلق عليه مجرد "استفتاء" على إعادة انتخابات الرئيس السيسي، إلى منافسة حقيقية متوازنة وانتخابات بكل ما تعنيه الكلمة.
ففضلًا عن النفوذ القوي الذي يتمتع به الرجل في أوساط الجيش، نتيجة شغله موقع رئاسة الأركان على مدار 7 سنوات (2005 إلى 2012).
الرجلان يمثلان عنوانًا واحدًا لجيل من العسكريين المحسوبين على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبالتالي، يتمكن عنان من الاستفادة بنفوذ ما يسميه المحللون دولة مبارك، سواء في مؤسسات وأجهزة الدولة الأمنية والإدارية، أو حتى بين رجال الأعمال وفي أوساط عامة الشعب.
أما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين التي تسعى إلى تغيير الوضع الحالي ترى أن العلاقة مع عنان، والمصالح المتبادلة بين الطرفين، تدعو الى تنسيق أكبر في المرحلة المقبلة وفق مراقبين.
السيناريو الذي يفترض أن الفريق عنان سوف يترشح فعليًّا في الانتخابات، لا يخلو من توقعات بأن يسير على غرار سابقه شفيق، الذي تراجع عن خوض المعركة الانتخابية وسط ما أثير بشأن تعرضه لضغوط وتهديدات من قبل السيسي دفعته للتراجع، وهو ما يؤكده كلام الكاتب الصحفي عبدالله السناوي.
التلويح بإخراج ملفات قديمة وحساسة قد تعرض سامي عنان لملاحقات قضائية، تظل ورقة رابحة بيد السيسي لإثناء الرجل عن المنافسة.
في المقابل فإن كثيرين لم يستبعدوا فرضية أن يكون الحديث عن ترشح عنان مجرد فرقعة إعلامية لا أساس لها من الصحة، مستندين إلى أنه لم يعلن ذلك بشكل شخصي.
ويعزز هذا السيناريو ما يتردد بين الحين والآخر عن الحالة الصحية والنفسية للرجل السبعيني، وهو ما كان مثار كلمات مؤثرة أدلى بها المشير طنطاوي رفيق عنان في مختلف مراحل حياته.
وعلى العكس من هذا الصراع، يرى آخرون أن عنان في خندق واحد مع السيسي، وأنه لا خلاف بين جميع أبناء المؤسسة العسكرية على ضرورة أن يكمل السيسي تصدر المشهد، هؤلاء يذهبون إلى أن الإعلان عن ترشح عنان ليس إلا مخططا من صناعة السيسي نفسه، حتى تخرج الانتخابات بصورة تنافسية لائقة تدحض الاتهامات التي تلاحقها بأنها مجرد استفتاء.- (وكالات)