الانتخابات النقابية

منذ سنوات طويلة وتجري في النقابات المهنية انتخابات لاختيار المجالس النقابية التي تقودها.. وباستثناء حالات معدودة ومحدودة فإن غالبية الانتخابات التي جرت على مدار السنوات، كانت انتخابات ديمقراطية ونزيهة وشفافة.اضافة اعلان
كما، أن غالبية الحملات الانتخابية للقوى والتحالفات والقوائم المتنافسة في النقابات المهنية، حافظت على التنافس الشريف، فلم تتعرض بالاذى والسوء والتحقير والشتائم الشخصية للمرشحين والمتنافسين فيما بينهم، بل ركزت على الانتقادات الموضوعية المرتكزة على أعمال المرشحين وتوجهاتهم.
في الانتخابات النقابية بشكل عام، تركز القوائم المتنافسة والمرشحين على البرامج والاهداف والانجازات التي ستحققها القائمة في حال فوزها بالانتخابات.. لذلك، نرى برامج انتخابية هدفها تعزيز الانجازات التي تحققت، وتحقيق انجازات اضافية، طبعا مع انتقادات تطال الخطوات والقرارات التي اتخذت في النقابة التي تجري فيها الانتخابات، ولم تكن من وجهة المرشحين والقوائم مناسبة.
هذه الاجواء الديمقراطية في التنافس بالانتخابات النقابية، شهدتها بانتخابات نقابة اطباء الاسنان التي جرت الجمعة الماضية، فلقد كانت بحق عرسا انتخابيا ديمقراطيا.. فمرشحو القوائم المتنافسة يعرفون بعضهم، فلم يكن هناك، اساءات شخصية، لأي واحد منهم، وتركز التنافس بينهم على الاهداف والبرامج وما يمكن تحقيقه من انجازات لرفعة النقابة وتعزيز الانجازات والخدمات لصالح أعضاء النقابة.
وبالرغم من شدة التنافس بين المرشحين، وسخونة الانتخابات التي ظهرت من الحملات الانتخابية، وحشد الانصار، إلا أن جميع المرشحين وانصارهم حافظوا على هدوئهم وجرت الانتخابات بهدوء دون أي حوادث تذكر تشوه هذا الهدوء.
وفي نهاية الانتخابات، هنأ الخاسرون الفائزين بفوزهم، متمنين لهم العمل لصالح النقابة واعضائها، فيما تعهد الفائزون بالعمل لصالح النقابة واعضائها، وتعزيز خدماتها وتطويرها.
إن المراقب للانتخابات النقابية، يعرف المستوى الشديد للتنافس بين المترشحين، فيما يعتقد البعيد عنها، أن التنافس في أقل مستوياته، وذلك لابتعاد الاطراف المتنافسة عن الخوض في الأمور والشؤون الشخصية، والابتعاد عن الشتائم والمسبات، والتركيز على القضايا المهمة، والشؤون النقابية، وعدم الانجرار وراء تشويه السمعة للشخصيات المترشحة للانتخابات.
طبعا، لاتجري كل الانتخابات النقابية بهذه الانسيابية التي تحدثت عنها في الأعلى، فتحدث في بعضها تجاوزات ومخالفات، واستخدام للأمور الشخصية في الحملات الانتخابية، ولكنها في كل الأحوال تبقى محصورة ومحدودة، فيما يحافظ أغلبية المرشحين للانتخابات في كل النقابات المهنية على نظافة حملاتهم، والتركيز على القضايا الجوهرية.
أتمنى، أن تجري كافة الانتخابات في بلدنا، كما هي في النقابات المهنية، بحيث يتم التركيز على الجوهر، والابتعاد عن شخصنة الانتخابات، وتحويلها لمنصة للشتائم والاساءات الشخصية.