الانتخابات تحسم بالصوت العربي

زعيم القائمة العربية المشتركة أيمن عودة أثناء تصويته في الانتخابات الأخيرة.-(وكالات)
زعيم القائمة العربية المشتركة أيمن عودة أثناء تصويته في الانتخابات الأخيرة.-(وكالات)
معاريف يوسف حداد 14/11/2022 حملة انتخابات أخرى انتهت مع استنتاج واحد لسبب ما لم يتغلغل بما يكفي عميقا حتى اليوم: الانتخابات في إسرائيل تحسم بالصوت العربي، في اثناء الأسابيع التي سبقت الانتخابات استثمر المعسكران أموالا طائلة وجهودا في الجمهور العربي، سواء بتشجيع التصويت وتحفيز المصوتين العرب ام بالمحاولات لتنويم الميدان. في اثناء يوم الانتخابات تطلعت عيون الجميع نحو نسبة التصويت في المجتمع العربي لفحص اذا كان العرب يندفعون نحو صناديق الاقتراع ام لا؛ في منتهى يوم الانتخابات انتظر الجميع عد اصوات المصوتين للتجمع بل وصلى البعض لان يدخل الى الكنيست. نعم، حتى الناس الذي يعرفون انفسهم صهاينة املوا في أن يدخل إلى الكنيست الحزب الأكثر انعزالية الذي يعارض دولة إسرائيل كيهودية وديمقراطية. الصوت العربي حسم الانتخابات بعدة خطوات: انقسام القائمة المشتركة، هروب المقعد العربي من ميرتس، وبالطبع نسبة التصويت التي وان كانت ارتفعت عن المرة السابقة وبخلاف التقديرات، لكنها بقيت متدنية جدا عن نسبة الاقتراع القطري. ان فشل الاحزاب اليهودية في التوجه الى الصوت العربي حتى الآن بارز. فبدلا من محاولة تشجيع المجتمع العربي على الخروج للتصويت بالاحزاب العربية او كبديل البقاء في البيت ومقاطعة الانتخابات كان يمكنها ببساطة أن تعرض بديلا بنفسها وتحاول قيادة الجمهور العربي للتصويت لها. لكن لم يتمكن اي حزب من عمل ذلك، لم يضمن مقعدا لمندوبين عرب في مكان واقعي ولم ينفذ خطى تبرر التصويت لها في الجانب العربي. الجمهور العربي ذكي ومحاولة التعاطي معه كحجارة شطرنج في اللعبة السياسية فشلت. اما الان فمع قيام الحكومة الجديدة ستعيد السياسة العربية الاسرائيلية احتساب المسار من جديد. منصور عباس، الذي اتخذ خطوة نحو الاندماج والتأثير من الداخل، يجد نفسه عائدا الى المقاعد الخلفية للمعارضة، الى جانب شركائه السابقين وخصومه اليوم ايضا احمد الطيبي وايمن عودة. التجمع، الذي انجازات ممثليه حتى اليوم كانت التجسس لصالح حزب الله، المشاركة في اسطول مرمرة وتهريب الاجهزة الخلوية للسجناء الآمنيين، يجد نفسه لأول مرة خارج الكنيست. ستكون الأحزاب اليهودية مطالبة بحساب النفس في العلاقة مع الجمهور العربي. والحكومة الجديدة ستكون ملزمة بالعمل من اجل الجمهور العربي كي تثبت بانها تمثل ايضا المجتمع العربي الاسرائيلي وتتعاطى معه كجزء لا يتجزأ من الدولة. وبالذات على خلفية حملة التخويف ضد الحكومة التي ستقوم ورسائل التهديد التي تنشر منذ الان في المجتمع العربي عن خطوات ستعمل عليها الحكومة وتضر بعرب اسرائيل، من المهم أن نقول بانه لن يطرد اي عربي من الدولة وإسرائيل لن تصبح أبرتهايد. وما يزال واجب البرهان سيكون على الوزراء الجدد للدفاع قدما بعرب إسرائيل ومعالجة المسائل المشتعلة في اوساطهم وعلى رأسها الأمن الشخصي. في المجتمع العربي ستكن السنوات القادمة زمنا لسياقات جديدة. فالنفور من النواب العرب بلغ نقطة الغليان. والسنوات القادمة ستكون زمنا لنشوء قيادة عربية شابة؛ قيادة تحرس على مصالح الجمهور العربي لكن بالتوازي تدعم مصالح الدولة. قيادة تقول ان ما يهمها هو الناصرة، رهط وشفاعمرو وليس نابلس، جنين وغزة. وزعماؤها يقولون بصوت واضح انهم يعارضون العنف. في الانتخابات القادمة لن يتعاطى احد مع عرب اسرائيل كحجارة شطرنج، والكل سيفهم بان الصوت العربي هو اللاعب المركزي على الملعب السياسي في إسرائيل. مدير جمعية "معا متكافلون"اضافة اعلان