الانتداب الأميركي..أشواق لأوباما

يديعوت أحرونوت

أليكس فيشمان  3/4/2017

الانتداب الذي تلقاه جيسون غرينبلت من الرئيس ترامب هو التواصل إلى صيغة تسوية في الشرق الأوسط في غضون سنة. وقد وصل غرينبلت إلى إسرائيل في الشهر الماضي بزعم أنه مثابة تلميذ، ولكن يتبين أن الرجل لا يتعلم بسرعة فقط بل بدأ منذ الآن يربط الخيوط. والشرق الأوسط – بدء بمسؤولين وانتهاء برئيس وزراء إسرائيل، يسير حوله على أطراف الأصابع.اضافة اعلان
خلف غرينبلت لا يقف رئيس مع ايديولوجيا ترى في إنهاء النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني رؤيا وأمنية تمهيدا للحصول على جائزة نوبل للسلام. فقد تبنى ترامب فكرة الأشخاص المركزيين الثلاثة في مجال الأمن الذين يحيطونه: وزير الدفاع الجنرال جيمس ماتس، رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال جون كيري ورئيس وزارة الامن الوطني الجنرال هـ. ر. ماكماستر.
وكان الجنرالات الثلاثة هؤلاء قادوا القوات في العراق وفي أفغانستان واطلعوا على مدى السنين على تقارير استخبارية أشارت الى النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني كعامل يجعل صعبا على القوات المسلحة الاميركية الوصول الى الإنجازات اللازمة في هذه النزاعات. وعلى حد فكرهم، فإن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هو عائق يجب ازالته عن الطريق من أجل التقدم في المصالح الأمنية، الاقتصادية والسياسية للادارة الامريكية في العالم العربي. ان إنهاء النزاع، حسب هذا الفكر، سيساعد الإدارة ايضا في انهاء قضية داعش كتهديد اقليمي وعالمي.
هكذا بحيث أن موقف ترامب من المستوطنات، من المناطق ج، من نقل السفارة إلى القدس وما شابه ليس مصابا بالرومانسية بل تحركه مصلحة استراتيجية أميركية صرفة. وتصميم غرينبلت، بتكليف من رئيس من شأنه أن يرد بشكل غير متوقع اذا ما فشلت الصفقة الشرق أوسطية التي يعدها – يدفع الى أن ترتعد الفرائص في القدس. وبالفعل، فإن المداولات في الكابنت يوم الخميس الماضي والتي عنيت بتجميد متدرج للمستوطنات وبادرات طيبة واسعة في المناطق ج – حسب الطلب الأميركي – جرت في صمت اعلامي غير تقليدي. في القدس بدأوا يشتاقون لاوباما في وقت مبكر اكثر مما كان متوقعا.
في الاسبوع الماضي، في احتفال الوداع للقائم بأعمال رئيس مجلس الامن القومي، يعقوب ناغل، أثنى رئيس الوزراء عليه وقال انه حقق اتفاق المساعدات الأمنية الاكبر الذي حصلت عليه إسرائيل في أي وقت من الاوقات. ولوحظ الوزير شتاينتس وهو يقول بهدوء: "من حظنا أننا عقدنا الصفقة مع الادارة السابقة". لقد بدأوا عندنا بالادراك بانه مع كل العداء للسياسة الإسرائيلية في المناطق، فقد ساهم اوباما في أمن اسرائيل أكثر من أي رئيس أميركي آخر. ففي فترة ولايته تلقت اسرائيل، اضافة الى المساعدات الامنية السنوية الدائمة بمبلغ 3 مليار دولار، علاوة 200 مليون دولار بمتوسط سنوي لمشاريع خاصة. واذا لم يكن هذا بكاف، فقد رتب أوباما لجهاز الامن ميزانية ثابتة للعقد القادم، سيسمح له بأن يتحرك دون قلق مالي.
من شأن ترامب أن يكون أقل لطفا بكثير اذا ما خرب سموتريتش وارئيل على صفقته. وعندما يعلن أبو مازن انه يسافر للقاء مع ترامب وهو متفائل جدا يجب أن يشتعل ضوء أحمر في مكتب رئيس الوزراء. لقد كان اوباما "إمعة": فقد حدد لإسرائيل "خطوط حمراء" في المستوطنات، ولكنه لم يجبي منها ثمنا حين اجتازتها. فقد سيتصرف ترامب اذا ما افشلته في المفاوضات الإقليمية؟ لا يمكن أن نعرف. ولكن عندما لا يحصل على ما يريده – فانه يعاقب.
ترامب لم يتردد في مطالبة حلفائه الأقرب – اليابان، كوريا الجنوبية والمانيا – بأن يزيدوا جدا حجم ميزانياتهم الامنية، لانه غير مستعد بعد اليوم لأن يتحمل اساس عبء الدفاع عن أمنهم. وهذه دول غنية. فأي سبب لديه كي لا يطلب ذلك من إسرائيل ايضا، اذا لم تبدي المرونة السياسية المطلوبة منها.
لم يتبقَ لرؤساء جهاز الأمن الا أن يأملوا وهم على طاولة عشاء الفصح بانه اذا لم يضف ترامب أغورة لميزانية الدفاع – فهذا يكفينا. اذا ما تركنا لحالنا ولم يلمس ميزانية المساعدات الامنية التي اعطانا اياها اوباما – فهذا يكفينا.