الاهتمام بالجانب النفسي للطفل يبدأ منذ لحظة الولادة

7iuswlq9
7iuswlq9

علاء علي عبد

عمان- غالبا ما ينصب اهتمام الوالدين بالصحة الجسدية لأطفالهما من خلال توفير الغذاء الصحي لهم، فضلا عن الحرص على منحهم المطعومات اللازمة لتوفير قدر معقول من الحماية لهم من الإصابة بعدد من الأمراض المختلفة.اضافة اعلان
لكن، وعلى الرغم من حرص الوالدين على صحة أطفالهما، إلا أن غالبيتهم لا يولون الأهمية الكافية لصحة الطفل النفسية، وذلك اعتقادا منهم أن الاهتمام بالجانب النفسي يمكن أن يبدأ بسن المراهقة مثلا، لكن الواقع أن الاهتمام بالجانب النفسي للطفل يبدأ منذ لحظة ولادته، ويكفي أن نعرف أنه حتى الرضاعة الطبيعية تعمل على إنشاء روابط نفسية قوية بين الأم ووليدها تمنحه شعورا بالاطمئنان الذي يحتاجه. من خلال ما سبق، يمكن أن نستخلص الأهمية الكبيرة للصحة النفسية للطفل وضرورة منحها الاهتمام الكافي من قبل الوالدين، وللوصول لهذا الأمر، يمكن الاستفادة من النصائح الآتية:

  • علم طفلك “لغة الأحاسيس”: من الأشياء المهمة التي ينبغي على المرء تعليمها للطفل أن يدرك طبيعة الإحساس الذي يمر به سواء أكان إيجابيا أم سلبيا، ومن ثم القدرة على التعبير عن هذا الإحساس بكلمات واضحة. عندما لا يعلم الطفل كيفية فهم مشاعره يشعر بالحيرة، فمثلا يمكن للطفل أن يخلط بين شعوره عندما حصل على علامة متدنية في امتحانه المدرسي، وبين شعوره عندما لم يقم زميله بإعادة قلمه الذي استعاره منه.
    كلا الشعورين يمكن أن نصفهما بأنهما من المشاعر “السيئة”، لكن عندما يتمكن الطفل من فهم مشاعره يكون أقدر على التعبير عنها ومساعدته على تجاوزها بالشكل الصحيح. أيضا، نجد الكثير من الأطفال يلجؤون للصمت عندما يتعرضون لمشكلة ما، ظنا منهم أن المشاعر التي يمكن التعبير عنها هي السعادة والفرح، أما المشاعر السلبية فمن المخجل التعبير عنها، وهذا خطأ جسيم، فالطفل يجب أن يعتاد التعبير عن أحاسيه والتفريق بينها بشكل سليم وواضح.
  • احرص دائما على أن تضع نفسك مكان طفلك: عندما يتعرض الطفل لمشكلة ما، ينبغي أن تحرص على الاستماع له قبل أن تبدأ بنصحه أو إظهار غضبك منه. فهذا الإصغاء يمنح الطفل مزيدا من الثقة بنفسه ويجعله أكثر تقبلا للنصيحة التي تقدمها له. أيضا لو وجدت طفلك حزينا أو غاضبا لدرجة كبيرة، حاول أن تستمع له بشكل متعمق وتدرك سن الطفل بحيث لا تتوقع منه أن يتصرف بالحكمة التي يمكن أن تبدو لك غاية في الوضوح. عندما تتقبل مشاعر طفلك وتستوعبها، يكون الطفل أكثر قابلية للاستماع لنصيحتك وتنفيذها باقتناع تام.
  • انتبه جيدا لسلوك طفلك بشكل عام: في بعض الأحيان، قد لا يعبر الطفل عن كونه يمر بمشكلة ما إلا عن طريق سلوكياته. فلو وجدت أن طفلك سريع الغضب أو أن مشاكله مع الأطفال من الجيران أو من المدرسة في ازدياد، فاعلم أن هناك على الأغلب مشكلة تتطلب تدخلك، فضلا عن أهمية تعليم الطفل “لغة المشاعر”، ليستطيع التعبير عما يشعر به.