الاهلي وريال مدريد

 

تيسير محمود العميري

الخسارة القاسية التي تعرض لها فريق الاهلي المصري الشقيق امام نظيره باتشوكا المكسيكي في بطولة العالم للاندية، كشفت بما لا يدع مجالا للشك بأن الوصول الى القمة اسهل من المحافظة عليها، وان ما حققه الاهلي من نتائج ايجابية على الصعيدين المصري والافريقي وحتى الدولي اثلجت صدور انصاره وافرجت اساريرهم، كما كشفت الخسارة بأن الاهلي وبعد فوزه باللقب الافريقي الاخير دخل في عنق الزجاجة وبات غير قادر على تحقيق ذات النتائج الرائعة التي جعلت نفرا من انصاره يعتقدون ان في مقدور الاهلي ملاقاة مانشستر يونايتد في المشهد النهائي وربما العودة من اليابان بالكأس ايضا!.

اضافة اعلان

اذن هي الثقة المفرطة التي تجعل الجمهور لا يفكر سوى بالفوز ويرفض الاعتراف بأن الخسارة هي الوجه للعملة الرياضية، وتجعل الجمهور يعتقد بأن فريقه المفضل او منتخب بلاده في مقدوره تحقيق الفوز على الدوام والبقاء فوق القمة.

من يدقق النظر في حالة الاهلي المصري يمكنه ان يشخص العلة التي اصابته مؤخرا، رغم ان البعض اعتقد بأن سبب خسارة الاهلي تكمن في الخوف وهذا مناف للحقيقة لأن خبرة الفريق كبيرة للغاية، فقد وصل اللاعبون الى حالة تتراوح بين "الاشباع الكروي" و "الاجهاد الجسدي" نظرا لكثافة عدد المباريات التي يخوضها الفريق، دون ان يحصل اللاعبون على قسط وافر من الراحة التي تمكن اللاعبين من التقاط انفاسهم ومعالجة اصاباتهم، لا سيما وان الاهلي وقع في شرك التركيز على عدد محدود من اللاعبين دون ان يوسع دائرة الاختيار.

مرة اخرى يجب التأكيد بأن اللاعبين بشر وليسوا الات توضع فيها النقود فتدور وتسجل اهدافا، واللاعبون يحتاجون الى الراحة الضرورية بدلا من حالة "الاستهلاك الجائر" التي يعانون منها.

وغير بعيد عن الاهلي سقط العملاق الاسباني ريال مدريد بالضربة القاضية امام خصمه التقليدي برشلونة، لكن يحسب للمدريدي انه لعب بفريق لم تنقصه الروح المعنوية العالية في ظل غياب نحو ثمانية من الاعمدة الاساسية الذين اسقطتهم اصابات الملاعب.

ترى هل تركز انديتنا فيما يجري حولها وتتيقن بأن توسيع رقعة الاختيار في الفرق تعود بمكاسب عديدة، بدلا من التركيز على عدد محدود من اللاعبين ثم الاجهاز عليهم من دون قصد.

[email protected]