البابا نتنياهو

هآرتس

كارولينا لندسمان

15/1/2015

لمعرفة نتنياهو: يوجد في العالم يهود ليسوا اسرائيليين، وفي اسرائيل يوجد اسرائيليون ليسوا يهودا. اليهود الذين هم ليسوا اسرائيليين عددهم 7 ملايين نسمة، كعدد اليهود الذين يعيشون في اسرائيل.اضافة اعلان
وبشكل عام لا يدور الحديث عن أبناء الطوائف غير المعروفة في دول العالم الثالث الذين هم غير مربوطين بالانترنت ولم يسمعوا عن دولة اسرائيل. ولم يسمعوا عن حق العودة ولم يسمعوا عن اكتشاف شلدون أدلسون. هؤلاء اليهود سمعوا وسمعوا عن دولة اسرائيل ويعرفون حقوقهم جيدا المعطاة لهم حسب قانون العودة وليس كلفتة من نتنياهو الإنساني الداعي الى الهجرة الى اسرائيل بدعمه وبتمويله.
ومع ذلك، وعلى رغم جهود الدولة في تشجيع هجرتهم، ورغم الامتيازات الاقتصادية التي تعرضها عليهم، فانهم ما يزالون يفضلون العيش كمواطنين في دولهم. الكثير في اسرائيل لم ينجحوا في فهم ما هي المشكلة في أن يستغل نتنياهو الفرص لاعتداء ارهابي ويدعو يهود العالم للهجرة الى اسرائيل. لفهم ذلك كإمكانية حقيقية وليس ككلمات مترابطة في جمل، يبدو أنه على الأغلب يستطيع هؤلاء فهم امكانية أن يكونوا يهود فرنسا، ولكنهم مقيدون في امكانية فهم أن يكونوا فرنسيين يهود. إن التطلع الى خلق التماثل بين اليهودي والاسرائيلي ربما هو جوهر تراث نتنياهو وجزء من التشويش الذي فرضه على الاسرائيليين في فترات ولاياته. لقد قاد نتنياهو مسيرة الابتعاد عن الاسرائيليات والعودة الى الشخصية اليهودية، ولكن تلك الشخصية التي وصفت من قبل الصهيونية الدينية أنها حركة نقلت كل ثقلها من بناء البيت القومي اليهودي الى الخلاص المرتبط بعودة صهيون، وخلقت تماثلا بين اليهودي والاسرائيلي، هي عملية تُضلل الجميع، اليهود المتدينين والعلمانيين، واليهود الذين ليسوا اسرائيليين والاسرائيليين الذين ليسوا يهودا.
إن توجه نتنياهو الى يهود فرنسا ودعوتهم الى الهجرة يعبر عن بلبلة لديه تتعلق بمكانته في العالم. نتنياهو هو رئيس حكومة اسرائيل، وليس البابا اليهودي الذي يستطيع التوجه من فوق رؤوس جميع قادة الدول الى أبناء طائفته الموزعين في العالم. الاميركيون اليهود هم اميركيون، والفرنسيون اليهود هم فرنسيون، والارجنتينيون اليهود هم ارجنتينيون.
7 ملايين انسان يعيشون بانسجام داخل قوميات غير اسرائيلية وحياتهم تجري في دول أخرى ثقافتها ولغتها وشخصيتها السياسية والمدنية مرتبطة حقا بدول اخرى. اضافة الى ذلك فإن النص الثانوي في دعوة نتنياهو لليهود للهجرة الى البلاد يتعارض مع فترة الكارثة التي لم يكن فيها لليهود مكان للتوجه اليه، وفي هذه المرة يوجد لديهم هذا المكان: دولة اسرائيل. ويُفهم من ذلك أن الاتحاد الاوروبي محكوم من قبل المانيا النازية، والفرق الجوهري بين الماضي والحاضر هو أنه في الماضي توجهت المانيا الى المواطنين اليهود الذين يعيشون فيها. فما شأن ذلك بما يحدث في فرنسا الآن.
واذا تحدثنا عن الدولة التي تعمل ضد مواطنيها فإن اسرائيل نتنياهو تقود بالضبط الى مسيرة كهذه، الى سلسلة من التشريعات العنصرية وعلى رأسها قانون القومية. واذا وجدت دولة غربية ديمقراطية تتنكر بشكل واضح ومن خلال التشريع للإقلية القومية التي تعيش في أوساطها، فهي حقا اسرائيل.