البترا أعجوبة الدنيا

خلال الأيام القليلة الماضية كانت البترا المدينة الوردية وأعجوبة الدنيا مثار اهتمام استثنائي خشية عليها من محاولات تشويه تاريخها بالادعاء بأحقية اليهود بها وبجنوب الأردن عبر فيلم "جابر والصخرة" قيد التصوير في الأردن.اضافة اعلان
وفي الوقت الذي لم تنته فيه الضجة التي أثارها الفيلم، وانسحاب الفنان والمخرج الأردني علي عليان وممثلين أردنيين آخرين من العمل بالفيلم، انشغلنا بمشروع القانون المعدل لقانون سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، والذي اعتبره نواب وفاعليات شعبية ونقابية يسمح بتملك إسرائيليين لمشاريع استثمارية في البترا.
الحرص الأردني على البترا وكل المناطق والمدن في الأردن ليس جديدا، فالأردني يدافع عن وطنه بكل ما يملك، ويحرص على كل حبة تراب فيه، ولكن هناك حساسية شديدة تجاه الكيان الإسرائيلي، حيث هناك قناعة راسخة بأن الأطماع الإسرائيلية في الأردن حقيقية وليس من نسيج الخيال، وهناك أدلة ومؤشرات كثيرة على ذلك، يعرفها الأردنيون، ويتعاملون معها بمنتهى الجدية.
الأردني، وبرغم اتفاقية وادي عربة الموقعة مع إسرائيل، لا يرى في هذا الكيان دولة حقيقية، وانما كيان غير شرعي أقيم على أرض عربية، وأن هذا الكيان الغاصب له أطماع في الأردن لم تنته، ويحاول دائما تشويه وطنهم، وربطه باليهود، بإيحاء بأن لهم حقا فيه.
لذلك، فإنه أمر طبيعي، أن تكون ردة الفعل الشعبية غاضبة تجاه أي محاولة لتشويه التاريخ الأردني لصالح هذا الكيان، ويتعامل بحذر شديد مع الخطوات أو القرارات التي يمكن من خلالها للإسرائيلي من الدخول إلى وطنه، أو استملاك أراض فيه، بذريعة الاستثمار أو غيرها من الذرائع الباهتة.
لهذا رأينا، تحذيرات نيابية وشعبية من السماح للإسرائيليين بالتملك في المدينة الوردية.. فبالرغم من الرغبة بتشجيع الاستثمار في اقليم البترا، وفي كل الجنوب، إلا أن هناك خشية من تسلل الإسرائيليين بذريعة الاستثمار إلى هذه المناطق الغالية على كل أردني.
ولهذا كان من الضروري، أن تأخذ الحكومة بعين الاعتبار عن صياغة مشروع القانون المعدل لقانون سلطة إقليم البترا التنموي السياحي هذه المحاذير، فلايجوز فتح الاستثمار للجميع في البترا، أو في غيرها من الاماكن والمواقع السياحية أو حتى في أي مكان في الأردن.
وحينما يجب أن تتحدث الحكومة عن تشجيع الاستثمار الخارجي في الأردن، عليها استثناء الإسرائيلي من ذلك، فهدف الإسرائيلي ليس الاستثمار وجلب الخير للأردن والأردنيين، وانما تحقيق اهدافه الخبيثة والتي لا تخفى على أحد.