البترا.. إغلاق مئات المنشآت وتسريح آلاف الموظفين

شارع الفنادق في مدينة البترا بلا حركة سياحية - (الغد)
شارع الفنادق في مدينة البترا بلا حركة سياحية - (الغد)
حسين كريشان البترا - يعاني سكان لواء البترا والبالغ تعداده زهاء 37 ألف نسمة، يعتمد 80 % منهم على قطاع السياحة الأجنبية، من تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع الحركة التجارية، بعد استمرار توقف تدفق السياحة الوافدة، نتيجة تداعيات جائحة " كورونا" منذ شهر آذار (مارس) الماضي، ما تسبب في إغلاق مئات من المنشآت السياحية والمحال التجارية، وفقدان آلاف العاملين فيها لوظائفهم. ويؤكد عاملون في محال تجارية، أن ركودا ملحوظا شهدته الحركة التجارية السياحية أدى إلى انخفاض مبيعات المحال التجارية إلى أكثر من 75 % وتراجع القوة الشرائية للمواطنين، جراء توقف النشاط السياحي، مشيرين الى أن الكثير من المحال أضحت لا تغطي كلفها التشغيلية. واعتبر سكان أن مدينة البترا الاكثر تأثرا بالجائحة، نظرا لما تشكل السياحة من دخل رئيس لغالبية سكان اللواء، وهو ما دفع أصحاب المنشآت السياحية إلى تسريح موظفين وعمال لوقف خسائرها، جراء الكلف التشغيلية العالية من أجور محال وضرائب ورسوم وغيرها، في مقابل انعدام الحركة التجارية. ويواجه سكان البترا أزمة كورونا منذ منتصف آذار (مارس) الماضي التي ألقت بثقلها على نشاط المنشآت السياحية كالفنادق، والمطاعم السياحية، ومكاتب السياحة، والتحف، والمشاغل الحرفية والتجارية والأيدي العاملة، وسط دعوات من ممثلين عن هذه القطاعات لجميع المستويات الرسمية للتحرك لدعم هذه القطاعات، للخروج من هذه الحالة المتأزمة التي يعاني منها مجمل أصحاب المنشآت السياحية، خوفا من حدوث انهيار جديد للاقتصاد في المنطقة، والذي اصبح هاجسا يقلق الجميع، بعد أن عجز البعض منها عن تأمين نفقات العاملين والأجور وتسديد الديون المتراكمة. وطالب هؤلاء السكان، الحكومة بشمولهم بالإعفاءات وحزم المساعدات، وتأجيل الأقساط المترتبة على المنشآت السياحية والتجارية في البترا للبنوك، إضافة إلى الاعفاء من الضرائب، مشيرين أنهم ومنذ توقفت حركة السياحة في المدينة الاثرية، ضمن إجراءات الحكومة للوقاية والحد من انتشار فيروس كورونا، أصبحوا غير قادرين على الإيفاء بكلف التشغيل وأجور المواقع والعمال، نتيجة تعرضهم لخسائر فادحة وتراكم في الأجور والقروض في منطقة سياحية يعتمد غالبية سكانها على الدخل المتأتي من السياحة الوافدة. ويقول أحد تجار المنطقة محمد العمرات، إن الفترة الحالية تشهد فيها أسواق المدينة ركودا تجاريا، معتبرا أن توقف السياحة الاجنبية عامل أساس أدى الى هذا التراجع الذي انعكس أيضا على أوضاع العاملين في هذه المحال، مبينا أن هذه الفترة من كل عام كانت تشهد حراكا تجاريا نشطا نتيجة زيادة أعداد السياح القادمين للمدينة. ويشير صاحب احد المطاعم السياحية هشام المساعدة، إلى المعاناة التي يعانيها قطاع المطاعم في البترا جراء توقف السياحة، والذي أثر بشكل واضح على دخل المطاعم والأيدي العاملة فيها، ما أوصلها إلى مرحلة العجز عن سد كلفها التشغيلية، مادفعه الى ترك المطعم السياحي الذي قام بتجهيزه قبل الجائحة وإنهاء عقود العاملين فيه، مشيرا الى تكبده خسارة فادحة تقدر بحوالي 30 الف دينار. ويرى محمد المشاعلة وهو موظف في القطاع السياحي، أن توقف السياحة الوافدة الملحوظ، أدى إلى تدني دخول العديد من الأسر، لاسيما وان الكثير منها تعتمد بشكل مباشر على عوائد الحركة السياحية، وهذا انعكس على القوة الشرائية واضطرار العديد من هذه العائلات إلى تقنين مصروفاتها، اذ وصل الوضع وحسب ما يصفه الى “حافة الكارثة”، من حيث تراجع مبيعات المحال التجارية السياحية بشكل كبير يتجاوز الـ75 %. وبين رئيس جمعية أصحاب محال بيع التحف السياحية أحمد الهلالات، أن عددا كبيرا من المحال اغلق ابوابه وباتت محالا اخرى مهددة بالإغلاق بشكل نهائي، بعد ان تعرضت الى خسائر فادحة نتيجة توقف حركة البيع، الامر الذي جعلهم عاجزين حتى عن تغطية أجور محلاتهم، فضلا عن تسديد كلف التشغيل وفواتير الكهرباء، ما انعكس سلبا على أسرهم من حيث تأمين احتياجاتهم المعيشية. وبين أن قطاع التحف لم يعد مجديا في ظل الانتكاسة السياحية التي تعيشها البترا، منذ توقف السياحة الاجنبية ، بسبب تداعيات أزمة "كورونا". ودعا الهلالات، الحكومة إلى دراسة أمر توقف الحركة السياحة وانعكاسه على واقع الحركة التجارية في اللواء، وإقامة صندوق مخاطر سياحية وإعفاء القطاع السياحي في البترا من الضرائب والتراخيص. من جهتها، أشارت مصادر في سلطة اقليم البترا، أن السلطة أعلنت عن اعفاءات وتخفيض للأجور للمستأجرين لديها، وسط دعوات بأن يحذو بقية المالكين حذوها في الوقوف إلى جانب من تضرروا من الجائحة. وقالت المصادر إنه ومنذ توقف السياحة الاجنبية، أعلنت الحكومة عن خطة إنقاذ للقطاع السياحي في الجنوب بمرحلته الأولى، عبر تشجيع السياحة الداخلية، لكن آمال العاملين في القطاع هناك غير معقودة على هذا النوع من السياحة. وبينت أنه ومع بدء انتشار جائحة كورونا في العالم، وإغلاق الحكومة للمعالم السياحية والمطارات لمواجهة تفشي الفيروس، انتكس القطاع السياحي من جديد، ولم يتعطل عمل السياحة في البترا وحسب، وإنما توقف كليا وشل حركة الحياة هناك وهو ما أثر بطبيعة الحال على القطاع السياحي وما تتصل به من مؤسسات وشركات وأيد عاملة. وأضافت أن البعض انقطعت دخولهم، فيما قلت دخول آخرين، وهذا بالتأكيد انعكس سلبيا على واقع حركة التجارة ومختلف القطاعات في اللواء.اضافة اعلان