"البترا": استثمار توقف السياحة بتنفيذ بنية تحتية

من أعمال مشاريع البنية التحتية والمرافق الخدمية في الموقع الأثري بالبترا - (الغد)
من أعمال مشاريع البنية التحتية والمرافق الخدمية في الموقع الأثري بالبترا - (الغد)

حسين كريشان

البترا - استغلت سلطة إقليم البترا، توقف جميع الأنشطة المرتبطة بالسياحة في تهيئة وتوفير العديد من المرافق والبنى التحتية والتجهيزات والاحتياجات والمستلزمات لخدمة السياح والسكان، رغم الأزمة المالية التي تعصف بها، بهدف الحفاظ على معالم المدينة النادرة وإبرازها بالصورة الأجمل، في مرحلة ما بعد كورونا.اضافة اعلان
بيد أن توقف النشاط السياحي في مدينة البترا الأثرية بنسبة 100 % منذ آذار (مارس) الماضي، بسبب تداعيات جائحة كورونا، دفع سلطة الإقليم الى خيار اللجوء الى الاقتراض، الناجم عن انخفاض حاد في الإيرادات المتأتية من عوائد السياحة، من أجل مواصلة استمرار أعمالها ونشاطها في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمرافق الخدمية، ما وضعها أمام تحد مالي كبير تواجهه.
ولم تشهد مدينة البترا توقف أي مشروع خدمي على خلفية الإجراءات المتبعة لمرض كورونا؛ حيث أطلقت الجهات الرسمية في "السلطة" مشاريع ومرافق جديدة تم المباشرة فيها بوصفها مصدرا للنمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، الى جانب فتح مسارات جديدة تهدف الى تنويع المنتج السياحي المقدم في المدينة من أجل استقطاب مزيد من الزوار، وإطالة مدة إقامة السائح.
ويقول مسؤولون في البترا "لم تؤثر أزمة كورونا التي تمر بها المنطقة على سير تنفيذ المشاريع والأعمال الخدمية التي تنفذها الجهات الرسمية في لواء البترا"، مؤكدين أن جميع المشاريع تعمل بكامل طاقاتها القصوى، رغم تخوف المواطنين من الإصابة بالمرض.
وقالوا إن ذلك لم يمنع العاملين من مزاولة العمل، وفق إجراءات احترازية وقائية وصحية لهم.
ومن جهته، يؤكد رئيس سلطة إقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات، أن السلطة تواجه تحديا ماليا كبيرا في ظل انعدام حركة السياحة التي تعد الإيراد الرئيسي للسلطة، الأمر الذي دفع السلطة إلى التوجه نحو الاقتراض للاستمرار في تنفيذ مشاريعها الحالية والمستقبلية.
وأشار الفرجات إلى أن السلطة عملت في هذا الاتجاه على العديد من السيناريوهات، ما أدى إلى إكمال مسيرة الإنجازات خلال العام 2020، وتقديم موازنتها للعام 2021 لدائرة الموازنة العامة، مبينا أن السلطة تعمل حالياً بالتشاور والتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص للبحث عن مصادر تمويل للمشاريع المستقبلية حفاظا على ديمومة العمل.
وأوضح أن السلطة استثمرت الوقت في العمل في المحمية  الأثرية، رغم تداعيات جائحة كورونا وآثارها السلبية على العالم بما فيه الأردن.
وقال الفرجات، إن السلطة عملت على استغلال الوضع القائم بشكل إيجابي؛ حيث انعكس على الموقع الأثري من خلال المشاريع التي تم تنفيذها خلال العام الماضي، وإعادة تقييم المسار الرئيسي بما شكل فارقاً في تحسين واقع الحال فيه وبما يضمن تطبيق توصيات خطة إدارة المحمية التي تم إطلاقها العام قبل الماضي، بالتعاون مع دائرة الآثار العامة واليونيسكو.
وأضاف أن السلطة أطلقت خلال العام 2020 مشروع إعادة ترميم السدود والمصاطب في منطقة "الهريمية" بمحمية البترا الأثرية، بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي والمنظمة الدنماركية للإغاثة.
ويهدف المشروع إلى حماية الموقع الأثري من خطر الفيضانات، التي قد يتعرض لها خلال فصل الشتاء، من خلال إعادة ترميم النظام المائي في المنطقة.
وبين الفرجات أن السلطة عملت على تأهيل أرضية السيق وتنظيف القنوات فيه، إضافة إلى إعادة تأهيل السدود بما يحافظ على خصوصية المكان ويناسب طبيعته، وعمل الربراب على جوانب السيق.
كما عملت السلطة، وفق الفرجات، على إعادة تأهيل شارع الواجهات في الموقع الأثري، من خلال إعادة تأهيل جوانب مكان جريان السيول باستخدام صناديق الجابيون، وإعادة تأهيل العبارات وتنظيف المجرى من الحجارة والطمم، إضافة إلى إعادة تأهيل درج المذبح من خلال ترميمه، كما انتهت، وبالتعاون مع "اليونيسكو"، من المرحلة الأولى لإعادة تأهيل المسارات الموجودة في منطقة البيضا.
وبين أن كوادر السلطة، انتهت من مشروع إعادة تأهيل مجرى السيل الواصل من منطقة شارع الواجهات وصولاً للمدرج؛ حيث يهدف العمل إلى إعادة رسم مسار الوادي وتوسيعه لاستيعاب تدفق المياه للمنطقة وتخفيف حدة جريان السيول فيها وحماية الواجهات الأثرية وعمل مسار على الجانب الآخر من الوادي من مدخل مسار "عنيشو" وصولا للمدرج.
وأوضح أن السلطة استغلت فترة توقف الحركة السياحية للارتقاء بالبنية التحتية فعززت العمل في تنفيذ عدد من المشاريع، أبرزها تطوير الشارع السياحي وإعادة تأهيله؛ حيث تضمن المشروع معالجة التشوهات البصرية في جسم الطريق والتي تشمل أعمدة الكهرباء والاتصالات وتحويلها إلى شبكات أرضية، وربط الشارع الشرياني بالشارع السياحي الذي من المتوقع أن ينتهي العمل به خلال العام الحالي.
ويؤكد الفرجات، أن الآمال تنعقد على انتهاء جائحة كورونا وعودة العمل على زيادة الطلب السياحي، ومواكبة هذا التسارع بتفاعل أكبر مع المنتج السياحي المقدم للزائرين، ولا يكون هذا إلا بزيادة الغرف الفندقية في مدينة البترا، وتعويض النقص في حافلات النقل المجهزة، وتطوير البنية التحتية من طرق وخدمات واستراحات.
ولفت أنه ومنذ بدء جائحة كورونا انخفضت حركة السياح الأجانب بنسبة ما يقارب 100 %، مبينا أن
80 % من سكان المنطقة يعتمدون على قطاع السياحة الأجنبية، ما تسبب في تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع الحركة التجارية، بعد استمرار توقف تدفق السياحة الوافدة، نتيجة تداعيات جائحة كورونا، مؤكدا أن السلطة تقوم وبالتشارك مع الشركاء، وعلى رأسهم وزارة السياحة بالتنسيق مع الحكومة، من أجل دعم القطاع السياحي في المنطقة حاليا، بعد أن تم إقرار صندوق المخاطر السياحية وعلى أساسه سيتم دعم القطاع السياحي في المنطقة.