البترا الأثرية: تراجع مخاوف الفيضانات مع تطوير"الإنذار المبكر"

جهاز إنذار فيضانات في مدينة البترا الأثرية - (الغد)
جهاز إنذار فيضانات في مدينة البترا الأثرية - (الغد)
حسين كريشان البترا – ساهمت إعادة تطوير وتحديث أنظمة وأجهزة الانذار المبكر لـ" تحذير سكان مدينة البترا الأثرية وزوارها" قبل وصول الفيضانات الجارفة إلى منازلهم بتراجع حدة مخاوفهم، في كل موسم شتاء. وكان السكان في "المدينة الوردية" يعيشون على وقع هواجس وقلق من خطر مداهمة السيول السريعة والمفاجئة منازلهم، مع أي تساقط للأمطار يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في” أودية السيل”، التي تخترق تجمعاتهم السكنية وتشكل خطرا على حياتهم. وأشار سكان إلى أن “أودية سيل البترا” تعد الأكثر خطرا على سكان المدينة والسياح الزائرين إليها، مشيرين إلى أنه وخلال الحوادث الاخيرة من تدفق السيول، اعطى نظام الانذار المبكر لقراءات كميات الامطار معطيات تعامل معها المسؤولون، فأطلقوا تحذيرات سبقت المياه الجارفة عبر هوائيات تربط أجهزة رصد موزعة لمراقبة اودية المنطقة. ويقول خبراء ومختصون إن نظام الإنذار المبكر في مدينة البترا السياحية، يسهم في حماية التجمعات السكنية ومرتادي الموقع الأثري في المنطقة من اخطار السيول وتداعيات فصل الشتاء. وأشاروا إلى أن النظام يعمل بعد اعادة تحديثه، في إخبار السكان والزائرين، أن هناك فيضانات مفاجئة تقترب من المنطقة وأن عليهم اتخاذ اجراءات لحماية انفسهم او الانسحاب قبل وقت كاف من وصولها للمكان، معتبرين أن هذا النظام يشكل لبنة أساسية في منظومة الوقاية والتعامل مع الفيضانات قبل وقوعها. وقالوا إن النظام يعد الاول من نوعه في المملكة والثاني على مستوى الشرق الاوسط، مضيفين أنه جرى تثبيت صافرات إنذار مرتبطة بأجهزة الكمبيوتر تنطلق عندما ترتفع مياه السيول عن معدل 4 امتار ويتصل الكمبيوتر بـ" (9) انظمة للتنبؤ بالمطر ومحطتين للكشف عن المياه في المنطقة. فيما ما يزال سكان مدينة البترا يستذكرون الحادث الأليم، وهم يسترجعون الذاكرة إلى سنوات خلت في ستينيات القرن الماضي على وقع مشاهد وصور الحادث الاليم، الذي أودى بحياة نحو 22 سائحا فرنسيا ودليلا سياحيا محليا، فيما يعرف بفيضانات سريعة ومفاجئة داهمت المنطقة، إلا أنه وبعد الحادثة قامت وزارة الاثار آنذاك ببناء سد يمنع اندفاع المياه عبر الوادي الضيق والمنحدر الذي يستخدمه الزوار للوصول الى الخزنة. وأعاد إلى الأذهان حادثة مداهمة السيول الجارفة منطقة البترا قبل نحو عامين، وتسببت بأضرار مادية بالغة في منازل وممتلكات المواطنين وبالمزروعات والطرق، لكن دون وقوع خسائر بالأرواح، والفضل يعود الى انظمة انذار مبكر ساهمت في تفادي كوارث بشرية محتملة، نتيجة السيول الجارفة المتدفقة من الأودية. واعتبر أحد سكان المدينة عبدالله النوافلة، أن اعادة تحديث وتطوير أجهزة الانذار المبكر والتي أطلقتها السلطة مؤخرا والذي يسعى لحماية المدينة وإرثها التاريخي من تداعيات فصل الشتاء، ما يبدد مخاوفه من حدوث الفيضانات الجارفة حال حدوثها. ويؤكد مدير وحدة ادارة الازمات في سلطة اقليم البترا الدكتور حسين الحسنات، أن نظام الإنذار المبكر يعمل على التنبؤ بحدوث الفيضانات المفاجئة قبل وصولها إلى الأماكن المأهولة بالسكان والممتلكات والمنطقة السياحية ومواقع الآثار، ومن ثم يتم تفعيل خطط الإخلاء من المواقع المتأثرة للحد من الخسائر وحماية الأرواح. وأشار الحسنات إلى أنه تم ايجاد ( 9) محطات في البترا لقياس الامطار لتكون كافية لتعطي وقتا كافيا بـ45 دقيقة قبل وصول السيل الى منطقة لواء البترا، حيث يتم توجيه تحذير للمواطنين والسياح على حد سواء، من خلال إطلاق صافرة للسياح وهي موجودة في الموقع الاثري، بينما صافرة أخرى تكون موجهة للسكان مثبته على سطح مركز البترا للزوار. واضاف، أن أجهزة النظام وضعت في (10 مواقع) ضمن حدود البترا، وتم ربطها مع دائرة الأرصاد الجوية، مشيرا إلى انه تم وضع شاشة في مركز الزوار لإطلاع السياح على الحالة الجوية. الى ذلك، أكد رئيس سلطة اقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات، أن السلطة انتهت من اعادة تطوير وتحديث نظام الانذار المبكر في اقليم البترا لخطر الفيضان، مع نهاية العام الماضي بعد أن أطلق المشروع في المنطقة يوم 8 آذار (مارس) العام 2012، والذي يحتوي على عدة محطات بقرب الأودية الرئيسة في مناطق لواء البترا، إلى جانب غرف تحكم وسيطرة للتعامل مع الظروف الجوية في فصل الشتاء. وأشار الفرجات إلى إن هذا النظام جاء للتعامل مع تداعيات فصل الشتاء، خصوصا وأن المنطقة تمتاز بكثرة الأودية وصعوبة التضاريس التي تعرضها لأخطار الشتاء. وأوضح أن النظام يسعى لحماية المدينة والإرث الحضري التاريخي فيها، من خلال التنبؤ بحدوث السيول والفيضانات في وقت مبكر، والتعامل مع ذلك من خلال إطلاق صافرات الانذار وتحذير المواطنين واخلاء الزوار من الموقع.اضافة اعلان