البترا تواجه مخاطر السيول بإعادة تحديث أنظمة "الإنذار المبكر"

محطة إنذار مبكر في البترا - (الغد)
محطة إنذار مبكر في البترا - (الغد)
حسين كريشان البترا - في كل شتاء، تواجه مدينة البترا، خطر الفيضانات والسيول الجارفة، ما يمثل دافعا للجهات المعنية للبحث عن طرق مبتكرة لحماية المواطنين، لذا أعيد استخدام وتطوير أنظمة وأجهزة "الإنذار المبكر" لتحذير سكان المنطقة وزوار المدينة، قبل وصول الفيضانات الجارفة إلى مناطقهم، وهذا بدوره بتخفيف حدة مخاوفهم. ويعمل الإنذار المبكر بعد إعادة تحديثه، كوسيلة مثلى لحماية المواطنين، إذ ينبه السكان والزائرين، إلى أن هناك فيضانات مفاجئة، تقترب من مناطقهم، وعليهم اتخاذ إجراءات احترازية لحماية أنفسهم، أو الانسحاب قبل وقت كاف من وصول المياه الجارفة لاماكن تجمعاتهم السكنية. وأكد أهالي البترا، أن إعادة تحديث وتطوير أجهزة الإنذار المبكر التي أطلقتها سلطة إقليم البترا مؤخرا، تبدد مخاوفهم من التعرض للفيضانات الجارفة حال حدوثها، مذكرين بحادثة مداهمة السيول للبترا قبل ثلاثة أعوام، لتتسبب بأضرار مادية بالغة، أصابت منازل وممتلكات المواطنين، وجرفت المزروعات والطرق، لكن دون وقوع خسائر في الأرواح، بفعل أن أنظمة الإنذار المبكر التي أسهمت بتفادي كوارث محتملة. واعتبر خبراء ومختصون أن نظام الإنذار المبكر في مدينة البترا السياحية، يشكل لبنة أساسية في منظومة الوقاية والتعامل مع الفيضانات قبل وقوعها، ويسهم بحماية التجمعات السكنية ومرتادي الموقع الأثري في المنطقة من أخطار السيول وتداعيات الشتاء. وأشاروا الى أن تحديث استخدام هذا النظام، يعمل بطريقة ذاتية لحماية المواطنين والمنشآت العامة والبنية التحتية في المناطق التي تتعرض للسيول قبل اقتراب الفيضانات من التجمعات السكانية، عبر أجهزة تعطي قراءات سريعة لكميات الأمطار، وتقدم معطيات ليتعامل معها المسؤولون، فيطلقون تحذيرات تسبق المياه الجارفة، عبر هوائيات تربط أجهزة الرصد بمراقبة الأودية والسيول في المنطقة. وكان سكان البترا، يعيشون على وقع هواجس خطر مداهمة السيول السريعة والمفاجئة لمنازلهم، مع أي تساقط للأمطار، لانه يؤدي الى ارتفاع منسوب المياه في أودية سيل البترا، والتي تعد الأكثر خطرا على السكان والسياح الزائرين. فيما ما يزال سكان البترا يستذكرون الحادث الأليم في ستينيات القرن الماضي، والذي أودى بحياة نحو 22 سائحا فرنسيا ودليلا سياحيا محليا، إلى جانب ما خلفه من تخريب وتجريف وهدم للمنازل، جراء مداهمة فيضانات سريعة ومفاجئة للمنطقة، ما دفع الحكومة آنذاك، لبناء سد يمنع اندفاع المياه عبر الوادي الضيق والمنحدر الذي يستخدمه الزوار للوصول إلى الخزنة. ويؤكد مدير وحدة إدارة الأزمات في سلطة إقليم البترا الدكتور حسين الحسنات، وضع أجهزة الإنذار المبكر في 10 مواقع ضمن حدود البترا، وربطها بدائرة الأرصاد الجوية، موضحا أن هذه الأنظمة تعمل على توقع حدوث الفيضانات قبل وصولها إلى الأماكن المأهولة بالسكان والممتلكات والمنطقة السياحية والمواقع الأثرية، ومن ثم تفعيل خطط الإخلاء من المواقع المتأثرة، للحد من الخسائر والأضرار وحماية الأرواح. ولفت الى وضع 9 محطات قياس للأمطار في البترا، لتكون كافية تغطي خلال 45 دقيقة قبل وصول السيل إلى منطقة لواء البترا، بحيث يجري توجيه تحذير المواطنين والسياح على حد سواء، بإطلاق صافرة للسياح موجودة في الموقع الأثري، بينما توجه صافرة أخرى الى السكان، مثبتة على سطح مركز البترا للزوار، فضلا عن وضع شاشة في مركز الزوار لإطلاع السياح على الحالة الجوية. إلى ذلك، أكد رئيس السلطة الدكتور سليمان الفرجات، أن السلطة انتهت من إعادة تطوير وتحديث نظام الإنذار المبكر نهاية العام الماضي، إذ يعد الأول من نوعه في المملكة والثاني على مستوى الشرق الأوسط، يهدف للتعامل مع تداعيات الشتاء، خصوصا وأن المنطقة تمتاز بأوديتها الكثيرة وصعوبة التضاريس التي تعرضها لأخطار الشتاء، لحماية المدينة وإرثها التاريخي، عبر التنبؤ بحدوث السيول والفيضانات في وقت مبكر، والتعامل مع ذلك، عبر إطلاق صافرات إنذار مرتبطة بأجهزة الكمبيوتر تنطلق لتحذير المواطنين، وإخلاء الزوار من الموقع الأثري، عندما ترتفع مياه السيول عن معدل 4 أمتار ويتصل الكمبيوتر بـ10 أنظمة للتنبؤ بالمطر و9 محطات للكشف عن المياه في المنطقة.اضافة اعلان