البترا: 45 فندقا سياحيا تغلق أبوابها وتسريح 1600 من موظفيها

Untitled-1
Untitled-1

حسين كريشان

البترا – بعد هبوط نسب معدلات أشغالها الى 0 % لتوقف النشاط السياحي، نتيجة تداعيات جائحة ” كورونا” منذ شهر آذار (مارس) الماضي، أغلق نحو 45 فندقا سياحيا في مدينة البترا ابوابها، ما تسبب بفقدان 1600 موظفا لأعمالهم.اضافة اعلان
وأشار مستثمرون في القطاع السياحي والفندقي في مدينة البترا، إلى أن إغلاق جميع الفنادق ذات التصنيفات المختلفة أبوابها، جاء نتيجة عجزها عن تغطية كلفها التشغيلية العالية من أجور وضرائب ورسوم وغيرها، لوقف خسائرها المتتالية، فضلا عن أن هناك عشرات من المطاعم والمنشآت السياحية اغلقت أبوابها هي الأخرى، بسبب عجزها عن دفع رواتب العاملين فيها وبالتالي أدى إلى إنهاء خدماتهم.
واكدوا أن عشرات من المنشآت السياحية باتت مهددة وعلى وشك الانهيار التام وإعلان الافلاس، نتيجة التزامات مالية وتكاليف تشغيلية كبيرة مترتبة عليها، لاعتمادها على السياحة الأجنبية الوافدة والتي توقفت عن القدوم الى المملكة.
وقالوا إنهم ومنذ توقفت حركة السياحة في المنطقة، في ظل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع تفشي جائحة “كورونا”، أصبحوا غير قادرين على الاستمرار بتشغيل منشآتهم، لاسيما بعد تعرضهم لخسائر اقتصادية فادحة تكبدوها تقدر بـ" مئات الآف" الدنانير، إضافة الى تراكم الأجور والقروض، في منطقة سياحية يعتمد غالبية سكانها على الدخل المتأتي من السياحة الوافدة.
وتعيش السياحة في البترا منذ بدء الجائحة أسوأ أزمة يمر بها القطاع في تاريخه، فيما يبدد استمرار الأزمة العالمية وتفاقم أعداد المصابين في العالم كل آمال المستثمرين بعودة قريبة للنشاط السياحي، وفق عاملين في القطاع وصفوا الحالة التي وصلت اليها السياحية في المدينة الاثرية بـ“الموت السريري”.
وأوضحوا أن السياحة في مدينة البترا تعتمد بشكل أساسي على السياحة الخارجية، وترتبط بالظروف والكوارث والاضطرابات السياسية فيها، ما يتطلب ضرورة الإسراع في اقرار صندوق المخاطر السياحية واخراجه الى حيز الوجود بهدف انقاذ آلاف الأسر التي تعتمد بشكل كلي على قطاع السياحة، مؤكدين أن الأزمات التي يمر بها القطاع السياحي بين فترة واخرى تستدعي ضرورة إيجاد حلول جذرية للأزمات التي تعصف بالقطاع، الذي يعتبر من أهم روافد الاقتصاد الوطني وأبرزها.
ويؤكد رئيس جمعية أصحاب فنادق البترا السياحية طارق الطويسي أن نحو 45 فندقا سياحيا ذات تصنيفات مختلفة اغلقت ابوابها، ما تسبب بفقدان 1600 من العاملين وظائفهم في القطاع، نتيجة توقفت حركة السياحة الأجنبية في البترا منذ آذار(مارس) الماضي بسبب إجراءات الحد والوقاية من جائحة كورونا، فيما ضعف حركة السياحة المحلية بشكل كبير، بعد إقرار حظر أيام الجمعة، ما أدى الى هبوط غير مسبوق في معدلات الإشغال في الفنادق الى 0 %.
وأشار الطويسي إلى أن الاستثمارات الفندقية تمر بظروف استثنائية وأزمة قاهرة وهي المرحلة الأصعب في حياتها، بعد أن توقفت حركة السياحة الوافدة بهذا القطاع الحيوي والمهم، مشيرا إلى أنه ومع صعوبة المرحلة فإن كلف التشغيل ما تزال ترهق هذه الاستثمارات وما يزال أصحابها يسددون أقساط القروض المترتبة عليهم.
وبين ان استدامة عمل الفنادق السياحية في المنطقة بات يشكل خسارة كبيرة ومؤكدة لأصحابها، جراء تدني الدخل وارتفاع كلف التشغيل والضرائب، في الوقت الذي يرى أصحابها أن السبب الأمثل لهم في ضوء توقف السياحة هو إغلاقها لانعدام حركة السياح، خشية تكبد المزيد من الخسائر.
ودعا إلى ضرورة أن تقوم الحكومة وبناء على أوامر الدفاع، بمخاطبة وإلزام البنوك من أجل تأجيل دفع أقساط القروض المترتبة على الفنادق، وإعطاء قروض مسهلة بفوائد منخفضة جدا وتقليل الكلف التشغيلية على القطاع.
ويرى رئيس جمعية المكاتب السياحية في البترا سليمان الحسنات، أن انتشار فيروس “كورونا ” في بعض الدول المصدرة لحركة السياحة الى البترا، كان له تأثير سلبي على الحركة السياحية الوافدة  للمنطقة بالتأكيد، موضحا أن الحركة الوافدة تأثرت عقب انتشار الفيروس وحظر الطيران.
وبين الحسنات أن ارتفاع نسبة إلغاء الحجوزات للمجموعات السياحية القادمة من مختلف الدول الأجنبية الى المدينة الأثرية، له مؤشرات سلبية ويعطي دلالات على النشاط السياحي في المنطقة، ما شكل ضربة قاسية للموسم السياحي وهو في ذروة نشاطه ووضع منطقة البترا في" موت سريري" ما أسهم في اغلاق الكثير من المنشآت الفندقية والمطاعم السياحية وفقدان غالبية العاملين فيها وظائفهم، حيث يعتمد حوالي 80 %  من الأسر في لواء البترا على النشاط السياحي.
وأشار، إلى أن ما يعيشه القطاع السياحي في البترا التي تعد مركز الأردن السياحي من كارثة تتناثر لتصل لجميع المنشآت السياحية مثل الفنادق والمطاعم وكل أصناف السياحة وأنواعها في المدينة، منذ شهر آذار (مارس ) الماضي، وتوقف عمل كافة القطاعات السیاحیة في اللواء، لمنع انتشار فيروس ” كورونا”.
داعيا الحكومة إلى وضع خطة سياحية لإنقاذ القطاع السياحي في البترا من الانهيار والوقوف إلى جانبها في هذا الظرف الصعب، ووضع حد لمعاناة العاملين فيه منذ بداية الأزمة والتي تسببت في عجز هذه الاستثمارات عن تسديد الالتزامات المالية المترتبة عليها.
من جهتها، أشارت مصادر في سلطة اقليم البترا، إلى أن السلطة أعلنت عن اعفاءات وتخفيض لأجور المستأجرين لديها، وسط دعوات أن يحذو بقية المالكين حذوها في الوقوف إلى جانب من تضرروا من الجائحة.
وقالت المصادر إنه ومنذ توقف السياحة الاجنبية، أعلنت الحكومة عن خطة إنقاذ للقطاع السياحي في الجنوب بمرحلته الأولى، عبر تشجيع السياحة الداخلية، لكن آمال العاملين في القطاع هناك غير معقودة على هذا النوع من السياحة.
وبينت أنه ومع بدء انتشار جائحة كورونا في العالم، وإغلاق الحكومة للمعالم السياحية والمطارات لمواجهة تفشي الفيروس، انتكس القطاع السياحي من جديد، ولم يتعطل عمل السياحة في البترا وحسب، وإنما توقف كليا وشل حركة الحياة هناك وهو ما أثر بطبيعة الحال على القطاع السياحي وما تتصل به من مؤسسات وشركات وأيد عاملة.
وأضافت أن البعض انقطعت دخولهم، فيما قلت دخول آخرين، وهذا بالتأكيد انعكس سلبيا على واقع حركة التجارة ومختلف القطاعات في اللواء.