البرتغال تعلق آمالها على جاهزية نجمها رونالدو

المنتخب البرتغالي -(أ ف ب)
المنتخب البرتغالي -(أ ف ب)

بيروت- تأمل البرتغال من نجمها كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم، أن يمنحها في مونديال البرازيل 2014 لكرة القدم جزءا من مستوياته الرائعة التي يقدمها مع ريال مدريد الاسباني لترتفع إلى مستوى المنافسة.اضافة اعلان
قد لا تكون البرتغال مرشحة لاحراز كأس العالم، لكن مدربها باولو بنتو يعتبر ان هذا الأمر يصب في مصلحتهم وعلى خصومهم ان ينتبهوا منهم.
من أصل خمس مشاركات لها في نهائيات كأس العالم، بلغت البرتغال الدور نصف النهائي مرتين، وهي نسبة رائعة في ظل المشاركات المحدودة للدولة الواقعة في شبه الجزيرة الايبيرية بين إسبانيا والمحيط الأطلسي.
مرة جديدة يبدو منتخب الدروع الخمس جاهزا لبلوغ مراحل متقدمة، لكن وقوعه في مجموعة صعبة جدا إلى جانب المانيا وغانا والولايات المتحدة قد يعكر صفو مشاركته.
تأمل "سيليساو داس كويناس" تكرار انجازات أوزيبيو المهاجم الموزمبيقي الأصل العام 1966، والراحل في كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما سجل تسعة أهداف محرزا لقب هداف المسابقة ومساهما في احتلال فريقه المركز الثالث من مشاركتها الأولى حيث اقصت البرازيل حاملة اللقب، وهي طبعا سترضى بتكرار نتيجة نسخة 2006 حيث حلت رابعة في ألمانيا.
أمضت عشرين عاما جديدة خارج اسوار المونديال قبل العودة من الباب الضيق في مكسيكو 1986، غابت ثلاث مرات ثم فتحت صفحة جديدة في 2002.
قدم برازيليو اوروبا العالم انفسهم في مونديال 2006 تحت اشراف البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، بثلاثة انتصارات في الدور الأول، اقصاء لهولندا في مباراة عاصفة ثم انجلترا، فوصلوا إلى نصف النهائي حيث ودعوا البطولة، وفي مشاركتهم الأخيرة في جنوب افريقيا سقطوا أمام جيرانهم الاسبان في الدور الثاني.
لم يكن تأهل البرتغال وصيفة كأس أوروبا 2004، إلى نهائيات 2014 سهلا، فللمرة الثانية على التوالي اضطرت إلى خوض ملحق مؤهل. بعد البوسنة والهرسك في 2010، تخطت السويد 4-2 بمجموع المباراتين برباعية حملت امضاء رونالدو ليقصي الـ"دون" ورفاقه كتيبة زلاتان ابراهيموفيتش.
اجتاز فريق المدرب باولو بنتو مطبات كثيرة في تصفيات 2014، فبعد بلوغه نصف نهائي كأس اوروبا 2012 وسقوطه بركلات الترجيح أمام اسبانيا، كانت البرتغال مرشحة لتصدر المجموعة السادسة وبلوغ النهائيات بسهولة لمرة سادسة، لكنها تعادلت مع ايرلندا الشمالية واكتفت بالوصافة وراء روسيا.
من أبرز نقاط قوة البرتغال، قائدها كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم لعامي 2008 و2014 صاحب المهارات الفردية والقدرة على التمرير والتسجيل من مختلف المسافات ومن الضربات الثابتة. قال رونالدو: "نعرف ان المرشحين للفوز هم اسبانيا، البرازيل، المانيا والأرجنتين وهذا مناسب لنا".
ويعول بنتو على المدافعين بيبي (ريال مدريد) وبرونو الفيش (فنربغشة التركي)، لاعبي الوسط الموهوب جواو موتينيو (موناكو الفرنسي) وميغيل فيلوسو (دينامو كييف الاوكراني) وجناح مانشستر يونايتد الانجليزي ناني، لكنه لطالما افتقد الى رأس الحربة الفتاك في ظل تواضع هلدر بوستيغا (لاتسيو الايطالي) وهوغو الميدا (بشيكتاش التركي).
المدرب باولو بنتو
يرى بنتو (44 عاما) الذي مدد عقده لسنتين في نيسان (ابريل) الماضي ان فريقه يصبح أقوى في كل يوم. وعن التقدم الحاصل في عهده خصوصا في كأس أوروبا 2012، قال: "بمجمل الدقائق التسعين فقد حققنا هدف بلوغ النهائي (لكنه خسر بركلات الترجيح امام اسبانيا في نصف النهائي)، وما قمنا به بعد ذلك هو السعي للمنافسة بأفضل طريقة محاولين تحقيق الأهداف على غرار التواجد في كأس العالم 2014".
ورأى بنتو صاحب التدخلات القاسية في خط الوسط سابقا والذي أسهم ببلوغ بلاده الى نصف نهائي كأس اوروبا 2000، أن البرتغال تعمل اليوم بطريقة مختلفة عن التشكيلات السابقة، قائلا: "هناك امور مختلفة نقوم بها الآن على صعيد التحضير، التدريب والاستراتيجيات مقارنة مع 2010 و2011. كرة القدم تتطور دائما ويجب ان نكون جاهزين لذلك. تلعب البرتغال بهوية عملنا عليها ولكن بالطبع ان يحصل بعض التطوير".
انتشل البرتغال بعد بداية كارثية في تصفيات اوروبا 2012 مع كارلوس كيروش، ونجح للمرة الثانية على التوالي بقيادة البرتغال إلى حدث عالمي كبير. انتقده المشجعون لأسلوبه المحافظ، اعتماده على مجموعة محددة من اللاعبين وحذره في تبديلاته.
دخل مدرب سبورتينغ لشبونة السابق في مشادات كبيرة مع بعض لاعبيه، أودت بالمدافع ريكاردو كارفاليو والظهير جوزيه بوسينغوا خارج اسوار "سيليساو"، كما استبعد ريكاردو كواريزما عن التشكيلة المونديالية.
نجم الفريق كريستيانو رونالدو
يصل كريستيانو رونالدو إلى مونديال البرازيل مدججا بجائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم ولقب دوري ابطال اوروبا مع فريقه ريال مدريد الاسباني، لكن اصابته في نهاية الموسم تكاد توقف قلوب البرتغاليين.
على حدود الثلاثين، ستكون لقائد البرتغال فرصة أخيرة ربما بإحراز لقب كبير مع بلاده ونسيان الدموع التي ذرفها بعد نهائي كأس اوروبا 2004 في لشبونة امام اليونان.
بعد خمس سنوات على انتقاله من مانشستر يونايتد الانجليزي مقابل 94 مليون يورو في صفقة قياسية آنذاك، أصبح رونالدو احد افضل اللاعبين في العالم الى جانب الارجنتيني ليونيل ميسي، قال بعد نهائي لشبونة في دروي الابطال حيث بكى قبل عشر سنوات: "لم احلم بموسم مماثل، كانت سنة لا تنسى".
قصة "كريستيانو رونالدو دوس سانتوس افيرو" الذي ولد في الخامس من شباط (فبراير) العام 1985 في جزيرة ماديرا، مع الكرة المستديرة بدأت حين كان في الثالثة من عمره، وهو بدأ اللعب مع فريق اندورينيا للهواة حيث كان والده يعمل، وذلك العام 1995 حين كان في الثامنة من عمره، ثم انتقل العام 1997 إلى سبورتنغ لشبونة بنصيحة من والده الذي رفض انتقاله إلى بورتو وبوافيستا.
وسرعان ما لفت البرتغالي الشاب الذي أطلق عليه والده اسم رونالدو تيمنا برئيس الولايات المتحدة السابق رونالد ريغين الذي كان ممثلا أيضا، أنظار مدرب مانشستر السير اليكس فيرغسون الذي خاطر بالتعاقد معه العام 2003 بعدما اعجب موهبته خلال مباراة جمعت "الشياطين الحمر" بسبورتينغ لشبونة (1-3) خلال افتتاح ملعب "ستاديو جوزيه الفالادي".
وأصبح رونالدو اول لاعب برتغالي ينضم الى مانشستر عندما وقع عقد انتقاله إلى الأخير بعد موسم 2002-2003 مقابل 17 مليون يورو.
أراد رونالدو الرقم 28 في مانشستر لأنه كان متخوفا من ارتداء القميص رقم 7 الذي تناوب عليه نجوم عظماء في تاريخ النادي مثل جورج بست وبراين روبسون وإريك كانتونا وديفيد بيكهام، لكن فيرغسون أراد أن يمنحه هذا الرقم، وهو كان محقا لأن البرتغالي الشاب ارتقى إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه تماما ونجح في قيادة الفريق إلى لقب الدوري المحلي ثلاث مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، وكأس رابطة الأندية مرتين، ودوري ابطال أوروبا مرة واحدة في 2008 إضافة إلى نهائي 2009، وكأس العالم للأندية مرة واحدة ايضا، قبل أن يبحر نحو مغامرة أخرى حملته الى العاصمة الاسبانية مع عبء الارتقاء إلى حجم المبلغ الذي دفعه النادي الملكي للحصول على خدماته.
فضلا عن لقبه الثاني في دوري الأبطال وكرته الذهبية الثانية، حقق لقب هداف الدوري الاسباني مرة ثانية (31 هدفا) في الموسم المنصرم والثالث اوروبيا بالتساوي مع الاوروغوياني لويس سواريز مهاجم ليفربول الانجليزي، لكنه تعملق في دوري الابطال مسجلا 17 هدفا في نسخة واحدة وهو رقم قياسي لافت.
على الصعيد الدولي، كان لمشوار رونالدو مع مانشستر تأثيرا على موقعه في المنتخب؛ اذ نضج كثيرا أثناء عامه الأول مع يونايتد ولعب دورا رئيسا في وصول بلاده إلى نهائي كأس اوروبا العام 2004 في البرتغال قبل أن يخسر أمام اليونان، كما وصل مع المنتخب الأولمبي إلى نهائيات مسابقة كرة القدم في اولمبياد اثينا 2004 حيث خرج منتخب بلاده من الدور الأول، ثم نصف نهائي مونديال 2006 وكأس اوروبا 2012، واصبح افضل هداف في تاريخ المنتخب مع 49 هدفا في 110 مباريات.
تحول اللاعب الملقب "البيلينيا" (نحلة سريعة العطب) في صغره إلى "قائد" في الملعب على حد ما وصفه رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر قبل ان يعتذر منه.
من طفل فقير بلكنة جزيرة ماديرا، اصبح فريسة الباباراتزي لحياته الاجتماعية اللافتة مع صديقته الفاتنة ايرينا شايك وبات يهتم بمظهره حتى أدق التفاصيل، وما صورته يحتفل بعضلاته بعد هدفه الاخير في نهائي دوري ابطال اوروبا إلا أبرز دليل على ذلك.
صدم اسبانيا عندما كانت ترزح في ازمة اقتصادية معبرا عن "حزنه" لمصيره مع ريال، فحصل على عقد جديد حتى 2018 براتب سنوي مقداره 21 مليون يورو.-(أ ف ب)