البطالة في العارضة تحرض "رائدات الصبيحي" على العمل الخيري والتنموي

محمد سمور

البلقاء- برغم الصعوبات والتحديات، إلا أن الناشطة الاجتماعية، ابتسام المناصير ورفيقاتها في "جمعية رائدات الصبيحي الخيرية"، استطعن إثبات أن لا صوت يعلو على صوت الإرادة، فكان حب الخير والمساعدة والإنجاز عنوانهن في مسيرة عمل تطوعي تشق طريقها بطاقة إيجابية فريدة وعطاء لا ينضب.

اضافة اعلان


المناصير، وهي رئيسة الجمعية، تقول لـ"الغد"، إن فكرة الجمعية التي تقدم خدماتها في نطاق لواء العارضة بمحافظة البلقاء، جاءت في بدايات جائحة كورونا، وما رافقها من اشتداد الظروف المعيشية الصعبة على المواطنين، مشيرة إلى أن غالبية الشباب والفتيات في اللواء وهي إحداهم، يعانون من البطالة وبعضهم منذ سنوات طويلة، مع افتقار اللواء أيضا لوجود مشاريع تنموية.


كل ذلك وأكثر، دفع المناصير إلى التفكير خارج الصندوق، والتشاور مع العديد من النساء هناك حول فكرة تأسيس جمعية تمد يد العون للأسر العفيفة في القضاء الذي يبلغ عدد سكانه نحو 25 ألف نسمة، وتعمل على إيجاد أفكار ومبادرات تنعكس إيجابا على السكان، ليتم بعد ذلك تأسيس جمعية رائدات الصبيحي الخيرية، "على أن تكون جمعية عصرية بعيدة عن الأمور التقليدية"، بحسب وصف المناصير التي أكدت أن ذلك حدث "رغم الكثير من الصعوبات التي تواجه المرأة الأردنية بشكل عام وخصوصا المرأة القروية، فيما يتعلق بالانخراط في العمل الاجتماعي".


وتضيف المناصير، "ومع ذلك قبلنا التحدي واستهدفنا في أول نشاط المدارس، حيث تم إجراء دراسة عن أعداد المدارس والطلبة، وتزويدهم بالكمامات والمعقمات، وتوزيع ملصقات إرشادية عن خطورة فيروس كورونا، وأهمية التباعد الاجتماعي، وقمنا كذلك بتوزيع قرطاسية وحقائب مدرسية، وكان ذلك بإشراف مدرسة أبو الشتول الأساسية ومدرسة خشفة الأساسية".


ووفق المناصير، "تم التنسيق مع شركة أورانج، بتزويد بعض الأسر بجهاز (راوتر) وأجهزة ذكية لمساعدة الطلبة بالتعليم عن بعد، كما تم إطلاق حملة أخرى لجمع التبرعات من أجل تحضير طرود الخير، ولاقت الحملة استحسان المجتمع المحلي واهتماما من وزير التنمية الاجتماعية الذي بادر بالاتصال بي مبديا إعجابه بالحملة، وقامت الوزارة بعد ذلك بتزويد الحملة بـ100 طرد مقدمة من الهيئة الخيرية الهاشمية".


وقالت، إن الوزارة قامت أيضا بتزويد الجمعية بنظام الزراعة المائية "الهيدروبونيك"، لتجربة مدى نجاحه ليتم تعميمه على الأسر العفيفة بما يحقق لها قدرا من الاكتفاء الذاتي.

وضمن نشاطات الجمعية، تقول المناصير، "عقدنا شراكة مع المبادرة الأرثوذكسية، بحيث تقوم المبادرة بين الفترة والأخرى، بتزويد الجمعية بكوبونات غذائية ومواد تنظيف وملابس، فضلا عن القيام مع جمعية العون الصحية بعمل أيام طبية لمدة ثلاتة أشهر، تخللتها إقامة عيادة نسائية وصرف أدوية وتقديم استشارات".

كما تم تنظيم دورات تثقيفية للعديد من السيدات بهدف التوعية بسرطان الثدي، وندوات أخرى بهدف التعريف وتشجيع السيدات المنتجات على نظام التسوق الإلكتروني والعمل الحرفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


وتلفت المناصير إلى الاهتمام بنشاطات الجمعية من قبل لجنة المرأة في مجلس الأعيان التي زارت القضاء والتقت عددا من ممن يمثلون فئات المجتمع المحلي، وتم كذلك بحث ومناقشة احتياجات القضاء، وكان أبرزها بحث مشكلة البطالة، وعدم وجود مشاريع، وعدم توفر حديقة أطفال، والمطالبة بعقد امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) داخل القضاء".

وتطرقت المناصير، إلى تشارك الجمعية مع الهيئة الخيرية الهاشمية بـ"مشروع أرزاق" والذي تم خلاله تأهيل 8 فتيات للعمل بمجال الخياطة، و8 أخريات تم تأهيلهن للعمل بمجال فنون الطهي.


وتطمح الجمعية بحسب المناصير إلى توفير مقر لها يمكنها من العطاء والإنجاز بشكل أفضل وأوسع، لافتة إلى أهمية إيجاد مشاريع تنموية في قضاء العارضة بما يسهم بالتخفيف من حجم البطالة الكبير، لا سيما في أوساط شبانها وفتياتها.