البطل المنتظر

اليوم تضع "حرب" المونديال اوزارها في "معركة" الألمان والأرجنتينيين.. ثمة بطل منتظر للنسخة العشرين... هل تكون "الماكينات" للمرة الرابعة في تاريخها، أم يحصل عليه "راقصو التانغو" للمرة الثالثة؟.اضافة اعلان
في حقبة الثمانينيات قاد مارادونا منتخب بلاده للفوز على ألمانيا في نهائيات المكسيك 1986، لكن رد الألمان لم يتأخر فشهد مونديال ايطاليا 1990 تسديد الحساب، وتوج الألمان باللقب وردوا اعتبارهم.
ينقسم العالم بين مؤيد لهذا المنتخب وذاك.. الأوروبيون يريدون اللقب للمرة الأولى في تاريخهم من معقل الأميركيين الجنوبيين، والارجنتينيون يرغبون في الحصول عليه وبالذات على أرض "الجار اللدود" البرازيل.
"على الورق" يمكن اعتبار الفوز الألماني الكاسح على البرازيل في دور الأربعة بنتيجة 7-1 بمثابة "رسالة شديدة اللهجة" للأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه.. فـ"الماكينة" جاهزة للاجهاز على "ضحية" جديدة.. وربما يذكر ميسي جيدا يوم 3 تموز (يوليو) من العام 2010 في جنوب أفريقيا... لقد اكتسح الألمان واستباحوا الشباك الأرجنتينية أربع مرات امام ناظري ميسي، الذي لم يستطع أن يحرك ساكنا، رغم أنه كان افضل لاعب في العالم.
لذلك يرى كثيرون أن ألمانيا اقرب إلى الفوز من الأرجنتين... لقد قدم الألمان دروسا بالغة في التنظيم داخل الملعب والواقعية والارادة والقدرة على تسيير دفة اللعب والاهم من ذلك "اذلال" المنافسين... من يتصور متى سيكون في مقدور البرازيليين رفع اعينهم في وجوه الألمان؟.
مقابل ذلك ما يزال ميسي يشعر بـ"عقدة النقص" أمام "إبن البلد" و"المارد القصير" مارادونا... في كل يوم وكل مناسبة يجري العالم مقارنة بين النجمين... مارادونا قهر الألمان وحمل كأس العالم قبل 28 عاما، لكن "رصيد" ميسي ما يزال خاليا من الالقاب مع منتخب بلاده... صال وجال مع برشلونة وحظي بالكؤوس والالقاب الفردية والجماعية، لكنه ما يزال ينتظر اللحظة التي يكمل فيها "عقد الانجازات".
من هنا ربما تكون المباراة بمثابة "معركة" يخوضها ميسي من أجل الأرجنتين ومن اجل سجل انجازاته الفردية، لكن ميسي يدرك حجم الطوق الذي سيوضع حوله من قبل اللاعبين الألمان... ربما يعيد التاريخ نفسه... انشغل الألمان في رقابة مارادونا فأفسحوا المجال امام بوروتشاغا وفالدانو لانجاز المهمة، فهل يتمكن بقية الأرجنتينيون من تعويض "حضور ميسي" في حال كانت الرقابة شديدة عليه كما حدث في لقاء هولندا؟.
ما يهم أن تأتي المباراة النهائية قمة في كل شيء.. تكون فعلا "مسك" الختام لبطولة تفاعلت معها الجماهير واستمتعت بأهدافها ومنافساتها.. ترى من سيكون البطل الجديد؟.