البطل و"الحصان الأسود"

ربما يكون اليوم "اليوم الأقوى" على صعيد الدور الأول لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم المقامة حاليا في فرنسا، ذلك أن ثلاث مباريات ستقام في وقت متلاحق تكاد كل منها تكون قوية بما فيه الكفاية، ما يعني أنه من الصعب التكهن بهوية الفائز.اضافة اعلان
إسبانيا "حاملة اللقب" تلاقي تشيكا، ومن بعد ستكون المواجهة بين إيرلندا والسويد، ويختتم منتخبا بلجيكا وإيطاليا "السهرة الكروية" بلقاء من العيار الثقيل.
يبدو المنتخب الاسباني مثيرا للقلق.. خسارته في اللقاء الودي أمام جورجيا بهدف قبل بضعة أيام على أرضه وأمام جمهوره، جعلت أوصال الاسبان ترتجف، فالمجموعة الرابعة ليست بالسهلة وفيها ستتواجه مع منتخبات التشيك وتركيا وكرواتيا.
الاسبان سيطروا على اللقبين الأخيرين لكأس الأمم الأوروبية 2008 و2012 وبينهما لقب مونديال جنوب أفريقيا 2010، وإذا ما فاز الاسبان باللقب، فإن ذلك يعني تحطيما لكل الأرقام القياسية الممكنة، من حيث رفع الألقاب إلى أربعة وفض الشراكة مع الألمان، وكذلك الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي.
لكن... هل في مقدور "تلاميذ" العجوز ديل بوسكي فعل ذلك؟.
الاسبان.. منتخب وأندية سيطروا على الأجواء الكروية الأوروبية، فبات ذلك فعلا "زمن الكرة الاسبانية"، لكن خيبة الأمل والخروج الحزين من الدور الأول لمونديال البرازيل 2014، ما يزال يرهق ذاكرة الاسبان ويثير مخاوفهم من فقدان اللقب.
يعول الاسبان على "حكمة" أنيستا وخبرة "كاسياس" ربما بعد فضيحة دي خيا، كما ينتظر أن يلعب راموس وبيدرو وسلفا وفابريغاس أدوارا مهمة اذا ما كانوا في كامل الجاهزية الفنية والذهنية.
المواجهة البلجيكية- الايطالية تستحق الذكر أيضا، ذلك أن منتخب بلجيكا مرشح للمنافسة على اللقب للمرة الأولى في تاريخه، رغم أن سجله لا يتضمن أي إنجاز يذكر، سوى حصوله على المركز الثالث في العام 1972، بينما يريد الطليان لقبا ثانيا في سجلهم بعد غياب دام 48 عاما، ذلك أن الطليان فازوا باللقب في العام 1968، وحصلوا على الوصافة مرتين في العامين 2000 و2012، وربما تكون المباراة النهائية للبطولة السابقة "وصمة عار" بالنسبة للطليان الذين خسروا أمام الاسبان برباعية نظيفة.
يفتخر "البلجيك" بأن تشكيلتهم الحالية المكونة من 23 لاعبا، تعد الأعلى قيمة مالية بين باقي المنتخبات في البطولة؛ إذ تبلغ قيمة فريق المدرب مارك فيلموتس 318.9 مليون جنيه استرليني طبقا لتحليل قامت به شركة "بروفيت اكيوميوليتور" للمراهنات، ما يزيد بأكثر من 50 مليون جنيه استرليني على منتخب المانيا مثلا، فيما تبلغ قيمة منتخب انجلترا (189.7 مليون جنيه استرليني) وفرنسا (183 مليون جنيه)، لكن ذلك لن يكون كافيا إن لم يكن الأداء والنتائج بالقيمة العالية ذاتها.
بلجيكا مرشحة للعب دور "الحصان الأسود" في بطولة تتمنى التتويج بلقبها، وإذا ما كان هازارد ورفاقه كاراسكو ودي بروين وآخرين عند حسن الظن بهم، فإن الفوز بالكأس لن يكون "معجزة" بل أمر طبيعي، لكن الضعف الدفاعي "وهي مشكلة معظم الفرق"، تثير القلق أيضا، خصوصا في ظل غياب كومباني ولومبارتس بسبب الإصابة.
قد يجد البلجيك أنفسهم في مواجهة تشكيلة إيطالية هي الأضعف منذ فترة طويلة، في ظل افتقاد المدرب كونتي للاعبين بوزن بيرلو وفيراتي وماركيسيو، لكن ثمة آمال تعقد على الحارس العجوز بوفون وكل من موتا وروسي وبارولو، في صياغة "مفردات الفوز" كما كان يحدث سابقا، وطالما كان الطليان خارج الحسابات، لكنهم في الميدان من يضحك أخيرا وكثيرا.