البطل و"شبح الهبوط"

ربما تكون المرة الأولى التي تتفق فيها غالبية جماهير الوحدات والفيصلي على أن فريقيهما لا يستحقان لقب دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، وتتفق على أن فرقا مثل الأهلي وشباب الأردن والجزيرة والرمثا، أضاعت على نفسها فرصة تاريخية للتويج باللقب، في ظل هذا الوضع الفني السيئ الذي يعيشه المتصدر والمطارد.اضافة اعلان
لكن اليوم هو يوم الحسم بالنسبة لكل منهما.. الوحدات يحتاج الى الفوز على الجزيرة بغض النظر عن نتيجة الفيصلي مع البقعة، للمحافظة على اللقب للموسم الثالث على التوالي وللمرة الخامسة عشرة بتاريخه، والفيصلي يحتاج إلى الفوز على البقعة شريطة خسارة الوحدات أمام الجزيرة، لكي يتوج باللقب بعد غياب ثلاثة مواسم متتالية وللمرة الثالثة والثلاثين بتاريخه، وقد يحتاج الفريقان إلى مباراة فاصلة، اذا ما خسر الوحدات ,وفاز الفيصلي لأنهما بذلك سيتساويان بعدد النقاط، علما أن الوحدات يملك حاليا 38 نقطة والفيصلي 36 نقطة.
الفريقان أضاعا في الجولات الأربع الماضية ما يكفي من النقاط، لحسم الصراع قبل الوصول الى المحطة القصيرة، لكنهما يدركان اليوم أن لا مجال للتفريط بمزيد من النقاط، بعد أن باتت بطولة الدوري على بعد ساعات قليلة من أن تضع اوزارها وتنتهي المنافسة.
لا أحد يستطيع أن يتوقع بطل الدوري.. صحيح أن الوحدات يتقدم بفارق نقطتين، لكن الاخفاق المشترك في المباريات الأربع السابقة، يجعل من الصعوبة بمكان التنبؤ بنتيجة، ولذلك فإن ما يدور على ألسنة الجماهير والمراقبين، اقرب ما يكون إلى الامنيات منه إلى التوقعات.
وليس ببعيد عن "صراع القمة" فإن ثمة صراعا من نوع آخر بين أربعة فرق يحمل عنوان "من اجل البقاء، حيث أن فريقا من الفرق الأربعة "كفرسوم والبقعة وذات راس والصريح"، سيودع دوري المحترفين ويلحق بالأصالة إلى الدرجة الأولى.
قد ينتهي الصراع اليوم، وقد يحتاج الامر إلى مباراة فاصلة أو دوري مجزأ من مرحلة واحدة، وهذا كله مرهون بما ستقدمه الفرق في مباراتها الاخيرة، وكحال القمة لا يمكن التوقع بهوية الهابط الثاني، وإن كان كفرسوم يتخلف بفارق نقطة عن الفرق الثلاثة الاخرى.
عموما وبعيدا عن الضغط النفسي والشد العصبي الذي تعاني منه الفرق "فوق وتحت"، فإن المواجهات السابقة شهدت احتراما لاصول المنافسة ولعبا نظيفا من بقية الفرق التي لا تنافس على اللقب ولا تعاني من "شبح الهبوط"، وقدمت تلك الفرق افضل ما لديها ووجهت رسالة واضحة مفادها أن من يريد اللقب او البقاء بين المحترفين، عليه أن يعتمد على نفسه اولا واخيرا.
نراهن على أن الفرق جميعا تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وستحترم اصول المنافسة، وكذلك فإن من يفشل في الحصول على اللقب أو البقاء، عليه أن يلوم نفسه اولا واخيرا، لأن حجم الفرص وعددها التي سنحت في المراحل الماضية كان كافيا للاستفادة وتحقيق الهدف، بيد أن تلك الفرص التي قدمت على "اطباق من ذهب" ذهبت ادراج الريح.